على خُطى الرَّسول ﷺ ٧٦ فقد غفرتُ لكَ حدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً أصحابه يحكي عن ...
على خُطى الرَّسول ﷺ ٧٦
فقد غفرتُ لكَ
حدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً أصحابه يحكي عن ربَّه فقال: أذنبَ عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي
فقال الله تبارك وتعالى: أذنبَ عبدي ذنباً، فعلمَ أنَّ له رباً يغفِرُ الذَّنبَ، ويأخذُ بالذَّنب!
ثم عاد فأذنبَ، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي
فقال الله تباركَ وتعالى: أذنبَ عبدي ذنباً، فعلمَ أنَّ له رباً يغفِرُ الذَّنبَ، ويأخذُ بالذَّنب، اِعملْ ما شئتَ فقد غفرتُ لكَ!
هذا الحديث يقفُ أمامه المرءُ مستغرباً من جُرأتنا نحن الضعفاء على الله، ومن حِلم الله القوي علينا، فيا له من دين، ويا له من رب، يعصيه عبده فيمهله وهو القادر عليه، فإذا ما عاد إليه مستغفراً غفرَ له، فإذا جدد المعصية أمهله مرةً أخرى، فإن عاد مستغفراً عفرَ له مرةً أُخرى!
والحديث ليس للتشجيع على المعاصي، على العكس تماماً، فلعلَّ العبدَ يموت على معصية ولم يسعفه عمره أن يتوب! ولكنه تشجيع على التوبة، أن إذا عصيتَ اللهَ ألفَ مرَّةٍ، فإنه سبحانه ما سمَّى نفسه الغفَّار إلا لأنه يغفرُ الذنوب! ولكن الأصل أن يتأدب العبد أمام نظر الرَّب، ولكن ما منا من معصوم، فجاهدوا أنفسكم على الاستقامة، وإن غلبكم الشيطان على معصية، تذكروا أن لكم رباً ينتظر منكم عودةً ليغفر لكم!
وعن أدب العبد مع الرب، روى ابن قدامة في كتابه التوابين عن توبة بِشر الحافي أنه كان قبل توبته في داره وعنده أصحابه يشربون الخمر، ويطربون، وصوتهم ورائحة خمرهم تخرج إلى الطريق!
فمرَّ بهم رجل صالح، فطرق الباب، فخرجت الجارية، فقال: صاحب هذه الدار حُرٌّ أم عبد؟
فقالتْ: هو حُرٌّ
فقال: صدقتِ، لو كان عبداً لاستعملَ أدب العبودية!
فسمع بِشر محاورتهما، فسارعَ إلى الباب حافياً، وقد مضى الرجل الصالح، فقال للجارية: ويحكِ، من كلمكِ عند الباب؟
فأخبرته، فقال: أي ناحيةٍ سلكَ هذا الرجل
فأخبرته، فلحقه حتى أدركه، وقال له: أنتَ الذي وقفتَ بالباب وخاطبتَ الجارية؟
قال: نعم
قال بِشر: أَعِدْ عليَّ كلامكَ
فقال له: أنتَ حُرٌّ، لو كنتَ عبداً لاستعملتَ أدبَ العبودية وتركتَ الخمر والطرب!
فخرَّ بِشرٌ ساجداً، وهو يقول: بل عبدُ، ثم عاد تائباً!
وصار من يومها بِشراً الحافي أحد أئمة التابعين!
فقد غفرتُ لكَ
حدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً أصحابه يحكي عن ربَّه فقال: أذنبَ عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي
فقال الله تبارك وتعالى: أذنبَ عبدي ذنباً، فعلمَ أنَّ له رباً يغفِرُ الذَّنبَ، ويأخذُ بالذَّنب!
ثم عاد فأذنبَ، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي
فقال الله تباركَ وتعالى: أذنبَ عبدي ذنباً، فعلمَ أنَّ له رباً يغفِرُ الذَّنبَ، ويأخذُ بالذَّنب، اِعملْ ما شئتَ فقد غفرتُ لكَ!
هذا الحديث يقفُ أمامه المرءُ مستغرباً من جُرأتنا نحن الضعفاء على الله، ومن حِلم الله القوي علينا، فيا له من دين، ويا له من رب، يعصيه عبده فيمهله وهو القادر عليه، فإذا ما عاد إليه مستغفراً غفرَ له، فإذا جدد المعصية أمهله مرةً أخرى، فإن عاد مستغفراً عفرَ له مرةً أُخرى!
والحديث ليس للتشجيع على المعاصي، على العكس تماماً، فلعلَّ العبدَ يموت على معصية ولم يسعفه عمره أن يتوب! ولكنه تشجيع على التوبة، أن إذا عصيتَ اللهَ ألفَ مرَّةٍ، فإنه سبحانه ما سمَّى نفسه الغفَّار إلا لأنه يغفرُ الذنوب! ولكن الأصل أن يتأدب العبد أمام نظر الرَّب، ولكن ما منا من معصوم، فجاهدوا أنفسكم على الاستقامة، وإن غلبكم الشيطان على معصية، تذكروا أن لكم رباً ينتظر منكم عودةً ليغفر لكم!
وعن أدب العبد مع الرب، روى ابن قدامة في كتابه التوابين عن توبة بِشر الحافي أنه كان قبل توبته في داره وعنده أصحابه يشربون الخمر، ويطربون، وصوتهم ورائحة خمرهم تخرج إلى الطريق!
فمرَّ بهم رجل صالح، فطرق الباب، فخرجت الجارية، فقال: صاحب هذه الدار حُرٌّ أم عبد؟
فقالتْ: هو حُرٌّ
فقال: صدقتِ، لو كان عبداً لاستعملَ أدب العبودية!
فسمع بِشر محاورتهما، فسارعَ إلى الباب حافياً، وقد مضى الرجل الصالح، فقال للجارية: ويحكِ، من كلمكِ عند الباب؟
فأخبرته، فقال: أي ناحيةٍ سلكَ هذا الرجل
فأخبرته، فلحقه حتى أدركه، وقال له: أنتَ الذي وقفتَ بالباب وخاطبتَ الجارية؟
قال: نعم
قال بِشر: أَعِدْ عليَّ كلامكَ
فقال له: أنتَ حُرٌّ، لو كنتَ عبداً لاستعملتَ أدبَ العبودية وتركتَ الخمر والطرب!
فخرَّ بِشرٌ ساجداً، وهو يقول: بل عبدُ، ثم عاد تائباً!
وصار من يومها بِشراً الحافي أحد أئمة التابعين!