من مخاطر الخدم والسائقين [1] بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله ...

من مخاطر الخدم والسائقين [1]



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فبعض الناس يُولي السائقين والخدم ثقةً مطلقةً، ويتساهلون معهم إلى حد التفريط وعدم المبالاة بالعواقب والنتائج، ومن خطر ذلك: قيام العلاقات غير المشروعة بينهم وبين بعض أفراد الأسرة.



وهذه بعض الحوادث لعل فيها عبرة وموعظة:

• خادمة نشيطة ونظيفة كسبت مودةَ أهل البيت ومحبتهم حتى البنت المراهقة في الأسرة، ومن ثَمَّ استغلت الخادمة هذه الثقة، فأتت - عن طريق زوجها السائق - بأفلام الجنس لتجلس البنتُ أمامها وتراها، ومن ثَمَّ تدعو زوجها للدخول على البنت، ويفعل بها الفاحشة.



• خادمة سعت وراء شاب من شباب إحدى الأسر حتى وقع بها وفعل بها الفاحشة، فحملت منه!



• شاب سعى وراء خادمة طاعنة في السن إلى فعل بها الفاحشة، ثم ظل الشاب متحيرًا مترددًا يتوب مرة ويعود مرة إلى أن عزم وصدق على الثبات والتوبة، لكن ظلت الخادمة تدعوه للفاحشة دهرًا من الزمن إلى أن غادرت إلى بلادها.



والقصص كثيرة جدًّا، وكثيرًا ما نسمع من يسأل عن حالات مشابهة، ولكن لعل فيما ذُكِرَ موعظةً وذكرى ﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].



وقد يسأل أحد الناس فيقول: أنا بحاجة إلى الخادمة، فماذا أفعل؟

فنقول له: إذا كانت الحالة ضرورية جدًّا، كأن تكون ربة البيت طاعنة في السن، أو مريضة لا تستطيع القيام بأعمال البيت، ولا يوجد من يقوم بذلك، وغير ذلك من الضروريات، فتكون هناك آداب لا بد من الأخذ بها حفاظًا على عقيدة البيت وأخلاقه، وتتمثل في الآتي:

• أن يكون قدومُ الخادمة إلى البلد وسفرُها منه إلى بلادها بوجود مَحرم لها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُسافر المرأة إلا مع ذي مَحرم)؛ [متفق عليه].



• أن تكون هذه الخادمة مسلمة، وتلتزم بالأخلاق والآداب الإسلامية.



• مراقبة ربة البيت للخادمة في أداء الصلاة والفرائض الشرعية الأخرى، وحثها عليها.



• عدم خلوة الرجل أو أحد الأبناء بالخادمة مطلقًا.



• عدم تكشُّف الخادمة أمام الزوج أو أحد الأبناء، وأن تلتزم بالحجاب الشرعي.



• حرص الأب والأبناء على غض البصر الذي هو معقد السلامة من الانحراف.



• تحديد المهام المنوطة بالخادمة، وعدم الاتكال عليها في إدارة جميع شؤون البيت وتربية الأولاد.



هذا، ويُوصَى من أحضر السائق للبيت مع قدرته على القيادة، أو وجود من يقوم بذلك من الأولاد - أن يتقي الله في زوجته وبناته، وأن يستغني عن السائق، وألا يترك الحبلَ على الغارب، وذلك ثقة بأهل بيته، وأنهم بعيدون عن الحرام، أو ارتكاب شيء من الفواحش، فإن السائق رجل كباقي الرجال، أما إذا اضطُرَّ إلى السائق، فيجب أن يكون فطنًا حريصًا على أهل بيته، وأن يراقب تصرفات أهل بيته وتصرفات السائق، فكم من جريمة ارتُكبت والأب المسكين غافل لا يدري، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



وماذا يعني - أيها الآباء - الطرد أو الجزاء الرادع أو الندم إذا هُتك العرض وشاعت الفاحشة وظهر الخزي؟! وليس ببعيد أن يحصل ذلك لمن لم يلتزم آداب الإسلام، والله وحده هو المستعان.



اللهم احفَظ أعراض المسلمين، وأكرِمنا بالعافية والستر في الدنيا والآخرة، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] مستقى، وملخص من مقال منشور على موقع مداد، عنوانه "خطر الخدم والسائقين"، لحمود السليم؛ بتصرف.