دعوة لإصلاح اقتصاد المسلمين في هذا العصر لقد حققت بعض الدول الإسلامية نموا ملحوظا في الاقتصاد من ...

دعوة لإصلاح اقتصاد المسلمين في هذا العصر
لقد حققت بعض الدول الإسلامية نموا ملحوظا في الاقتصاد من الناتج المحلي الإجمالي والإيرادات والفائض في الميزانية ونمو دخل الفرد كبغض دول الخليج وحققت دول إسلامية أخرى بعض ذلك كتركيا وماليزيا وتعاني أكثر الدول الباقية من العجز في الميزانية والبطالة والفقر كمصر وبنغلاديش وتزيد دول أخرى على هذه المشاكل بهشاشة البنى التحتية والفوضى كموريتانيا والصومال والنيجر وتعاني جميع الدول الإسلامية من الفساد بسبب الحكومات المفسدة التي تحكمها ومن الظلم في تسير النفقات بسبب ابتعاد هذه الحكومات عن شرع الله ونوره فمثلا لا تجدهم يؤدون الزكاة من المعادن التي تنتج يوميا وتعود عائداتها إلى الخزينة العامة دون إخراج الزكاة منها .
ولو أن هذا الاقتصاد كله كان تحت سلطة إمام للمسلمين يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم للذان يقضيان بإحالة الأمور إلى العلماء أهل التخصص في كل أمر يخص المسلمين استناد إلى قوله سبحانه {{ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }} " النساء , 83 " : أولوا الأمر هنا يقصد بهم العلماء أهل التخصص
وبالشورى استنادا إلى قوله سبحانه {{ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}} " آل عمران , 159 "
ولذا يجب على إمام المسلمين إنشاء مجلس اقتصادي يضم عدد هائلا من الخبراء في الاقتصاد مهمتهم إيجاد الخطط والحسابات الاقتصادية التي توافق شرع الله وتحقق ما يطمح له المسلمون من نمو اقتصادي يحقق فائض في الميزانية مع تغطية شاملة لكل المتطلبات التي يفرضها الواقع اليوم وما يحقق القضاء على البطالة والفقر بتشغيل أكبر عدد ممكن من المسلمين في قطاعات الدولة وبمرتبات مجزية أقلها ثلاثمائة دولار في الشهر دون العلاوات والإضافي .





وعليه إنشاء هيئة عامة من الأمناء يساعدونه على الرقابة على المال العام وتسيره ومتابعة المشاريع الصغيرة والكبيرة التي يتم التصديق عليها حتى تنفذ من الجامعات والطرق والمدارس والمستشفيات وشراء الأجهزة والآلات وتطوير المدن وإنشاءها وإنفاق الميزانيات وحساب ذلك كله وإنشاءه بأقل تكاليف ممكنة .
وإنشاء موازنة توافق ما كان عليه عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أفاء الله عليه بأموال بني النضير وفتح خيبر فأصبح عنده من المال ما يكفي ميزانية الدولة آنذاك لعدة سنوات , فعلى الأقل يجب أن تكون ميزانية الدولة للسنة الجارية قد حسبت وجهزت في السنة التي قبلها وأن يكون العمل في السنة الجارية لحساب وتجهيز ميزانية السنة التي بعدها وأن تكون هذه الميزانية تساوي ألف دولار مضروبة في عدد أفراد ورعايا الدولة ثم تقسم على الولايات على حسب أعداد الأفراد والرعايا فيها فتجد كل ولاية مخصصها من الميزانية بنسبة عدد أفرادها ورعاياها من الأمة فالدولة التي تمثل عشرا في المائة من الأفراد والرعايا تكون حصتها من الميزانية عشرا في المائة والدولة التي تمثل أربعا في المائة تكون حصتها أربعا في المائة وهذا كله بعد خصم 2,5 في المائة لبيت مال المسلمين زكاة وخصم خمسا في المائة للاستثمار وواحد في المائة فائض يخزن لسنوات الشدة والكوارث الطبيعية .
ثم إنه يجب العمل على رفع هذه الميزانية بإضافة 200 دولار سنويا إلى المبلغ المضروب في عدد لأفراد والرعايا حتى يصل بعد عشرين سنة إلى خمسة ألاف دولار مضروبة في عدد أفراد ورعايا الدولة مما يعني أنه إذا كان حينها عددهم يصل إلى مليار فستكون الميزانية خمسة تريليونات دولار ولتحقيق هذا يجب العمل على النقاط التالية :
أولا إنشاء بيت مال المسلمين مهمته جمع الزكاة والتبرعات والغنائم والفيء وصرفها فيما أمر الله به وسن رسوله صلى الله عليه وسلم فيقول سبحانه {{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }} " التوبة , 60 "
فنذكر هنا من أنواع الفقراء والمساكين الذين يجب تخصيص نصيب لهم من الزكاة المرضى الذين لا يستطيعون دفع فواتير العمليات والأدوية التي تقرر لهم من الأطباء


