تفسير الآية 92 من سورة النساء وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ ...

تفسير الآية 92 من سورة النساء
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
التفسير
الآية تتضمن الوعيد الشديد لمن قتل مؤ منا متعمدا أي قاصدا لقتله بالخلود في النار واللعنة من الله فهذا هو الأصل في عقوبة من يتعمد قتل المؤمن لأن لمؤمن لا يمكن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا يقول سبحانه {{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا }} " النساء , 92 " : وهو القتل بغير قصد كحوادث السير وغيرها من الأخطاء لغير متعمدة ويحتمل الخطأ في التأويل كأن يظن أنه يستحق ذلك لأن لمسلم يحل دمه بثلاث
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ
الثَّيِّبُ : يعني المتزوج أو الذي سبق أن تزوج إذا كان زانيا حل دمه لأن الله حكم عليه بالرجم وهو الرمي بالحجارة حتى يموت .
فإذا وُجِدَ شخص يتعمد قتل المؤمنين فهو محارب لله ورسوله استحق اللعنة من الله والخلود في النار لذا فهو ليس من المسلمين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : {{ مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا}}
" الصحيحين "
وقد حمل بعض العلماء معنى العمد هنا بأن المتعمد استحل دم المؤمن وحكموا بردته لأن الخلود في النار خاص بالكفار فلا بد أن المتعمد منهم وقالوا إن الآية نزلت في رجل بعينه استحل هذا الفعل فكفر وارتد قالوا وهو مقيس ابن صبابة وإذا تقاتل المسلمون على أسباب لا يجوز القتال من أجلها فالقاتل والمقتول منهم في النار عن أبي بكرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: {{إذا التقى المسلمانِ بسيفَيْهما فالقاتل والمقتول في النار” قلت: يا رسول الله هذا القاتِل فما بالُ المقتول؟ قال: “إنّه كان حريصًا على قتل صاحبه }} " رواه البخاري ومسلم " .