2 او 3 الى .........cle67_0011401976 عدوى البليد إلى الذكي سريعة والجمر يودع في الرماد ...

2 او 3 الى .........cle67_0011401976
عدوى البليد إلى الذكي سريعة
والجمر يودع في الرماد فيخمد
ومثل من يصحب السلطان ليصلحه مثل من ذهب ليقيم حائطاً مائلاً، فاعتمد عليه ليقيمه فخر الحائط عليه فأهلكه. وفي كتاب كليلة ودمنة: لا يسعد من ابتلى بصحبة الملوك فإنهم لا عهد لهم ولا وفاء ولا قريب ولا حميم، ولا يكرم عليهم إلا أن يطمعوا فيما عنده فيقربوه عند ذلك، فإذا قضيت حاجتهم تركوه ولا ود ولا إخاء إلا بجر البلاء والذنب لا يغفر. وقال بزرجمهر: لا تصلح صحبة السلطان إلا بالطاعة والبذل، ولا مواخاة الإخوان إلا باللين والمواساة، وقال بعض حكماء الفرس: المال والسلطان مفسدان لكل أحد إلا لرجل له عقل كامل. وقالت الحكماء: صاحب السلطان كراكب الأسد، يخافه الناس وهو لمركبه أخوف. وقالوا: من لزم باب السلطان فصبر صبراً جميلاً وكظم الغيظ وطرح الأذى، وصل إلى حاجته الكرم لا يتعلق بأكرم الشجر لكن بأدناه. وكانت العرب تقول: إن لم تكن من قرباء الملك فكن من بعدائه. وفي حكم الهند: إنما مثل السلطان في قلة وفائه في أصحابه وسخاء نفسه عمن فقده منهم، كمثل صبيان المكتب كلما ذهب واحد جاء آخر. والعرب تقول: السلطان ذو غدوات وذو بدوات وذو نزوات؛ تريد أنه سريع الانصراف كثير البدوات هجام على الأمور.
الباب الخامس والأربعون: في صحبة السلطان
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال لي أبي: يا بني أرى أمير المؤمنين يستخليك ويستشيرك ويقدمك على الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وإني أوصيك بخلال ثلاث: لا تفشين له سراً، ولا تجرين عليه كذباً، ولا تغتابن عنده أحداً. قال الشعبي: قلت لابن عباس: كل واحدة منهن خير من ألف! قال أي والله خير من عشرة آلاف! وقالوا اصحب السلطان بحذر والصديق بالتواضع والعدو بالجهد والعامة بالبشر، ولا تحكم لأحد بحسن رأي الملك إلا بحسن أثره.
* وقال بعض الحكماء: لا تستطلع السلطان ما كتمك ولا تفش ما أطلعك عليه، ومن دل على السلطان استقله ومن أمتن عليه عادله، ومن أظهر أنه يستشيره أبعده.
* وقال نعض الحكماء: إذا زادك السلطان تأنيساً فزده إجلالاً، وإذا جعلك أخاً فاجعله أباً وإذا زادك إحساناً فزده فعل العبد مع سيده، وإذا ابتليت بالدخول على السلطان مع الناس فأخذوا في الثناء عليه فعليك بالدعاء له، وإن نزلت منه منزلة الثقة فاعزل عنه كلام الملق، ولا تكثر من الدعاء له عند كل كلمة فإن ذلك شبيه بالوحشة والغلبة، إلا أن تكلمه على رؤوس الناس فلا تأل بما عظمته وذكرته وقال ابن المقفع: لتكن حاجتك في سلطانك ثلاث: خلال رضاء ربك ورضاء سلطانك ورضاء من تلى عليه. ولا عليك أن تلهو عن المال والذخر فسيأتيك منهما ما يكفي ويطيب. وقال مسلم بن عمر لمن عدم السلطان: لا تغتر بالسلطان إذا حباك ولا تتغير إذا أقصاك. وروي أن بعض الملوك استصحب حكيماً فقال له: أصحبك على ثلاث خصال. قال: وما هن؟ قال: لا تهتك لي سراً ولا تشتم لي عرضاً ولا تقبل في قول قائل حتى تستشيرني. قال: هذا لك فما لي عليك؟ قال: لا أفشي لك سراً ولا أدخر عنك نصيحة ولا أوثر عليك أحداً. قال: نعم الصاحب للمستصحب أنت! وقيل لعبد الله بن جعفر: ما الخرق؟ قال: الدلالة على السلطان والوثبة قبل الإمكان. وقال ابن المقفع: أولى الناس بالهلكة الفاحشة المقدم على السلطان بالدالة. وقال يحيى بن خالد: الدالة تفسد الحرمة القديمة وتضر بالمحبة

.
المتأكدة.
