. . . . . . . . . .يكفي رغبة أن اكثر اهل الجنة اهل القلة ومن دعاء الانبياء اجعلني من ...

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.يكفي رغبة أن اكثر اهل الجنة اهل القلة
ومن دعاء الانبياء اجعلني من زمرتهم.
.أنشد بعض الشعراء:
ثلاثةٌ يجهل مقدارها ... ألأمن والصحة والقوت
فلا تثق بالمال من غيرها ... لو أنه در وياقوت

.قيل نسبت لادم عليه السلام
نحن بنوا الارض وإليها الرجوع
ليس النحس والسعد يبقى لاهله
وايام النحوس تمحوها ايام السعود.

-قال بعض الحكماء: الدنيا كالماء المالح كلما ازداد صاحبه شرباً ازداد عطشاً. وكالكأس من العسل في أسفله السم فللذائق منه حلاوةٌ عاجلةٌ وفي أسفله الموت الذعاف. وكأحلام النائم التي تفرحه في منامه فإذا استيقظ انقطع الفرح. وكالبرق الذي يضيء قليلاً ويذهب وشيكاً ويبقى راجيه في الظلام مقيماً. وكدودة الإبريسم التي لا يزداد الإبريسم على نفسها لفاً إلا ازدادت من الخروج بعداً وفيه قيل:
كدودٌ كدود القز ينسج دائماً ... ويهلك غماً وسط ما هو ناسجه
..
بعض الحكماء: أيها الناس إن الأيام تطوى. والأعمار تفنى. والأبدان في الثرى تبلى. وإن الليل والنهار يتراكضان تراكض البريد. يقربان كل بيعدٍ. ويخلقان كل جديد. (للطرطوشي)

قال حكيمٌ: وجدت مثل الدنيا والمغرور بالدنيا المملوءة آفات مثل رجل ألجأه خوفٌ إلى نئرٍ تدلى فيها وتعلق بغصنين نابتين على شفير البئر. ووقعت رجلاه على شيءٍ فمدهما فنظر فإذا بحيات أربع قد أطلعن رؤوسهن من جحورهن. ونظر إلى أسفل البئر فإذا بثعبان فاغرٍ فاه نحوه. فرفع بصره إلى الغصن الذي يتعلق به فإذا في أصله جرذان أبيض وأسود يقرضان الغصن دائبين لا يفتران. فبينماً هو مهتمٌ بنفسه ابتغاء الحيلة في نجاته إذ نظر فإذا بجانبٍ منه حجر نحلٍ قد وضعن شيئاً عن عسلٍ فتطاعم منه فوجد حلاوته. فشغلته عن الفكر في أمره والتماس النجاة لنفسه. ولم يذكر أن رجليه فوق أربع حيات لا يدري من تساوره منهن وأن الجرذين دائبان في قرض الغصن الذي يتعلق به وأنهما إذا أوقعاه وقع في لهوات التنين. ولم يزال لاهياً غافلاً حتى هلك. قال الحكيم: فشبهت الدنيا المملوءة آفات وشروراً ومخاوف بالبئر. وشبهت الحياة الأربع بالأخلاط الأربع التي في جسد الإنسان من المرتين والبلغم والدم. وشبهت الغصن الذي تعلق به بالحياة. وشبهت الجرذين الأبيض والأسود الذين يقرضان الغصن دائبين لا يفنران بالليل والنهار ودورانهما في إفناء الأيام والآجال. وشبهت الثعبان الفاغر فاه بالموت الذي لا بد منه. وشبهت العسلة التي تطاعمها بالذي يرى الإنسان ويسمع ويلبس فيلهيه ذلك عن عاقبة أمره. (لابن عبد ربه) .
.
.
.
.
--قال بعض العلماء: الصبر عشرة أقسامٍ: الصبر عن شهوة البطن يسمى قناعةً وضده الشره. والصبر عن شهوة الجسد يسمى عفة وضده الشبق. والصبر على المعصية يسمى صبراً وضده الجزع. والصبر على الغناء يسمى ضبط النفس وضده البطر. والصبر عند القتال يسمى الشجاعة وضده الجبن. والصبر عند الغضب يسمى حلماً وضده الحمق. والصبر عند النوائب يسمى سعة الصدر وضده الضجر. والصبر حفظ السر يسمى الكتمان وضده الخرق. والصبر عن فضول المعيشة يسمى الزهد وضده الحرص. والصبر عند توقع الأمور يسمى التؤدة وضده الطيش. (للقليوبي) ومن أحسن ما جاء في باب الصبر قول بعضهم:
بنى الله للأخيار بيتاً سماؤه ... همومٌ وأحزانٌ وحيطانه الضر
وأدخلهم فيه وأغلق بابه ... وقال لهم مفتاح بابكم الصبر
قال آخر:
إصبر قليلاً وكن بالله معتصماً ... ولا تعاجل فإن العجز بالعجل
ألصبر مثل اسمه في نائبةٍ ... لكن عواقبه أحلى من العسل
قال بعض الحكماء: الصبر صبران. صبرٌ على ما تكره وصبرٌ عما تحب. والثاني أشدهما على النفس. (لبهاء الدين) من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين:
إني رأيت وفي الأيام تجربةٌ ... للصبر عاقبةً محمودة الأثر
لا تضجرن ولا يدخلك معجزةٌ ... فالنجح يهلك بين العجز والضجر
لامرأة من العرب
أيها الإنسان صبراً ... إن بعد العسر يسرا
إشرب الصبر وإن كا ... ن من الصبر أمرا
شكا رجلٌ إلى جعفر الصادق أذية جاره. فقال له: اصبر عليه. قال: ينسبني إلى الذل. قال: إنما الذليل من ظلم. (للمستعصمي) قال علي بن أبي طالبٍ:
إصبر قليلاً فبعد العسر تيسير ... وكل أمر له وقتٌ وتدبير
وللمهيمن في حالاتنا نظرٌ ... وفوق تدبيرنا لله تدبير
قال بعضهم:
إذا ما أتاك الدهر يوماً بنكبةٍ ... فأفرغ لها صبراً وأوسع لها صدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبةٌ ...فيوماً ترى يسراً ويوماً ترى عسرا
قال آخر:
وكم غمرةٍ هاجت بأمواج غمرةٍ ... تلقيتها بالصبر حتى تجلت
وكانت على الأيام نفسي عزيزةً ... فلما رأت صبري على الذل ذلت