رسائل صويعة الى عائش : الله ﷻ هو القادر ونحن العاجزون، الله ﷻ هو القوي ونحن الضعفاء، الله ﷻ هو ...

رسائل صويعة الى عائش :
الله ﷻ هو القادر ونحن العاجزون، الله ﷻ هو القوي ونحن الضعفاء، الله ﷻ هو الحي ونحن الأموات، الله ﷻ هو العليم ونحن الجهلاء، الله ﷻ هو المتصف بصفات الكمال المطلق ونحن المليئين بالعيوب والنقائص، فالله جل ثناؤه وتعالى جده هو ربنا ونحن عباده .
الآن إلى مفهوم العبودية قبل أن تثوري : العبودية الإهية ليست في شيء من العبودية البشرية، فكما أن اسم الله العظيم وكلمة "العظيم" التي نستخدمها مجازاً ليست بينهما أدنى صلة، فالعبودية الله ﷻ ليست كالإستعباد البشري مطلقاً .
عندما نسمع كلمة عبودية يتصور بعضنا الألم والظلم والطغيان، لكن إن فكرتي يا عائش في عبوديتنا الله الحميد المجيد على حدة، ستجدين أن الناس ظلموا أنفسهم بتسمية خدمهم عبيداً .
أليس العبد هو من يحسن إلى سيده ؟ عجباً ما رأيت سيداً غير الله ﷻ يحسن إلى عبده، فهو الغفور الرحيم شديد العقاب الذي الطول إلا إله إلا هو إليه المصير .
إن أحسن العبد رضي الله عنه، وإن أساء غضب الله منه؛ عبودية جميلة ليس فيها ظلم، عبودية الله ﷻ الخالق الذي خلق كل شيء فأحسن الخلق، المتكبر ذا الجلال والإكرام .
ليس لأحدنا أن يخرج عن أمره وحكمه إلا أن يهلك، ومن عرف الله حق معرفته جمع بيت ثلاث رؤوس هن رؤوس التعامل مع الله : الحب، الخوف والرجاء .
وكما قال علي رضي الله عنه : إلهـــي كفاني فخرا أن تكون لي ربا، وكفانـي عـــزا أن أكون لك عبدا .
فالفخر لنا لأنه ربنا، والعز لنا لأنه جعلنا عباده، وهو الغني عنا ونحن الفقراء إليه .
ولعلك سمعت البعض يقول في معارض كلامه : الإنسان مقهور بسلطان الله، فوجدتي في نفسك شيء من ذلك، ولو أنني كنت القائل لقلت (المؤمن متشرف بسلطان الله والكافر مقهور بسلطان الله شاء ذلك أم أبى)
لأننا لو قلنا بأننا مقهورون بسلطانه لبدى أننا لا نطيعه ﷻ ولا نعبده إلا مكرهين، وليس هذا حال المؤمن؛ فهو يفرح بالتذلل إلى ربه ويرتاح لذلك .
والإفتقار والإنكسار لله ﷻ عز ما بعده عز وشرف ما بعده شرف وفخر ما بعده فخر .