ـ[أبو الإمام معاذ]•---------------------------------•[05 - 09 - 09, 01:53 م]ـ السلام عليكم ورحمة ...

ـ[أبو الإمام معاذ]•---------------------------------•[05 - 09 - 09, 01:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الملح وكوب الماء
يحكى أنه كان لأحد الحكماء الهنود غلام يساعده في حوائجه وكان هذا الغلام دائم التأفف والتذمر والشكوى من الحياة ومن الناس
وفي أحد الأيام قال الحكيم لغلامه: "اذهب وآتني بحفنة ملح"
ذهب الغلام وفعل ذلك فقال له الحكيم: "ضع الحفنة هذه في كوب ماء" فوضعها الغلام فعاد وقال الحكيم: "الآن .. اشرب هذا الماء"!!
فتعجب الغلام وتوقف لثوان قبل أن يحسم أمره ويرفع الكوب لشربه فقد اعتاد أن يطيع الحكيم في كل ما يأمره به
وبعد أن انتهى من شرب الكوب في جرعة واحد سريعة مالبث أن تَفَلَ ما علق بلسانه من الملح وقال لمعلمه وهو يسعل: "إنه شديد الملوحة"

ابتسم الحكيم وقال له: "إذن اذهب واحضر حفنة أخرى من الملح أكبر من سابقتها"
فمطَّ الغلام شفتيه في أسى وهو يظن أن الحكيم سيجعله يتجرع الماء المالح مرة أخرى
ولكن لما أحضر الحفنة قال له الحكيم: "ضع هذه الحفنة في تلك البئر ثم اشرب منها" وأشار إلى بئر قريبة .. ففعل الغلام وشرب حتى ارتوى ليمحو آثار الماء المالح من فمه
فسأله الحكيم وهو يبتسم: "الآن ما رأيك بطعم هذا الماء"؟
فقال الغلام في راحة: "عذب فرات طيب"
عندها قال الحكيم للغلام: "كلاهما تلقى حفنة ملح أليس كذلك"؟
أماء الغلام برأسه موافقاً
فأكمل الحكيم متصنعاً الحيرة: "فَلِمَ إذن الكوب أصبح مالحاً في حين أن البئر ظلت على عذوبتها"؟؟
أجاب الغلام بسرعة: "لأن البئر كبيرة .. واسعة .. كثيرة الماء فلم تؤثر فيها حفنة الملح"
ابتسم الحكيم وهو يقول في هدوء: "هكذا فليكن قلبك يابني .. كبيراً .. واسعاً .. رحباً مثل البئر
حينها ستجد أن كل المحن والمصاعب تبددت أو تبدلت داخل قلبك الكبير".