الموازنة بين طلب العلم والعمل به ونشره بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ...
الموازنة بين طلب العلم والعمل به ونشره
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: ففيما يلي عرض لبعض أقوال أهل العلم في أهمية الموازنة بين طلب العلم، والعمل به، ونشره:
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى -: "إِنِّي مُوصِيكَ يَا طَالِبَ الْعِلْمِ بِإِخْلَاصِ النِّيَّةِ فِي طَلَبِهِ، وَإِجْهَادِ النَّفْسِ عَلَى الْعَمَلِ بِمُوجَبِهِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ شَجَرَةٌ وَالْعَمَلَ ثَمَرَةٌ، وَلَيْسَ يُعَدُّ عَالِمًا مَنْ لَمْ يَكُنْ بِعِلْمِهِ عَامِلًا، وَقِيلَ: الْعِلْمُ وَالِدٌ وَالْعَمَلُ مَوْلُودٌ، وَالْعِلْمُ مَعَ الْعَمَلِ، وَالرِّوَايَةُ مَعَ الدِّرَايَةِ فَلَا تَأْنَسْ بِالْعَمَلِ مَا دُمْتَ مُسْتَوْحِشًا مِنَ الْعِلْمِ، وَلَا تَأْنَسْ بِالْعِلْمِ مَا كُنْتَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ وَلَكِنِ اجْمَعْ بَيْنَهُمَا". [اقتضاء العلم العمل (ص: 14)].
وقال ابن الحاج المالكي - رحمه الله تعالى -: "ينبغي له [أي: لطالب العلم] أن لا يخلي نفسه من العبادات، وأن يكون له ورد من كل شيء منها، إذ إنها سبب الإعانة على ما أخذ بسبيله، لقوله عليه الصلاة والسلام: (واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة)[1][رواه البخاري (39)]، وما يستعان به لا يترك"، "ولأن العلم كالشجرة، والتعبد كالثمرة، فإذا كانت الشجرة لا ثمر لها فليس لها فائدة كلية، وإن كانت حسنة المنظر ناعمة، وقد ينتفع بها للظل وغيره، ولكن الذي عليه المعول قد عدم منها"، "ولعلك تقول: إن طالب العلم إن فعل ما ذكرتموه، تعطلت عليه وظائفه من الدرس والمطالعة والبحث؟ فالجواب: أن نفحة من هذه النفحات تعود على طالب العلم بالبركات، والأنوار، والتحف ما قد يعجز الواصف عن وصفه، وببركة ذلك يحصل له أضعاف ذلك فيما بعد، مع أن هذا أمر عزيز قل أن يقع إلا للمعتني به، والعلم والعمل إنما هما وسيلتان لمثل هذه النفحات". [المدخل (2 /132-139)].
وقال الذهبي رحمه الله تعالى: "إِنْ رَأَيتَه [يعني: طالب العلم] مُجِدًّا فِي طَلَبِ العِلْمِ لاَ حظَّ لَهُ فِي القُرُبَاتِ، فَهَذَا كَسلاَنُ مَهِيْنٌ، وَلَيْسَ هُوَ بِصَادِقٍ فِي حُسنِ نِيَّتِه". [سير أعلام النبلاء (7 /167)].
ومن خلال تأمل ما سبق ذكره من كلام أهل العلم، تظهر أهمية الموازنة بين طلب العلم، والعمل به، ونشره، ولا تعارض بين هذه الأمور الثلاثة، بل كل منها يكمل الآخر ويتممه، ويعضده ويقويه. هذا، وقد تيسرت بفضل الله تعالى وحده في زماننا المعاصر سبل طلب العلم، وفيما يلي عرض لأبرز المواقع التي تقدم البرامج الشرعية عن بعد[2]:
1- أكاديمية الفرقان للثقافة الإسلامية: https://forqanacademy.com/
وهذه الأكاديمية تهتم بتدريس العلوم الشرعية التالية: ( العقيدة ، والحديث ، والفقه ، والسيرة ، ومقاومة الإلحاد).
