يقول الكاتب إبراهيم بن أحمد الشريف: فالدعوة إلى توضيح المفاهيم الإسلامية، وخاصة مفهوم لؤلؤة التوحيد ...

يقول الكاتب إبراهيم بن أحمد الشريف: فالدعوة إلى توضيح المفاهيم الإسلامية، وخاصة مفهوم لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله هي نقطة البداية في بعث الأمة من جديد وإفاقتها من سباتها.



لا إله إلا الله هي التي بدأ بها رسول اللهصلى الله عليه وسلم دعوته وكل رسول بعثه الله جل وعلا، وكل من يسلك هذا الطريق للدعوة إلى الله، فهذا الأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة وجهد بالغ للقيام بتحقيقه، فظل النبي صلى الله عليه وسلم يربي عليها أصحابه الكرام رضي الله عنهما في مكة شرفها الله ثلاثة عشر سنة، ثم انتقل بهم معها إلى المدينة وظل عشر سنوات إلى أن لقي ربه صلى الله عليه وسلم.



قال الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله –: ( وقد مكث صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة يدعو فيها إلى الله سبحانه، ويحذّر الناس من الشرك به، ويوضح لهم معنى لا إله إلا الله، فاستجاب له الأقلون، واستكبر عن طاعته وأتباعه الأكثرون، ثم هاجر إلى المدينة عليه الصلاة والسلام، فنشر الدعوة إلى الله سبحانه هناك بين المهاجرين والأنصار، وجاهد في سبيل الله، وكتب إلى الملوك والرؤساء وأوضح لهم دعوته، وما جاء به من الهدى، وصبر وصابر في ذلك هو وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين صلى الله عليه وسلم حتى ظهر دين الله، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وانتشر التوحيد بعده)[2].



وقال أيضًا رحمه الله في دور الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من بعده صلى الله عليه وسلم: (ثم قام أصحابه صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله سبحانه والجهاد في سبيله في المشارق والمغارب حتى نصرهم الله على أعدائه، ومكن لهم في الأرض، وظهر دين الله على سائر الأديان، كما وعد بذلك سبحانه في كتابه العظيم[3]؛ حيث قال عز وجل: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33].

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى في الآية الكريمة: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ﴾؛ أي: بالعلم النافع والعمل الصالح.



بالعلم الذي يهدي إلى الله وإلى دار كرامته، ويهدي لأحسن الأعمال والأخلاق، ويهدي إلى مصالح الدنيا والآخرة.



﴿ وَدِينِ الْحَقِّ ﴾؛ أي: الدين الذي يدان به، ويتعبد لرب العالمين الذي هو حق وصدق، لا نقص فيه، ولا خلل يعتريه، بل أوامره غذاء القلوب والأرواح، وراحة الأبدان، وترك نواهيه سلامة من الشر والفساد فما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، أكبر دليل وبرهان على صدقه، وهو برهان باق ما بقي الدهر، كلما ازداد العاقل تفكرًا، ازداد به فرحًا وتبصرًا.



﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾؛ أي: ليعليه على سائر الأديان، بالحجة والبرهان، ويظهر أهله القائمين به بالسيف والسنان، فأما نفس الدين، فهذا الوصف ملازم له في كل وقت، فلا يمكن أن يغالبه مغالب، أو يخاصمه مخاصم إلا فلجه وبلسه، وصار له الظهور والقهر، وأما المنتسبون إليه، فإنهم إذا قاموا به، واستناروا بنوره، واهتدوا بهديه، في مصالح دينهم ودنياهم، فكذلك لا يقوم لهم أحد، ولا بد أن يظهروا على أهل الأديان، وإذا ضيعوه واكتفوا منه بمجرد الانتساب إليه، لم ينفعهم ذلك، وصار إهمالهم له سبب تسليط الأعداء عليهم، ويعرف هذا، من استقرأ الأحوال ونظر في أول المسلمين وآخرهم[4].



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/152662/%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D8%A5%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7/#ixzz7MIlZf7wF