* وقال بزرجمهر: إذا خدمت ملكاً من الملوك فلا تطعه في معصية خالقك، فإن إحسانه إليك فوق إحسان الملك، وإيقاعه بك أغلظ من إيقاعه. اصحب الملوك بالهيبة لهم والوقار لأنهم إنما احتجبوا عن الناس لقيام الهيبة، فلا تترك الهيبة وإن طال أنسك بهم، فهو حسبهم منك. ولا تعط السلطان مجهودك في أول صحبتك له فلا تجد بعد للمزيد موضعاً. علم السلطان وكأنك تتعلم منه وأشر عليه وكأنك تستشيره. إذا أحلك السلطان من نفسه بحيث يسمع منك ويثق بك، فإياك والدخول بينه وبين بطانته، فإنك لا تدري متى يتغير لك فيكونون عوناً عليك، وإياك أن تعادي
من إذا شاء يطرح ثيابه ويدخل مع الملك في ثيابه فعل. وفي الأمثال القديمة: احذر زمارة المخدة. وقد قيل:
ليس الشفيع الذي يأتيك متزراً*مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
وفي الأمثال: لا تدل فتمل ولا توجف فتعجف.
* وقال الرشيد لإسماعيل بن صبيح: إياك والدالة فإنها تفسد الحرمة.
* وقال سليمان بن داود عليهما السلام: لا تغش السلطان ولا تقعد عنه.
* وقالت الحكماء: شدة الانقباض عن السلطان تورث التهمة، وشدة الانبساط تفتح باب الملالة. واعلم أن من طلب العز بالذل كانت ثمرة سعيه الذل. أحرز منزلتك عند السلطان بمثل ما اكتسبتها من الجد والمناصحة، واحذر أن يحطك التهاون عما رقاك إليه التحفظ. أشقى الناس بالسلطان صاحبه كما أن أقرب الأشياء إلى النار أسرعها احتراقاً. من لزم باب السلطان بصبر جميل وكظم الغيظ وأطراح الأذى وصل إلى حاجته. وقال الأحنف بن قيس: لا تقبضوا على السلطان ولا تهالكوا عليه، فإن من أسرف على السلطان أوده ومن تضرع له تخطاه.
وقال ابن عباس: ثلاثة من عاداهم عادت عزته ذلة: السلطان والولد والغريم. واعلم أنه إنما يستطيع صحبة السلطان أحد رجلين: إما فاجر مصانع ينال حاجته بفجوره ويسلم بمصانعته، وإما مغفل مهين لا يحسده أحد. فأما من أراد أن يصحب السلطان بالصدق والنصيحة والعفاف فقلما تستقيم له صحبة، لأنه يجتمع عليه عدو السلطان وصديقه بالعداوة والحسد. فأما الصديق فينافسه في منزلته فيطعن عليه في نصيحته له، فأما إذا اجتمع عليه هذان الصنفان كان معرضاً للهلاك. وقال بعض الحكماء: من شارك السلطان في عز الدنيا شاركه في ذل الآخرة. وقيل: لا يوحشك من السلطان إكرام الأشرار، فإن ذلك للضرورة إليهم كما يضطر الملك إلى الحجام فيشرط قفاه ويخرج دمه ويقلع ضرسه. وفي الأمثال: لا حلم لمن لا سفيه له.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا سافر إلى مكة استصحب رجلاً فيه ما فيه، يستدفع به شر السفهاء وأهل الوغادة والدعارة. وقال المعتصم: إن للسلطان لسكرات، فمنها الرضى عمن استوجب السخط، والسخط عمن استوجب الرضى. ومنه قول الحكماء: خاطر من لج البحر، وأعظم منه خطراً من صحب السلطان. وقال ابن المقفع لابنه: لا تعدن شتم السلطان شتماً ولا إغلاظه إغلاظاً، فإن ريح العزة تبسطه في غير بأس ولا سخط. وقال ساميد أحد حكماء الفرس: أربعة أشياء ينبغي أن تفسر للفهم كما تفسر للبليد ولا يتكل فيها على ذكاء أحد: تأويل الدين وأخلاط الأدوية، وصفة الطريق المخوف والرأي والسلطان. واعلم أن السلطان إذا انقطع منك الآخر نسي الأول، فأرحامهم مقطوعة وحبالهم مصرومة، إلا من رضوا عنه في وقتهم وساعتهم. وإذا رأيت من الوالي خلالاً لا تنبغي
.
