البيعة سنة والانتخابات بدعة ضالة مضلة يقول سبحانه : {{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ...

البيعة سنة والانتخابات بدعة ضالة مضلة
يقول سبحانه : {{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }} " الفتح , 18 " : البيعة المذكورة في هذه الآية هي بيعة الرضوان وذلك حين بايع الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتال حتى الموت وكان عددهم ألف وأربعمائة رجل وفي هذا دليل على مشروعيتها من الكتاب ومن أدلة مشروعيتها من السنة حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى آثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عند كم من الله فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أين ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم " الصحيحين " فالبيعة سنة مؤكدة يؤديها أفراد المسلمين لإمامهم الذي يختارونه خليفة عليهم فيبايعونه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى باقي ماجاء في الحديث الآنف وهي نهج الخلفاء الرشدين والمسلمين في زمنهم لم يحدثوا فيها ولم يغيروا وكان زمنهم درسا للمسلمين ليعرفوا منه أحكام البيعة :
أولا : أن المسلمين لا يكون لهم إلا خليفة واحد يكون من أفضلهم ويكون من قريش وهذا ينطبق على الخلفاء الأربعة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ لاَ يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ منْهُمُ إِثْنَانِ " صحيح البخاري "
ثانيا : إذا بايع أهل الْحَلِّ والعقد من أفراد المسلمين كالعلماء والمجاهدين وبايع معهم أفراد المسلمين وبقي أفراد فهذا تنعقد به خلافة الٌإمام الذي اختاره فمن المعلوم في أحاديث الصحيحين أن عامة الصحابة بايعوا أبي بكر على الخلافة رضي الله عنهم جميعا ولم يبايع علي رضي الله عنه إلا بعد ذلك بزمن لأنه رضي الله عنه كان يرى نفسه أحق بالخلافة فلما بايع الصحابة رضي الله عنهم أبي بكر ورأى الغضب باديا في وجوههم وسلوكهم فعرف أن الحق معهم وبايع .


ثالثا : أن البيعة تكون لأهل الحل والعقد في عاصمة المسلمين فإذا بايعوا إماما للمسلمين لزم باقي بلدان المسلمين البيعة كما حصل في خلافة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فمن المعلوم أن المسلمين مجمعون على صحة خلافته مع أنه لم يبايع من أهل الشام
رابعا : إذا لم يتفق المسلمون على بيعة إمام وجب تقديم التضحيات والتنازلات التي ستصلح المسلمين كما فعل الحسن ابن علي رضي الله عنه حين تنازل عن الخلافة لمعاوية ابن أبي سفيان ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويقول عنه إن ابن هذا سيد عن أبي بكرة رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب جاء الحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابْنِ هذا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ الله أَنْ يُصْلِحَ بَه بَيْنَ فِيئتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " صحيح البخاري "
وأما ما شاع في بلاد المسلمين لآن من الاقتراع أو الانتخابات فهو بدعة جاءت من الغرب يجب ردها وتركها لقول النبي صلى الله عليه وسلم " وَإِيَّاكُمْ وَمُحُدَثَاتُ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةُ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ }} " الصحيحين " , وبسبب هذه البدعة تعطلت السنة في اختيار الأصلح للمسلمين ذلك أن الإمارة لا تعطى لمن يطلبها لأنه سيوكل إليها مما يعني أنه لن يكون موفقا من الله في شأنها عن عبد الرحمن ابن سمرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن ابن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أُعْطِيتَهاَ عَن مسْأَلَةٍ وُكِّلْتَ إِلَيْهَا }} : ونحن نرى أن كل من يريدون تولي أمور المسلمين بالانتخابات اليوم يطلبونها بشدة وأن ذلك دليل على مخالفتها لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها مجال يحقق به المفسدون طموحاتهم .