ولذا أقترح أن يكون كل علاج تفوق تكاليفه الألف دولار على حساب بيت المال وأن تدفع منه منحة شهرية لأصحاب الأمراض المزمنة كأصحاب العاهات وغسل الكلى وغيرهم .
ومن أنواع الفقراء والمساكين المسنين الذين بلغو ستين سنة وطلاب العلم واليتامى والأرامل والمطلقات والعانسات فيخصص لكل هؤلاء منحة شهرية على أن لا يكون لأحدهم من المال قدر يحعله من الأغنياء
ونذكر من أبناء السبيل طلاب العلم المغتربين وغيرهم من الضاربين في الأرض يبحثون عن الرزق فإذا أصابتهم مصيبة في مالهم أو لم يجدوا ملجئا وجب على بيت المال مساعدتهم كما يجب عليه العمل على توفير النقل لهم بأسعار مناسبة والعمل على إنشاء مطاعم وعمارات تخدم ابن السبيل فيجدون احتياجاتهم بأقل الأسعار الممكنة .
ثانيا : إنشاء البنك الإسلامي العالمي مهمته الانفصال بالاقتصاد الإسلامي عن التبعية للغرب وجعله اقتصادا إسلاميا مستقلا له عملة موحدة مضمونة بمخازن مليئة بالذهب والفضة وإنتاج محلي إجمالي تفوق قسمته على الأفراد عشرة ألاف دولار
ثالثا : إنشاء مناطق صناعية كبرى تضم أكثر المصانع والشركات دخلا على مستوى العالم وتستوعب مئات الألاف أو الملاين من العمال وتحقق الإكتفاء الذاتي في الصناعات الثقيلة والصناعات المتطورة والاستقلال التام عن الغرب حتى ينظر إلينا كشركاء اقتصاديين يحرص على تبادل التصدير والاستيراد معهم بخلاف نظرته إلى دول العلم الإسلامي لآن وإلى بعض الدول الأخرى أنه يستطيع فرض عقوبات اقتصادية عليها دون أن يتضرر اقتصاده كما يفعل بروسيا وإيران ولذا يجب أن تحوي هذه المناطق المصانع والشركات التالية :
1- معامل لتكرير النفط : أن تكون لكل منطقة معامل لتكرير قدر كبير من النفط يسد حاجتها ويبقى بعضه للتصدير
2- محطات لتوليد الكهرباء بأقل تكلفة كالمحطات التي تولد الكهرباء بحرق النفايات والغاز التي أنشأتها تركيا .
3- ابتكار وتطوير شركة للأنترنت خاصة للدولة , ومستقلة عن الأنترنت العالمي الذي أصبح مجالا لأكبر أنواع الفساد والفسوق في الأرض وجعل هذه الشركة رائدا مهما في إيرادات الدولة .
4- إنشاء شركات صناعية كبرى للابتكار والتطوير
5- إنشاء شركة برامج إلكترونية مثل ميكروسفت
6- إنشاء شركة لإنتاج لإلكترونات والهواتف والأجهزة مثل آبل وصمصينك
7- إنشاء شركة مثل كوكل
8- إنشاء شركة اتصالات عملاقة تهيمن على إيرادات الاتصالات في العالم الإسلامي
9- إنشاء البنك الإسلامي العالمي مهمته هي مهمة البنوك المركزية للدول اليوم غير أنه لا يتعامل بالربا وإنشاء فروع منه ومصاريف في كل بلد إسلامي تؤدي خدمات البنوك كتحويل الأموال وصرف العملات وفتح الحسابات للكل وخاصة من يأخذون رواتبهم من الدولة
10- إنشاء شركات للبناء والاعمار والمقاولات
11- إنشاء شركات لإنشاء الطرق والجسور
12- إنشاء شركات لصناعة السفن وآلات الصيد
13- إنشاء شركات لصناعة البطاريات الجيدة والمبتكرة
14- إنشاء شركات لإعادة تصنيع الخردة وتصنيع قطع غيار السيارات
15- إنشاء مصانع وشركات لتصنيع وإنتاج المعادن
16- إنشاء مصانع وشركات لصناعة أنواع المركبات من السيارات وغيرها
17- إنشاء مصانع لتصنيع أنواع القطن
رابعا : الأخذ بالاعتبار أن الضرائب بدعة لا يجوز فرضها على المسلم ولا على بضاعته التي أنتجها داخل بلاد المسلمين ولذا يجب على الدولة تعويضها في الموازنة العامة بإنتاج عدد هائل من البضائع يكون أكبر من قيمة هذه الضرائب وفرض ضرائب عالية على البضائع التي تأتي من بلاد الكفر
خامسا : العمل على أكبر استصلاح ترابي للأراضي الزراعية يحقق الاكتفاء الذاتي في جميع ما يمكن زراعته في البلاد الإسلامية ويساهم في تشغيل مئات الآلاف أو الملاين من المسلمين ويساهم في إيرادات الدولة
سادسا : العمل على أكبر نهضة عمرانية يتحقق بها حل مشكلة الإسكان وتكون إيراداتها على ميزانية الدولة أكبر من الإيرادات التي يجمعها العلمانيون من الضرائب



سابعا : العمل على تنمية حيوانية يتحقق بها توفر اللحوم والألبان بالسعر المناسب للقدرة الشرائية للمسلمين ويساهم في إيرادات الدولة
ثامنا : العمل على أن تكون المرتبات مجزية لجميع أفراد ورعايا الدولة فيتحقق بذلك القدرة الشرائية التي تزدهر بها الأسواق فيزدهر بذلك الاقتصاد كله .
تاسعا : الأخذ بالاعتبار أن العامل الأساسي الذي يضمن نجاح هذا هو تقوى الله والقضاء على الفساد يقول سبحانه {{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }} " الأعراف , 96 "
عاشرا : الأخذ بالاعتبار أن الأساس من ازدهار الاقتصاد هو ما يحقق للمسلمين القوة اللازمة لمواجهة كيد الكافرين ويعطيهم القدرة على تمويل ما يطمحون إليه من الدين والإصلاح وأن رفع مرتبات العاملين من المسلمين الأساس منه هو ما يمكنهم من إقامة الدين والمروءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمساهمة في الإنفاق في سبيل الله .