2- أكاديمية جامع الراجحي الإلكترونية لتعليم القرآن: https://grajhiacademy.org/
وهي أكاديمية معنية بتحفيظ القرآن الكريم.
3- منصة طالب العلم: https://islam-edu.com/
وهذه المنصة تركز على تدريس العلوم التالية: (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. وآداب طالب العلم ، والحديث، والفقه، والقواعد الفقهية، والملل والنحل، والنحو، والعقيدة).
4- برنامج صناعة المحاور: https://almohawer.org/
ويهدف البرنامج إلى تنمية مهارات الحوار، ودحض أي شبهة ضد الإسلام وثوابته.
5- معهد شيخ الإسلام العلمي: http://www.m-ibntimia.com/
ويعتني المعهد بتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم المواد الشرعية التالية: (الفقه ، والعقيدة ، والحديث ، والتجويد).
6- برنامج تاج الكرامة: https://m.facebook.com/TajulKaramah
وهو برنامج مختص بتدريس القرآن الكريم وعلومه.
7- أكاديمية رحلة طلب العلم الشرعي: http://ar.jsik.org/
وتحرص هذه الأكاديمية على تحفيظ القرآن الكريم، والمتون العلمية، إضافة إلى تدريس العلوم التالية: (الحديث ، واللغة العربية ، والعقيدة ، والفقه ، وأصول الفقه ، وعلوم القرآن ، والسيرة النبوية ، والأخلاق المحمودة ، واستخدامات الحاسوب في البحوث والعلوم الشرعية).
8- منصة زادي للتعلم الشرعي المفتوح: https://zadi.net/courses
وتحتوي المنصة على أكثر من 170 مساقا في مجالات مختلفة مثل: (العقيدة ، والتفسير ، والحديث ، والسيرة النبوية ، وفقه العبادات ، والمعاملات المالية ، والفقه العام ، والأسرة والتربية ، والرقائق والفضائل ، وأدوات فهم الواقع).
9- أكاديمية زاد للعلم الشرعي: https://www.zad-academy.com/
وتقوم الأكاديمية بتدريس سبع مواد علمية شرعية، وهي: (العقيدة ، والتفسير، والحديث، والفقه، والسيرة النبوية، واللغة العربية، والتربية الإسلامية).
10- برنامج مُدَّكِر: https://www.moddaker.com/
وهو برنامج تعليمي، يسعى إلى تمكين الدارس من معرفة مجمل معاني القرآن الكريم، بدراسة كتاب [المختصر في تفسير القرآن الكريم، لمجمع المدينة لطباعة المصحف الشريف].
ومن المواقع المهمة لطالب العلم، موقع الدرر السنية: https://www.dorar.net/
ويشتمل الموقع على عدد من الموسوعات العلمية، وهي:
• موسوعة التفسير.
• والموسوعة العقدية.
• وموسوعة الملل والأديان.
• وموسوعة الفرق المنتسبة للإسلام.
• وموسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة.
• والموسوعة الفِقهيَّة.
• والموسوعة الحديثيَّة.
• وأحاديثُ منتشرة لا تصح.
• والموسوعة التاريخيَّة.
• وموسوعة الأخلاق.
وكما تيسرت بفضل الله تعالى وحده سبل طلب العلم، سهلت طرق نشره، وتعددت وسائل الدعوة إلى الله تعالى، وطرق تبليغ الدين للناس، ومنها: أسلوب التدوين والكتابة.
ويعتبر النووي رحمه الله تعالى مثالا لتوضيح الترابط بين طلب العلم، والعمل به، ونشره، وذلك "أنه لما تأهل للنظر والتحصيل، رأى من المسارعة إلى الخيرات أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً، ولولا ذلك لم يتيسر له من التصانيف ما تيسر، فإنه رحمه الله دخل دمشق للاشتغال وهو ابن ثمانية عشرة سنة، ومات ولم يستكمل ستاً وأربعين" [المهمات في شرح الروضة والرافعي، للإسنوي (1 /99-100)؛ باختصار].
