الصلح بين الطرفين دخل معاوية مسجد الكوفة وارتقى المنبر قائلاً: «ألا وإني كنت منيت الحسن عليه السلام ...

الصلح بين الطرفين دخل معاوية مسجد الكوفة وارتقى المنبر قائلاً: «ألا وإني كنت منيت الحسن عليه السلام وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي له بشي‏ء منها».[50]

ولم يف معاوية بكل بنود الصلح بما فيها البند الأول ومع ذلك بقي الإمام عليه السلام رغم ما تعرض من ضغوط من قبل شيعته تطالبه برفض المعاهدة ومصرّة على أنّ الإتفاقية سقطت لعدم وفاء معاوية بما اشترط عليه الإمام عليه السلام من شروط، ومن مصاديق عدم وفائه بفقرات الصلح ومخالفته لسنة الرسول صلی الله عليه وآله وسلم «إلحاقه زياد بأبي سفيان» وهو مخالف لقول رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر، و«إقامة صلاة الجمعة يوم الأربعاء»،[51] و«تعطيل الحدود» و«تجويز الربا» و«الأذان لصلاة العيد» و«الخطبة قبل صلاة العيد» بالإضافة إلى الكذب ووضع الحديث و...».[52] ومن البدع التي قام بها معاوية استخلافه ابنه يزيد كخليفة على المسلمين وبهذا يكون قد نقض الفقرة الثانية من المعاهدة.[53]

كذلك نقض معاوية الفقرة الثالثة المطالبة بالتوقف عن سب أمير المؤمنين عليه السلام بل جعل سبّه ولعنه من شروط خطبة الجمعة التي لا يتخلف عنها أئمة الجمعات، ولما قيل لمروان بن الحكم «ما لكم تسبون عليّاً على المنابر؟» برر ذلك بقوله: «إنّه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك».[54]

أما الفقرة الرابعة المتعلقة بخراج دارابجرد فإن أهل البصرة منعوه منه وقالوا: «هو فيئنا لا نعطيه أحداً».[55] وكان منعهم بأمر معاوية.[56]

أمّا مخالفته للفقرة الخامسة من الصلح فتمثّلت بما كتبه معاوية إلى عمّاله: «انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان»، ثم كتب كتاباً آخر: «من اتهمتموه ولم تقم عليه بينة فاقتلوه!!». وفي رواية أخرى أمر بحبسه وهدم داره.[57]

يضاف إلى ذلك محاولات الاغتيال غير الناجحة التي دبرها معاوية– أكثر من مرّة- للتخلص من الإمام الحسن عليه السلام بالسمّ تارة والقتل أخرى.[58] ولمّا أعيته السبل وجد معاوية في جعدة بنت الأشعث الكندي لتكون هي الأداة المناسبةـ بكافة المواصفات لتنفيذ الجريمة، فاستطاع معاوية أن يتصل بجعدة وراح يعرض عليها الإغراءات المادية ويحدثها عن الأموال الطائلة والضِياع والثروة التي سيعطيها إيّاها ووعدها أيضاً بتزويجها من ابنه يزيد... ولكن بشرط أن تدسّ السم إلى الإمام الحسن عليه السلام، ففعلت ذلك.[59] وبهذا يكون معاوية قد نقض الفقرة الأخيرة من الصلح ولم يف بواحد منها.

#دين_سب_التشيع_عياذ_بالله