........................................ وذكر قوم من الأوائل: أن سبب عبادة الأصنام أن طوائف من ...

........................................
وذكر قوم من الأوائل: أن سبب عبادة الأصنام أن طوائف من الهند والصين كانوا يزعمون أن الباري سبحانه وتعالى جسم، وأن الملائكة أجسام، وأنهم احتجبوا بالسماء، فدعاهم ذلك إلى أنهم اتخذوا تماثيل وأصنامًا على صور تخيَّلوها بالوهم في الباري سبحانه والملائكة مختلفة القدود والأشكال، وصوَّروا أيضًا على صور بني آدم من مات من الفضلاء والحكماء، وأقاموا يعبدونها ويقربون لها القرابين وينذرون لها النذور، وأقاموا على ذلك مدّة حتَّى نبَّههم بعض حكمائهم وقال لهم: هذه الأفلاك والكواكب أقرب الأجسام إلى الباري، وهي حيَة ناطقة، وما يتجدَد في العالم إنما هو بتأثيرها، فعظِّموها فهي أولى بالتَّعظيم لتقرِّبكم إلى الباري.فأقاموا على ذلك مدَّةً، فلما رأوا بعضها يطلع نهارًا وبعضها ليلًا ويخفى نهارًا، صنعوا لها أصنامًا على هيئتها، وأشهر ما بنوا لها سبعة هياكل على عدد الكواكب السَّبعة، وجعلوا لكل كوكب هيكلًا وصنمًا.
🍉فالهيكل الأول: للقمر بنى له مِنُوشِهْر بيتًا بالنُّوبَهار، وسادنه يدعى بَرمك، وإليه ينسب يحيى بن خالد البرمكي. وكتبوا على بابه: أبواب الملوك تحتاج إلى عقل وصبر ومال. فمرَّ به بعض الحكماء فكتب تحته: الواجب على الحرِّ إذا كان معه إحدى الثلاث أن لا يقرب أبواب الملوك.
.............................................
🍉---قال بعض الحكماء: إن من علامة وفاء المرء وحسن دوام عهده، حنينه الى إخوانه وشوقه الى أوطانه، وإن من علامة ارشد أن تكون النفس الى مولدها مشتاقة، والى مسقط رأسها تواقة وقال آخر: عمر الله الأبدان، بحب الأوطان. فمن علامة كرم المحتد، الحنين الى المولد
🍉--- قال بعض الحكماء كادت العادة إن تكون طبعاً. وقال بعضهم: العدة طبع ثان لها على كل شيء سلطان. فلذلك لا يتتوج في عصرنا هذ، ن قد تتوج في الزمان الخال، وم من أتباعه وأجناده من هو أكبر منهم وأمثل، وكانت الأكاسرة يتوجون ومرازبتهم وغيرهم من وفود الناس، ويلبسونهم التيجان مع الحلل التي كانوا يكسونهم.
🍉---كما قال بعض الحكماء القدرة تذهب الحفيظة. ووصف بعض الشعراء رجلاً مدحه بهذا الوصف فقال:
أسد ضارٍ إذا أم هجته ... وأبٍ بر إذا ما قدرا
🍉---مع قول بعض الحكماء: شر الملوك من خافه البريء.