ولا يلزم -إخوتي الكرام- أن يكون المصنف كبيرا ليكون نافعا، فَرُبَّ مقال صغير، مصحوب بإخلاص وصدق كاتبه، يهتم بمعالجة مشكلة معاصرة، أعظم ثمرة، وأكثر نفعا، وأحسن أثرا من مجلدات كبيرة لا نية لمؤلفها، ولا صدق، ولا إخلاص، كما "قال بَعْض السَّلَفِ: رُبَّ عَمَلٍ صَغِيرٍ تُعَظِّمُهُ النِّيَّةُ، وَرُبَّ عَمَلٍ كَبِيرٍ تُصَغِّرُهُ النِّيَّةُ". [إحياء علوم الدين، للغزالي (4 / 353)].
فدونوا -وفقكم الله تعالى لمرضاته- إبداعاتكم، وسجلوا أفكاركم، وأرسلوا مشاركاتكم لشبكة الألوكة على الإيميل التالي:
[email protected]
أو لغيرها من المواقع، واحتسبوا الأجر عند الله تعالى، فَرُبَّ كلمة مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا العبد بَالًا، ومَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، ويَكْتُبُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ[3].
والله تعالى أعلم.
اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ؛ أَحْيِنا مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لنا، وَتَوَفَّنا إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لنا، وَنسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَنسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَنسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ[4].
اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَنسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَنسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنسْأَلُكَ قَلْوبا سَلِيمة، وَنسْأَلُكَ ألسنة صَادِقة، وَنسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ[5].
اللَّهُمَّ إِنا نسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا[6].
اللَّهُمَّ انْفَعْنا بِمَا عَلَّمْتَنا، وَعَلِّمْنا مَا يَنْفَعُنا، وَزِدْنا عِلْمًا[7].
اللَّهُمَّ إِنا نعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ[8].
والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] الغَدوةُ: أوَّلُ النَّهارِ، والرَّوحةُ: آخِرُه، والدُّلجةُ: سَيرُ آخرِ اللَّيل، وسَيرُ آخرِ اللَّيل مَحمودٌ في سَيرِ الدُّنيا بالأبدانِ، وفي سَيرِ القُلوبِ إلى اللهِ بالأعمالِ؛ وصَدَرَ هذا الكلامُ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كأنَّه يُخاطِبُ مُسافرًا يَقطَعُ طَريقَه إلى مَقصدِه، فنَبَّهَه على أوقاتِ نَشاطِه التي يَزْكو فيها عَمَلُه، فشَبَّهَ الإنسانَ في الدُّنيا بالمسافرِ، وكذلك هو على الحَقيقةِ؛ لأنَّ الدُّنيا دارُ انتقالٍ وطَريقٌ إلى الآخرةِ، فنَبَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه أنْ يَغتنِموا أوقاتَ فُرصتِهم وفَراغِهِم. [((الموسوعة الحديثية)) للدرر السنية؛ باختصار يسير].
[2] أفضل عشر منصات لتعلم العلم الشرعي عن بعد، ليمنى حمدي، على الرابط التالي:
https://tipyan.com/top-10-forensic-platforms
[3] عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ" [رواه البخاري (6487)].
وعن بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ رضي الله عنه، قال: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِهَا سُخْطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ". [أخرجه ابن ماجه (3969)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3220)].
[4] عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: صَلَّى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بِالْقَوْمِ صَلَاةً أَخَفَّهَا، فَكَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوهَا، فَقَالَ: أَلَمْ أُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَمَا إِنِّي دَعَوْتُ فِيهَا بِدُعَاءٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ: "اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ؛ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ". [أخرجه النسائي (1306)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1305)ٍ].
[5] عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ". [أخرجه أحمد (17114)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (3228)].
[6] عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا". [أخرجه ابن ماجه (925)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (762)].
[7] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا". [أخرجه الترمذي (3599)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي].
