" لطائف قرآنية" " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ..." ولست في صدد ذكر قصة موسى ...

" لطائف قرآنية"

" أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ..."

ولست في صدد ذكر قصة موسى والعبد الصالح وألأية من سورة الكهف نقرأها من دون أن نتأمل معانيها تأملا يجعلنا
ان نخرج منها قواعد فقهية تنفعنا في سير أيامنا.
فلما قرأت الأية وجدت فيها ( أنه ما لايمكن تحصيل
مصلحته إلا بإفساده او إفساد بعضه لجاز ) وإن كان قد تطرق
لها العلماء ولكن قد يقع الحافر على الحافر .
ومن الأمثلة على ذلك أن الإنسان قد يفسد الأطعمة والأشربة
والأدوية لأجل الشفاء، كما أن الإنسان قد يصيب عضو من أعضاء جسده بالسرطان حفظا لروحه يقطع العضو المصاب
قبل أن يصيب جميع بدنه ، فهذا من إفساد البعض للحفاظ على الكل فقد قام العبدالصالح بخرق السفينة خشية أن يغصب ، ففي هذا جواز إصلاح كل المال بإفساد بعضه.
وأستدل العلماء على النظر في المصالح عند تعارض الأمور
وأنه إذا تعارضت مفسدتان دفع أعظمهما بإرتكاب أخفهما
وهذا تحصل في حياتنا كثيرا وتتكرر ، أموال اليتامى والمجانين والسفهاء وأموال المصالح العامة إذا خيف
عليها أن يغصبها ظالم فإن حفظها قد صار بتعييبها .
وأمراضا قد تصيب أفرادا معينين في المجتمع ففي هذه
الحالة يستأصل الأفراد من المجتمع للحفاظ على أرواح
الأخرين .