إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من ...

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
إنه من يهده الله فهو المهتد،،ومن يضلل فلا هاديٓ له
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله
نصح للأمة وكشف الله به الغمة
نشهد أن محمداً نبي الله وان عيسى عبد الله ورسوله
ونؤمن بكل الانبياء والمرسلين ولا نفرق بين أحد من رسله.
ثم أما بعد!؛
رسالة الى نفسي وابنائى والى عامة المسلمين
وما دفعنى لما اكتبه اليوم هو نمر به جميعا مع أنفسنا وأولادنا ووالدينا
ودفعنى له ما نشهده من فتن شديدة تعتصر لها القلوب ألما

نحيا في عصر إبتلانا الله فيه بالفتن وأى فتن،،
فتن شديدة تكاد من شدتها تنفطر منها القلوب هما وغما وحزناً
والله إننا نعاصر زمانا يمطر علينا فتنا ليلا ونهارا
ولا يسعنا إلا أن نتعايش مع تلك الآية الكريمة،،ونتدبرها نحيا معها لتكون نبراسا لنا
قال تعالى في كتابه الكريم
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}الآية 69 العنكبوت

نرى أبنائنا كل منهم يتخبط وسط أمواج الفتن التى لا يعلم مدى شرها الا المولى عز وجل،،ونخشى على أنفسنا معهم من الوقوع في الزلل،،فجميعنا على متن قارب واحد،،
فإما أن نكون من أتباع الراكبين في سفينة نوح حتى نصل إلى بر الأمان،،
أو نكون ممن خالفه ووقع في الطوفان،،عافانا الله وإياكم.

فترى الأبناء اليوم لا يتقبلون نصحا ولا يمتثلون لأوامر الله،،وإن حدثتهم عن الله،،ورحمته وعذابه،،
قالوا فأتركونا نفعل المنكر ثم نتوب،،،وإن حدثتهم عن التائبين،قالوا اتركونا نخطىء ثم نتوب،،
‏إفهمنى يبنى
‏إفهمينى يبنتى
‏هل ضمنت أنك تحيا لتتوب؟
‏هل ضمنت أنك ستفعل المنكر وتستطيع الإبتعاد عنه؟

‏يقول أبنائنا اليوم الجميع يفعل ذلك،،فلماذا نحن نستقيم؟؟
‏الجميع يفعل ذلك فهل هم على خطأ؟
‏أما علمتم أن المعارك لا يخوضها الا الرجال الأقوياء الأشداء.

‏أما علمتم أن الدجال سيتبعه أكثر الناس،،فهل هو حقا إله العالمين؟
‏يا إبنى ويا بنتى
‏إفترض الله عليكم خمس صلوات في اليوم والليلة تخفيفا علينا بعد أن كانت خمسين صلاة،،وأجرهم أجر خمسين صلاة،، ‏أليس ذلك رحمه بك؟
أحل الله لنا من الطعام والشراب ما لذ وطابت له النفوس،،،أليس هذا حبا منه لك؟

‏فلماذا لا تلتزمون بالصلوات الخمس،،وترونها ثقيلة؟
‏لماذا تشربون ما حرمه الله عليكم بحجة أنكم تحت طائلة من الابتلاءات والصراعات والمشاكل،،
‏وهل صفت الدنيا للانبياء والمرسلين حتى وصلوا لكم؟

‏والان بعد ابتعادكم عن الله
‏هل انتهت مشاكلك،،وهل انتهت الازمات؟لا والله بل إنك أنت الذي أدخلت نفسك الى عالما ملىء بالشبهات والفتن،،ولن تنجو الا برحمة الله وحده.

عليكم بإختيار الرفقة الصالحة لكم،،واتقوا الله في انفسكم ووالديكم،،
وأناشد الآباء والأمهات أن اتقوا الله في أولادكم وكونوا لهم قدوة صالحة وجاهدوا أنفسكم ولا تيأسوا من روح الله
فإنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون،،،

وهنا الشيطان له لعبة خبيثة يلعبها معنا جميعاً،،
يبدأ الشيطان أن يتلاعب برؤوسنا حتى يصيبنا بالهم والحزن وان نظل تحت طائلة البكاء نضع أيدينا فوق الرؤوس مع الندب والصراخ حتى يصيبنا بالملل والفراغ ونظل جالسين حاملين الهم دون فعل شيء،،
علينا أن ننشغل بالعبادة وطاعة الله مهما تكالبت علينا الأمور وازدادت سوءا،،لانه لا مفر لنا الا إلى الله.

ونحن الآن في ظل تلك المحنة الكبرى مع الأبناء ومع أنفسنا في وسط أمواج الفتن الشديدة،،لا يسعنا إلا مجاهدة النفس والنصح والارشاد لهم،،
والله إننا نتعلم في سنين البلاء ما لم نتعلمه في سنين العافية

وأقول للأبناء لا تنظروا الى تقصير والديكم لتبرير اخطائكم،،فأنتم وهم محاسبون أمام الله،،ويوم القيامة
الكل سيفر من الجميع
قال تعالى في كتابه الكريم﴿فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلصَّاۤخَّةُ ۝٣٣ یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ ۝٣٤ وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ ۝٣٥ وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ ۝٣٦ لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ شَأۡنࣱ یُغۡنِیهِ ۝٣٧ وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ مُّسۡفِرَةࣱ ۝٣٨ ضَاحِكَةࣱ مُّسۡتَبۡشِرَةࣱ ۝٣٩ وَوُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذٍ عَلَیۡهَا غَبَرَةࣱ ۝٤٠ تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ ۝٤١ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ ۝٤٢﴾ [عبس ٣٣-٤٢]
وقال تعالى في كتابه الكريم
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ 88 إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ 89 وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ 90 وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ 91}الشعراء.
هذا قليل من كثير وأكتفي بهذا حتى لقاء آخر إن قدر الله لنا ذلك.
هذا والله اعلم
كتبته راجية عفو ربها
أم البنين فاطمة الزهراء