رسالة لكل من يستهزئ بالخدم والعمالة بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى ...
رسالة لكل من يستهزئ بالخدم والعمالة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن ما يقع من ظلم واحتقارٍ وازدراء كثير من الناس للخدم والعمالة أمر لا يقره الإسلام البتةَ، بل ينهى عنه ويحذر منه أشد التحذير، فقد قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [النحل: 90]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ). [رواه مسلم 2564].
وعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ؛ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ). [رواه البخاري 30، ومسلم 1661].
والحديث السابق يوضح أمر الإسلام بالإحسان للعبيد، أما الخدم والعمالة فهم أحرار ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وفقرهم إن كانوا فقراء ليس بعيب، فالفقر لم يكن يومًا عيبًا. والحق أن الفقر فقر النفوس والأخلاق، والضعف ضعف الإيمان واليقين.
وما يدريك يا من تستهزئ بالخدم والعمالة أنهم قد يكونون خيرًا منك عند رب العالمين جل جلاله، كيف لا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ) [رواه مسلم 2564]، ثمَّ ألم يقل ربنا جل وعلا في سورة الحجرات: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات 10]، فلماذا تعامل غيرك على أنه أقلَّ منك وأنتَ تعلمُ أَنَّهُ ﴿ لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [الحج: 32].
هذا، ويكفي العاقل لمعرفة معيار التفضيل في الإسلام قولُ ربِّنَا عزَّ وجلَّ: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، وقولُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في خُطْبَةٍ فِي وَسْطِ أَيَّامِ التَّشْرِيق: (يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكم واحِدٌ، وإنَّ أباكم واحِدٌ، ألَا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ؛ إلَّا بالتَّقْوى، أبَلَّغتُ؟ قالوا: بَلَّغَ رسولُ اللهِ). [رواه أحمد 23489 وصححه شعيب الأرناؤوط].
وفقنا الله تعالى جميعًا للإحسان في عبادته، والإحسان في معاملة خلقه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن ما يقع من ظلم واحتقارٍ وازدراء كثير من الناس للخدم والعمالة أمر لا يقره الإسلام البتةَ، بل ينهى عنه ويحذر منه أشد التحذير، فقد قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [النحل: 90]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ). [رواه مسلم 2564].
وعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ؛ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ). [رواه البخاري 30، ومسلم 1661].
والحديث السابق يوضح أمر الإسلام بالإحسان للعبيد، أما الخدم والعمالة فهم أحرار ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وفقرهم إن كانوا فقراء ليس بعيب، فالفقر لم يكن يومًا عيبًا. والحق أن الفقر فقر النفوس والأخلاق، والضعف ضعف الإيمان واليقين.
وما يدريك يا من تستهزئ بالخدم والعمالة أنهم قد يكونون خيرًا منك عند رب العالمين جل جلاله، كيف لا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ) [رواه مسلم 2564]، ثمَّ ألم يقل ربنا جل وعلا في سورة الحجرات: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات 10]، فلماذا تعامل غيرك على أنه أقلَّ منك وأنتَ تعلمُ أَنَّهُ ﴿ لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [الحج: 32].
هذا، ويكفي العاقل لمعرفة معيار التفضيل في الإسلام قولُ ربِّنَا عزَّ وجلَّ: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، وقولُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في خُطْبَةٍ فِي وَسْطِ أَيَّامِ التَّشْرِيق: (يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكم واحِدٌ، وإنَّ أباكم واحِدٌ، ألَا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ؛ إلَّا بالتَّقْوى، أبَلَّغتُ؟ قالوا: بَلَّغَ رسولُ اللهِ). [رواه أحمد 23489 وصححه شعيب الأرناؤوط].
وفقنا الله تعالى جميعًا للإحسان في عبادته، والإحسان في معاملة خلقه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.