القراءات السبع الأصل في القراءات أن رسول الله صلى الله عليه قال {{ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلى ...

القراءات السبع
الأصل في القراءات أن رسول الله صلى الله عليه قال {{ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُه فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُه وَيَزِيدُنِي حَتى أَنْتَهى إِلَى سَبْعَةٍ }} " صحيح البخاري "
فالقراءات هي تخفيف من الله عز وجل على الأمة ليقرءوا القرءان باللسان العربي الذي يعرفونه ولهذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل أن يزيده في عدد الأحرف التي يقرأ بها القرءان فزاده حتى بلغ سبعة أحرف ومعناها لا يمكن تفسيره إلا من خلال الثراء اللغوي والتواتر القطعي للقراءات السبع وهو كونه نوع من التجوز في القراءة عكسته غزارة المعارف اللغوية للقراءات والتعمق في دراسة اللغة العربية وهي كلها قراءات قطعية ومتواترة بالأسانيد الصحيحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد تعددت القراءات بتعدد الأئمة والمقرئين والأمصار وأصبح لكل إما م قراءته الخاصة به حتى كان عهد تابعي التابعين وبعد جهود طويلة من البحث والتحقيق وبالاستقراء والتتبع ضبط العلماء ما تواتر من أسانيد القراءات فإذا هي قراءات سبع قام بجمعها العالم أحمد ابن موسى ابن مجاهد المتوفى عام 324هجرية وذلك في كتابه المشهور السبعة في القراءات وقد اشترط للقراءة ثلاثة شروط :
الأول أن توافق القراءة رسم المصحف العثماني على الشكل الذي كتب في عهد الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه وذلك قبل استنباط نقط الحروف وعلامات الشكل كالفتحة والسكون وغيرهما .
ثانيا : أن يتواتر سندها متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يرويها جمع عن جمع من أول السند إلى منتهاه
ثالثا : أن توافق وجها من أوجه اللغة العربية وقواعد النحو
توفرت هذه الشروط في قراءات سبعة من الأئمة القراء هم : نافع إمام أهل المدينة , ابن كثير إمام أهل مكة , ابن عامر إمام أهل الشام أبو عمرو ابن العلاء إمام أهل البصرة والباقون أئمة الكوفة هم عاصم وحمزة و الكسائ وجاءت قراءاتهم على نهج لغوي يقوي بعضه بعضا وكان أكثر تنوع قراءاتهم التنوع اللغوي الصرفي الذي لا يضيف معنى جديدا كالإدغام وأحكام الهمزة و الأمداد وغيرها من أحكام التجويد والقراءة .


وتنوعت قراءاتهم لبعض الكلمات لتكون للكلمة منها قراءتان تؤديان معنيان فكانت رواياتهم لتك الكلمات يقوي بعضها بعضا مما يدل على صحة القراءتان في الكلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قراءة بعضهم لقوله سبحانه {{ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)
قَاتَلَ : بمعنى أن النبي والربيون معه جاهدوا في سبيل الله بالقتال هكذا قرأ عاصم وحمزة والكسائ وبن عامر وقرأها الباقون وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو ابن العلاء " قًتِلَ " بمعنى أن النبي والربيون معه قتلوا في سبيل الله والمعنيان صحيحان وقطعيان بتواتر القراءة واتفاقها مع قراءات أخرى متواترة
وقد يكون تنوع القراءة عندهم في الكلمة أن إحداهما تفسر الأخرى كما في قراءة الكوفيون (عاصم وحمزة و الكسائ ) {{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين }} " يوسف , 110 " قرؤها هكذا بالتخفيف في " كُذِبُواْ " : والمعنى المقصود " بِكُذِبُواْ " هنا أن الرسل أيقنوا بتكذيب قومهم لهم وهو ما جاء في قراءة الباقون (نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ابن العلاء ) فقرؤها هكذا " كُذِّبُوا " بالتشديد {{ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُواْ }} .