[8] عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ". [أخرجه أبو داود (1548)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود].
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: ففيما يلي عرض لبعض أقوال أهل العلم في أهمية الموازنة بين طلب العلم، والعمل به، ونشره:
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى -: "إِنِّي مُوصِيكَ يَا طَالِبَ الْعِلْمِ بِإِخْلَاصِ النِّيَّةِ فِي طَلَبِهِ، وَإِجْهَادِ النَّفْسِ عَلَى الْعَمَلِ بِمُوجَبِهِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ شَجَرَةٌ وَالْعَمَلَ ثَمَرَةٌ، وَلَيْسَ يُعَدُّ عَالِمًا مَنْ لَمْ يَكُنْ بِعِلْمِهِ عَامِلًا، وَقِيلَ: الْعِلْمُ وَالِدٌ وَالْعَمَلُ مَوْلُودٌ، وَالْعِلْمُ مَعَ الْعَمَلِ، وَالرِّوَايَةُ مَعَ الدِّرَايَةِ فَلَا تَأْنَسْ بِالْعَمَلِ مَا دُمْتَ مُسْتَوْحِشًا مِنَ الْعِلْمِ، وَلَا تَأْنَسْ بِالْعِلْمِ مَا كُنْتَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ وَلَكِنِ اجْمَعْ بَيْنَهُمَا". [اقتضاء العلم العمل (ص: 14)].
وقال ابن الحاج المالكي - رحمه الله تعالى -: "ينبغي له [أي: لطالب العلم] أن لا يخلي نفسه من العبادات، وأن يكون له ورد من كل شيء منها، إذ إنها سبب الإعانة على ما أخذ بسبيله، لقوله عليه الصلاة والسلام: (واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة)[1][رواه البخاري (39)]، وما يستعان به لا يترك"، "ولأن العلم كالشجرة، والتعبد كالثمرة، فإذا كانت الشجرة لا ثمر لها فليس لها فائدة كلية، وإن كانت حسنة المنظر ناعمة، وقد ينتفع بها للظل وغيره، ولكن الذي عليه المعول قد عدم منها"، "ولعلك تقول: إن طالب العلم إن فعل ما ذكرتموه، تعطلت عليه وظائفه من الدرس والمطالعة والبحث؟ فالجواب: أن نفحة من هذه النفحات تعود على طالب العلم بالبركات، والأنوار، والتحف ما قد يعجز الواصف عن وصفه، وببركة ذلك يحصل له أضعاف ذلك فيما بعد، مع أن هذا أمر عزيز قل أن يقع إلا للمعتني به، والعلم والعمل إنما هما وسيلتان لمثل هذه النفحات". [المدخل (2 /132-139)].
وقال الذهبي رحمه الله تعالى: "إِنْ رَأَيتَه [يعني: طالب العلم] مُجِدًّا فِي طَلَبِ العِلْمِ لاَ حظَّ لَهُ فِي القُرُبَاتِ، فَهَذَا كَسلاَنُ مَهِيْنٌ، وَلَيْسَ هُوَ بِصَادِقٍ فِي حُسنِ نِيَّتِه". [سير أعلام النبلاء (7 /167)].
ومن خلال تأمل ما سبق ذكره من كلام أهل العلم، تظهر أهمية الموازنة بين طلب العلم، والعمل به، ونشره، ولا تعارض بين هذه الأمور الثلاثة، بل كل منها يكمل الآخر ويتممه، ويعضده ويقويه. هذا، وقد تيسرت بفضل الله تعالى وحده في زماننا المعاصر سبل طلب العلم، وفيما يلي عرض لأبرز المواقع التي تقدم البرامج الشرعية عن بعد[2]:
1- أكاديمية الفرقان للثقافة الإسلامية: https://forqanacademy.com/
وهذه الأكاديمية تهتم بتدريس العلوم الشرعية التالية: ( العقيدة ، والحديث ، والفقه ، والسيرة ، ومقاومة الإلحاد).