فلا تكابره على ردها، فإنها رياضة صعبة لكن أحسن مساعدته على أحسن رأيه، فإذا استحكمت منه ناحية الصواب كان ذلك الصواب هو الذي يبصر الخطايا اللطيفة أكثر من تبصرك والعدل من حكمتك، فإن العدل يدعو بعضه إلى بعض، فإذا تمكن اقتلع الخطأ. ولا تطلب ما قبل الوالي بالمسئلة ولا تستبطئه إن أبطأ، ولكن اطلب ما قبله من الاستحقاق والاستناء فإنك إذا استحققته أتاك من غير طلب، وإذا لم تستبطئه كان أعجل له. وقال يحيى بن خالد: إذا صبحت السلطان فداره مداراة المرأة العاقلة القبيحة للزوج الأحمق المبغض. وقال ابن خالد لبعض إخوانه: تنكر لي هارون الرشيد. فقال: ارض بقليله من كثيره، وإياك أن تسخط فيكون السخط منك.
الباب السادس والأربعون: في سيرة السلطان مع الجند
اعلم أن الجند عدد الملك وحصونه ومعاقله وأوتاده، وهم حماة البيضة والذابون عن الحرمة، والدافعون عن العورة وهم جفن الثغور وحراس الأبواب، والعدة للحوادث وإمداد المسلمين، والجند الذي يلقى العدو والسهم الذي يرمى به، والسلاح المدفوع في نحره، فبهم يذب عن الحريم ويؤمن السبيل وتسد الثغور، وهم عز الأرض وحماة الثغور والرادة عن الحريم والشوكة على العدو، وعلى الجند الحد عند اللقاء والصبر عند البلاء، فإن كانت لهم الغلبة فليمضوا في الطلب، وإن كانت عليهم فلينكسوا الأعنة وليجمعوا الأسنة وليذكروا أخبار غد.
وينبغي للملك أن يتفقد جنوده كما يتفقد صاحب البستان بستانه، فيقلع العشب الذي لا ينفعه، فمن العشب ما لا ينفع ومع ذلك يضر بالنبات النافع وهو بالقلع أجدر. ولا يصلح الجند إلا بإدرار أرزاقهم وسد حاجاتهم، والمكافأة لهم على قدر عنائهم وبلائهم. وجنود الملك وعددها وقف على سعود الأئمة ونحوسها. وقال أبرويز لابنه شيرويه: لا توسعن على جندك فيستغنوا عنك ولا تضيق عليهم فيضجوا منك، وأعطهم عطاء قصداً وامنعهم منعاً جميلاً، ووسع عليهم في الرجاء ولا توسع عليهم في العطاء.
ولما أفضى الأمر إلى أبي جعفر المنصور أنفذ جيشاً وقال لقواده سيروا بمثل هذه السيرة. ثم قال: صدق الأعرابي أجع كلبك يتبعك! فقام أبو العباس الطوسي فقال: يا أمير لمؤمنين أخشى أن يلوح له غيرك برغيف فيتبعه ويدعك. ويروى أن كسرى وضع طعاماً في سماط، فلما فرغوا ورفعت الآلات وقعت عينه على رجل من أصحابه وقد أخذ جاماً له قيمة كثيرة، فسكت عنه وجعل الخدم يرفعون الآلات فلم يجدوا الجام، فسمعهم كسرى يتكلمون فقال: ما لكم؟ قالوا: فقدنا جاماً من الجامات. فقال: لا عليكم أخذه من لا يرده ورآه من لا يفضحه. فلما كان بعد أيام دخل الرجل على كسرى وعليه حلة جميلة وحال مستجدة فقال له كسرى: هذا من ذاك! قال: نعم! ولم يقل له شيئاً.
وسئل عمرو بن معاذ وكان على الطوائف: بم قدرت على جيوش الطوائف؟ وكان يغزو في كل سنة ويجهز الجيوش إلى بلاد الروم فقال: بسمانة الطيور والقديد والكعك. وروى أن بعض الملوك كان ظالماً لرعيته شديد الأذى لهم في أموالهم، فعوتب في ذلك فقال: أجع كلبك يتبعك! فوثبوا عليه فقتلوه فمر به بعض الحكماء فقال: ربما أكل الكلب صاحبه إذا لم يشبعه. وفي نقيض هذا المعنى قالوا: سمن كلبك يأكلك. وذلك أن رجلاً كان له كلب يسقيه اللبن ويطعمه اللحم، ويرجو أن يصيب به خيراً ويحرسه ويصيد به، فأتاه ذات يوم وهو جائع فوثب عليه الكلب فأكله فقيل: سمن كلبك يأكلك. وأنشدوا:
وقد سمنوا كلباً ليأكل بعضهم
ولو أخذوا بالحزم ما سمن الكلب!
الباب السابع والأربعون: في سيرة السلطان في استجباء الخراج
أيها الملك من طال عدوانه زال سلطانه. واعلم أن المال قوة السلطان وعمارة المملكة ولقاحة