العلم الشرعي العلم في اللغة هو نقيض الجهل، أما العلم الشرعي فهو العلم الذي يختص بدراسة الشريعة ...

العلم الشرعي العلم في اللغة هو نقيض الجهل، أما العلم الشرعي فهو العلم الذي يختص بدراسة الشريعة الإسلاميّة دراسة وافية وملمّة وشاملة لكل فروعه، والتي تشمل دراسة القرآن الكريم وما يتضمنه من أحكام والحديث النبوي الشريف والعقيدة والفقه، ولا يمكن استثناء علم اللغة العربية بجميع فروعها، فهو علم يندرج بالضرورة ضمن العلوم الشرعية، فالقرآن الكريم نزل بهذه اللغة وكانت معجزته في الأسلوبها اللغوي، لذلك لا بد من إتقان علوم اللغة العربية لفهم القرآن الكريم فهمًا واعيًا وشاملًا، وقد أقرن الله في كتابه العزيز الخير للمسلم بالتفقه بالدين، وفي رفع شأن العلماء ومكانتهم عند الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا سلك به طريقًا إلى الجنةِ وإنَّ الملائكةَ لَتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العلمِ وإنَّ العالمَ لَيستغفِرُ له مَن في السماواتِ والأرضِ والحيتانُ في جوفِ الماءِ وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا وإنما ورّثوا العلمَ فمن أخذهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ][١]. فالأنبياء ورّثوا علم شريعة الله تعالى، فلم يُورث الأنبياء الناس العلوم الأخرى كالصناعات وغيرها بدليل [أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ بقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقالَ: لو لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قالَ: فَخَرَجَ شِيصًا، فَمَرَّ بهِمْ فَقالَ: ما لِنَخْلِكُمْ؟ قالوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا، قالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بأَمْرِ دُنْيَاكُمْ][٢]، وعليه فإن العلم الشرعي هو ما يُثنى عليه المسلمين ويُثاب فاعله، ولكن هذا لا يعني إنكار أهمية وقيمة العلوم الأخرى بكافة أشكالها، وأنها تسببت في تفادي العديد من المشاكل التي تعرضت لها البشرية، بالإضافة إلى التطور الكبير الذي حدث في جميع مجالات الحياة، الأمر الذي سهل على البشرية الكثير، فهي العلوم التي تعين الناس على طاعة الله ونصرته، وفي بعض الأحيان يجب على المسلمين تعلمها إذا كانت مدخلًا لنصرة الله والدفاع عن الإسلام، إذ يقول الله تعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}[