2- أكاديمية جامع الراجحي الإلكترونية لتعليم القرآن: https://grajhiacademy.org/
وهي أكاديمية معنية بتحفيظ القرآن الكريم.
3- منصة طالب العلم: https://islam-edu.com/
وهذه المنصة تركز على تدريس العلوم التالية: (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. وآداب طالب العلم ، والحديث، والفقه، والقواعد الفقهية، والملل والنحل، والنحو، والعقيدة).
4- برنامج صناعة المحاور: https://almohawer.org/
ويهدف البرنامج إلى تنمية مهارات الحوار، ودحض أي شبهة ضد الإسلام وثوابته.
5- معهد شيخ الإسلام العلمي: http://www.m-ibntimia.com/
ويعتني المعهد بتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم المواد الشرعية التالية: (الفقه ، والعقيدة ، والحديث ، والتجويد).
6- برنامج تاج الكرامة: https://m.facebook.com/TajulKaramah
وهو برنامج مختص بتدريس القرآن الكريم وعلومه.
7- أكاديمية رحلة طلب العلم الشرعي: http://ar.jsik.org/
وتحرص هذه الأكاديمية على تحفيظ القرآن الكريم، والمتون العلمية، إضافة إلى تدريس العلوم التالية: (الحديث ، واللغة العربية ، والعقيدة ، والفقه ، وأصول الفقه ، وعلوم القرآن ، والسيرة النبوية ، والأخلاق المحمودة ، واستخدامات الحاسوب في البحوث والعلوم الشرعية).
8- منصة زادي للتعلم الشرعي المفتوح: https://zadi.net/courses
وتحتوي المنصة على أكثر من 170 مساقا في مجالات مختلفة مثل: (العقيدة ، والتفسير ، والحديث ، والسيرة النبوية ، وفقه العبادات ، والمعاملات المالية ، والفقه العام ، والأسرة والتربية ، والرقائق والفضائل ، وأدوات فهم الواقع).
9- أكاديمية زاد للعلم الشرعي: https://www.zad-academy.com/
وتقوم الأكاديمية بتدريس سبع مواد علمية شرعية، وهي: (العقيدة ، والتفسير، والحديث، والفقه، والسيرة النبوية، واللغة العربية، والتربية الإسلامية).
10- برنامج مُدَّكِر: https://www.moddaker.com/
وهو برنامج تعليمي، يسعى إلى تمكين الدارس من معرفة مجمل معاني القرآن الكريم، بدراسة كتاب [المختصر في تفسير القرآن الكريم، لمجمع المدينة لطباعة المصحف الشريف].
ومن المواقع المهمة لطالب العلم، موقع الدرر السنية: https://www.dorar.net/
ويشتمل الموقع على عدد من الموسوعات العلمية، وهي:
• موسوعة التفسير.
• والموسوعة العقدية.
• وموسوعة الملل والأديان.
• وموسوعة الفرق المنتسبة للإسلام.
• وموسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة.
• والموسوعة الفِقهيَّة.
• والموسوعة الحديثيَّة.
• وأحاديثُ منتشرة لا تصح.
• والموسوعة التاريخيَّة.
• وموسوعة الأخلاق.
وكما تيسرت بفضل الله تعالى وحده سبل طلب العلم، سهلت طرق نشره، وتعددت وسائل الدعوة إلى الله تعالى، وطرق تبليغ الدين للناس، ومنها: أسلوب التدوين والكتابة.
ويعتبر النووي رحمه الله تعالى مثالا لتوضيح الترابط بين طلب العلم، والعمل به، ونشره، وذلك "أنه لما تأهل للنظر والتحصيل، رأى من المسارعة إلى الخيرات أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً، ولولا ذلك لم يتيسر له من التصانيف ما تيسر، فإنه رحمه الله دخل دمشق للاشتغال وهو ابن ثمانية عشرة سنة، ومات ولم يستكمل ستاً وأربعين" [المهمات في شرح الروضة والرافعي، للإسنوي (1 /99-100)؛ باختصار].
