الاهتمام بمشاكل الزمان ومخالفات العصر بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى ...
الاهتمام بمشاكل الزمان ومخالفات العصر
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فقد تعلمت من الشيخ سليمان العلوان - فرج الله تعالى كربته - أن مما ميز الله تعالى به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أنه كان يتحدث عن مشاكل عصره، ويقتدي في ذلك بالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
وقد ذكر لنا ربنا عز وجل أن لوطًا عليه الصلاة والسلام نهى قومه عما كانوا يفعلون وقال لهم: ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ [الشعراء: 165، 166]، وكذلك ذكر لنا ربنا عز وجل أن شعيبًا عليه الصلاة والسلام نهى قومه عن الغش في المعاملات المالية، وأمرهم بالوزن بالقسط وقال لهم: (﴿ وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [هود: 85].
ومن سنة الله عز وجل أن كل من جاء بما جاء به رسل الله عز وجل يُعادى؛ (قال وَرَقَةُ بْن نَوْفَلِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟" قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ). [صحيح البخاري 3، وصحيح مسلم 160].
فهنيئًا لمن صبر وثبت وسار على درب الأنبياء والمرسلين، وقبحًا لمن تنازل وجبن وفضل الحياة الدنيا على جوار رب العالمين في جنات النعيم.
ثبتنا الله تعالى وإياكم.
والحاصل أنه ينبغي على الدعاة المعاصرين - وفقهم الله تعالى لما يحب ويرضى - الاهتمام بتعلم الكتاب والسنة، والحرص على معرفة فقه الأولويات، وإدراك واقع العصر لتكون دعوتهم موافقة لمنهاج النبوة، على بصيرة وحجة ويقين [1]، كما قال ربنا عز وجل: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].
اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] الميسر في تفسير القرآن الكريم، لمجمع المدينة لطباعة المصحف الشريف.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فقد تعلمت من الشيخ سليمان العلوان - فرج الله تعالى كربته - أن مما ميز الله تعالى به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أنه كان يتحدث عن مشاكل عصره، ويقتدي في ذلك بالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
وقد ذكر لنا ربنا عز وجل أن لوطًا عليه الصلاة والسلام نهى قومه عما كانوا يفعلون وقال لهم: ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ [الشعراء: 165، 166]، وكذلك ذكر لنا ربنا عز وجل أن شعيبًا عليه الصلاة والسلام نهى قومه عن الغش في المعاملات المالية، وأمرهم بالوزن بالقسط وقال لهم: (﴿ وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [هود: 85].
ومن سنة الله عز وجل أن كل من جاء بما جاء به رسل الله عز وجل يُعادى؛ (قال وَرَقَةُ بْن نَوْفَلِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟" قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ). [صحيح البخاري 3، وصحيح مسلم 160].
فهنيئًا لمن صبر وثبت وسار على درب الأنبياء والمرسلين، وقبحًا لمن تنازل وجبن وفضل الحياة الدنيا على جوار رب العالمين في جنات النعيم.
ثبتنا الله تعالى وإياكم.
والحاصل أنه ينبغي على الدعاة المعاصرين - وفقهم الله تعالى لما يحب ويرضى - الاهتمام بتعلم الكتاب والسنة، والحرص على معرفة فقه الأولويات، وإدراك واقع العصر لتكون دعوتهم موافقة لمنهاج النبوة، على بصيرة وحجة ويقين [1]، كما قال ربنا عز وجل: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].
اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] الميسر في تفسير القرآن الكريم، لمجمع المدينة لطباعة المصحف الشريف.