فَإِن لم يجد إِلَى اسْتِدَامَة التزامها سَبِيلا أوضح من أَسبَاب عذره وأشاع من وُجُوه مخرجه قبل ...

فَإِن لم يجد إِلَى اسْتِدَامَة التزامها سَبِيلا أوضح من أَسبَاب عذره وأشاع من وُجُوه مخرجه قبل شُرُوعه فِي خلقه ونقضه مَا يحفظ عَلَيْهِ سَلامَة دينه وَعرضه فَلَا ينْسب فِي 14 بيَمِينه إِلَى حنث وَفِي عَهده إِلَى نكث
* قَالَ بعض الْحُكَمَاء الْكَذِب والغدر يشبهان أَسْنَان الْأسد ويفسدان قُلُوب النَّاس
..
لِأَن يضرني الصدْق وَقل مَا يفعل أحب إِلَيّ من أَن يَنْفَعنِي الْكَذِب وَقل مَا يفعل
* وَلذَلِك قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أعظم الْخَطَايَا اللِّسَان الكذوب)
* قَالَ بعض الْحُكَمَاء كذب الْملك وغدره من دَلَائِل حَادث يحدث فِي ملكه لِأَنَّهُ يشبه تَخْلِيط العليل فِي الْعلَّة يزِيدهُ مَرضا وَفِي بدنه زهكا
التَّرْغِيب والترهيب
* وَإِذا وسم بِالصّدقِ وَقصر كَلَامه على المهم وَكَانَ تبشيره وتحذيره على حسب خطر الْأُمُور الَّتِي يجْرِي فِيهَا وعده أَو وعيده كَانَت الفاظه ألقابا وذمه عقَابا فاستغنى عَن كثير من الإرغاب والإرهاب
وَقد اختير للملوك فِي التَّرْغِيب عذوبة الْكَلَام ولين الصَّوْت لِأَنَّهُ أَرغب وَفِي الجهارة بالترغيب تنجح وبالنعمة وَهِي عِنْده أحفز
...
* قيل من أعجب شَيْء أَن يكون الرجل يلْتَمس رِضَاهُ فَلَا يرضى وأعجب مِنْهُ أَن يلْتَمس رِضَاهُ فيغضب
* قَالَ بعض الْحُكَمَاء(من لم يقبل التَّوْبَة عظمت خطيئته وَمن لم يحسن إِلَى التائب قبحت إساءته)
*فَإِن أحب أَن يتدرج إِلَى الرِّضَا لِئَلَّا يصل بَين ضدين قدم مباديه وَسَهل دواعيه وَكَانَ فِي السِّرّ رَاضِيا وَفِي الظَّاهِر مغاضيا ليظْهر الرِّضَا عَن أَحْوَال مُتَقَارِبَة وتنتقل إِلَيْهِ بعد أُمُور متناسبة فَلَيْسَ بمستبعد إِذا كَانَ بطيء الرِّضَا غير أَن من أَخْلَاق الْمُلُوك سرعَة الْغَضَب وَلَيْسَ من أَخْلَاقهم سرعَة الرِّضَا
وَالْعلَّة فِي ذَلِك لما قد اسْتَقر فِي الْقُلُوب من هيبتهم وأذعنت بِهِ النُّفُوس من طاعتهم لَا يلاقون مَا يكْرهُونَ وَلَا يرَوْنَ إِلَّا مَا يؤثرون فَإِذا بدر مَا يغضبهم خرج عَن عرفهم فتعجل بِهِ غضبهم وَمَا يرضيهم دَاخل فِي عرفهم فَلم يتعجل فِيهِ رضاهم
وَمن عداهم فِي الْأَمريْنِ بخلافهم فَلذَلِك وَقع الْفرق بَين الْمُلُوك
....
وَلَا يطْلب من الْأُمُور متعورا وَلَا متعذرا وَلَا يطْلب مِنْهَا مُدبرا وَلَا موليا فَإِن خاشنه الدَّهْر لَان وَإِن عَارضه الدَّهْر استكان فمطاول الدَّهْر مغلول ومعاند الْقدر مخذول
* قَالَ بعض الْحُكَمَاء من اسْتَعَانَ بِالرَّأْيِ ملك وَمن كَابر الْأُمُور هلك