ولا يلزم -إخوتي الكرام- أن يكون المصنف كبيرا ليكون نافعا، فَرُبَّ مقال صغير، مصحوب بإخلاص وصدق كاتبه، يهتم بمعالجة مشكلة معاصرة، أعظم ثمرة، وأكثر نفعا، وأحسن أثرا من مجلدات كبيرة لا نية لمؤلفها، ولا صدق، ولا إخلاص، كما "قال بَعْض السَّلَفِ: رُبَّ عَمَلٍ صَغِيرٍ تُعَظِّمُهُ النِّيَّةُ، وَرُبَّ عَمَلٍ كَبِيرٍ تُصَغِّرُهُ النِّيَّةُ". [إحياء علوم الدين، للغزالي (4 / 353)].
فدونوا -وفقكم الله تعالى لمرضاته- إبداعاتكم، وسجلوا أفكاركم، وأرسلوا مشاركاتكم لشبكة الألوكة على الإيميل التالي:
[email protected]
أو لغيرها من المواقع، واحتسبوا الأجر عند الله تعالى، فَرُبَّ كلمة مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا العبد بَالًا، ومَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، ويَكْتُبُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ[3].
والله تعالى أعلم.
اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ؛ أَحْيِنا مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لنا، وَتَوَفَّنا إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لنا، وَنسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَنسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَنسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ[4].
اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَنسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَنسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنسْأَلُكَ قَلْوبا سَلِيمة، وَنسْأَلُكَ ألسنة صَادِقة، وَنسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ[5].
اللَّهُمَّ إِنا نسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا[6].
اللَّهُمَّ انْفَعْنا بِمَا عَلَّمْتَنا، وَعَلِّمْنا مَا يَنْفَعُنا، وَزِدْنا عِلْمًا[7].
اللَّهُمَّ إِنا نعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ[8].
والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] الغَدوةُ: أوَّلُ النَّهارِ، والرَّوحةُ: آخِرُه، والدُّلجةُ: سَيرُ آخرِ اللَّيل، وسَيرُ آخرِ اللَّيل مَحمودٌ في سَيرِ الدُّنيا بالأبدانِ، وفي سَيرِ القُلوبِ إلى اللهِ بالأعمالِ؛ وصَدَرَ هذا الكلامُ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كأنَّه يُخاطِبُ مُسافرًا يَقطَعُ طَريقَه إلى مَقصدِه، فنَبَّهَه على أوقاتِ نَشاطِه التي يَزْكو فيها عَمَلُه، فشَبَّهَ الإنسانَ في الدُّنيا بالمسافرِ، وكذلك هو على الحَقيقةِ؛ لأنَّ الدُّنيا دارُ انتقالٍ وطَريقٌ إلى الآخرةِ، فنَبَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه أنْ يَغتنِموا أوقاتَ فُرصتِهم وفَراغِهِم. [((الموسوعة الحديثية)) للدرر السنية؛ باختصار يسير].
[2] أفضل عشر منصات لتعلم العلم الشرعي عن بعد، ليمنى حمدي، على الرابط التالي:
https://tipyan.com/top-10-forensic-platforms
[3] عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ" [رواه البخاري (6487)].
وعن بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ رضي الله عنه، قال: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِهَا سُخْطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ". [أخرجه ابن ماجه (3969)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3220)].
[4] عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: صَلَّى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بِالْقَوْمِ صَلَاةً أَخَفَّهَا، فَكَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوهَا، فَقَالَ: أَلَمْ أُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَمَا إِنِّي دَعَوْتُ فِيهَا بِدُعَاءٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ: "اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ؛ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ". [أخرجه النسائي (1306)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1305)ٍ].
[5] عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ". [أخرجه أحمد (17114)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (3228)].
[6] عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا". [أخرجه ابن ماجه (925)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (762)].
[7] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا". [أخرجه الترمذي (3599)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي].
[8] عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ". [أخرجه أبو داود (1548)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود].