وقيل لبعض العلما: فلان يخطب فلانة، فقال: أموسر من عقل ودين؟، قالوا: نعم، قال: فزوجوه إياها . سأل ...

وقيل لبعض العلما: فلان يخطب فلانة، فقال: أموسر من عقل ودين؟، قالوا: نعم، قال: فزوجوه إياها
.
سأل رجل الحسن البصري رحمه الله فقال: "إن لي ابنة فمن ترى
أزوجها؟ قال: زوجها من يتق الله تعالى، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها".
.
فالله الله في السؤال عن الصلاح، فإن الفاسد العابث لا يستر المرأة، وحريٌّ بها أن تعود إليك كما ذهبت منك، أو أن تصبر على مضض.


وأنت يا من لا زلت على الخطأ بالرغم من أنك تعلم أنه خطأ:

لا يغرنّك قول بعض الجهلاء ومثلك توزن القبائل بعقله، ويصدر الناس عن رأيه، فوالله إن بعضهم يزين الباطل ليرضي أهواء من أمامه، وإلا فانظر إليه قد زوج بناته وحصّنهن، ولا زال يلقي على أذنك أن هذه أعراف من سبقك.

صدقوني أن هذا الجنس المنافق هم أساس البلوى ورأس البلية، ولا يزالون يجاملونكم في ظلمكم، وهم يتكلمون بكم في المجالس بالغيبة والنميمة والسب والتشنيع؛ بسب حبسكم لبناتكم الضعيفات.

ونحن نقول: الوسط طيب.

زوّج من قبيلتك، أو ممن يقابلك من القبائل الأخرى، ولا تبوء بإثم امرأة مسكينة، ربما تحاجك بين يدي الله يوم البعث والنشور.

فبأي عذر تجلس حبيسة البيت .. ؟!! ألأنَّ أحداً من بني عمومتها لم يتقدم لها؟

وماذا تفعل إذا كان بنو العمومة يذهبون إلى غيرها فيتزوجون بهن ويتركونها؟

فهل ستجلس حزنا على مثلهم؟!

سنوا سنة حسنة فاسبقوا إلى الفضل، وفوزوا بأجر من يأتي بعدكم، وإياكم أن تمضوا على سنة من كان قبلكم في ظلمه وبغيه فتبوؤا بالإثم، قال صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" (13).

ويا عباد الله: دعوا الكبر، فهو الذي قاد الناس إلى مهاوي الردى.

تقول: أنا ابن فلان، فالناس كذلك يقولون.

تقول: قبيلتي لها شأن، فالناس كذلك يقولون.

والعاقل المنصف هو الذي يعرف قدر الناس ومالهم من الفضل، ولا يظن أن الفضل محتكر على قبيلته.

فالافتخار بالقبلية والأعراف المخالفة للشرع مذموم على كل حال، والسعيد من نجاه الله سبحانه وتعالى منه.

فيا أيها المسلمون: حصنوا بناتكم بالزواج من الأكفاء، واحرصوا على إبراء ذممكم أمام هذه الأمانة المستودعة بين أيديكم.

أليس جميلا أن ترى بُنيّتك سعيدة مع زوجها، ولها بيت وبنون؟

على أنني أنبه، أنه كما يجب على المرء الحرص على تزويج ابنته، فكذلك يجب أن يختار لها الصالح، ولا يكون هدفه فقط أن يزوجها، ولو كان الزوج فاسداً أو سكيراً أو صاحب مخدرات، بحجة أنه سيعقل غداً، أو يعتذر بقوله: إنه قريب لي.



فاحرص على الصالح طيب الأخلاق، فإن حصلته فعض عليه بالنواجذ.

نسأل الله أن يصلح أحوالنا، وأن يوفقنا لصالح القول والعمل، وأن يجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين.

26 رمضان 1427هـ