عجَـزَ القصيـدُ و هـدَّهُ الإعيـاءُ..........لمـا أرادت وصفَـك الشـعـراءُ أشـمـائـلٌ هـاتـيــكَ أم ...

عجَـزَ القصيـدُ و هـدَّهُ الإعيـاءُ..........لمـا أرادت وصفَـك الشـعـراءُ
أشـمـائـلٌ هـاتـيــكَ أم لألاءُ..........نُثِـرَتْ فعـمَّ العالمـيـن ضـيـاءُ
بُعث السراجُ إلى الدنـا فتنـورت.......مـن هديـه و انزاحـت الظَّلْمـاءُ
بمكـارمِ الأخـلاقِ أكمـلَ دينَـنـا.........و سمـت مواقفُـه فهـنَّ سـمـاءُ
بشرٌ و لكـن فـي صفـاتٍ كُمَّـلٍ.........فكأنـه قـد صيـغ كيـف يـشـاءُ
فالوجهُ بـدرٌ و السمـاتُ مليحـةٌ.........و اللفـظُ دُرٌّ و الشـفـاهُ شـفـاءُ
ختـمَ النبييـنَ الكـرامَ بمسـكِـهِ.........فتضوَّعتْ مـن عطـرِه الأرجـاءُ
هو صاحبُ الحوضِ العظيمِ و كوثرٍ........و هو الشفيعُ إذا انتهـى الشفعـاءُ
و له الوسيلةُ و الفضيلةُ و الرضـا.........و لـه لـواءُ الحمـدِ و العلـيـاءُ
نسـبٌ شريـفٌ مـن خيـارٍ كلـه..........شَرُفَـتْ لـه الأخـوالُ و الآبـاءُ
زهـد الدنـا مترفعـا متواضـعـا........و سمـا لآخـرةٍ بـهـا النعـمـاءُ
جـاءتْ مفاتيـحُ الكنـوزِ فردَّهـا........و مضى يجـوعُ لتشبـعَ الفقـراءُ
يمضي الهلالُ معَ الهلالِ و لا يُرى........إلا تمـيـراتٌ لـديـه و مـــاءُ
و وسـادُهُ جلـدٌ قديـمٌ حشـوهـا.........ليـفُ النخيـلِ و فرْشُـهُ الغبـراءُ
لكنـه نـهـرُ العـطـاءِ فكـفُّـهُ..........بحـرٌ يطـوفُ بشطـهِ الكـرمـاءُ
يعفو و يصفحُ في صفـاءِ سريـرةٍ........عمَّن إليه علـى الـدوامِ أسـاؤوا
لو شاء أطْبَقَـتِ الجبـالُ عليهمـو........و الأرضُ ضمتهم و فـاضَ المـاءُ
دمُـه أسـالـوه فنـاجـى ربَّــه.........اغفـرْ لقومـي إنـهـم جـهـلاءُ
في فتحِ مكـةَ حيـن نـالَ رقابَهـم.......قـال اذهبـوا إذْ أنتمـو الطلقـاءُ
خُلُـقٌ عظيـمٌ رحمـةٌ و تلـطـفٌ........و تعـفـفٌ و تـرفـعٌ و وفــاءُ
مالـتْ إليـه الكائـنـاتُ للطـفـهِ........فالجـذعُ حـنَّ و رقَّـتِ الورقـاءُ
و أتـت دلائـلُ صدقِـه منشـورةً........فالشـقُّ و المعـراجُ و الإسـراءُ
و الماءُ ينبـعُ مـن يديْـهِ جـداولا........و الغيـبُ و القـرآنُ هـمْ شهـداءُ
بطلُ الشجاعةِ حينَ يشتـدُّ الوغـى........و تطيـرُ رأسٌ أو تسيـلُ دمــاءُ
فبـه أسـودُ المؤمنيـن تتـرَّسـوا........لمـا بـبـدرٍ عـمَّـت البـأسـاءُ
كَمُلَـت خلائقُـه و تـمَّ شمـائـلا.........و تنافستْ فـي وسمِـهِ الأسمـاءُ