خطبة الجمعة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك - أو كيفية استقبال الشهر الفضيل أو الاستعداد لشهر ...
خطبة الجمعة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك - أو كيفية استقبال الشهر الفضيل أو الاستعداد لشهر الصوم.. كلها عناوين مشوّقة لما نحن بانتظاره جميعًا من الأئمة والخطباء في أول جمعة من شهر رمضان المبارك..
اقترب شهر مضان المبارك وها هو يطرق الأبواب، أيام قليلة ويحل ضيفاً على أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، فيا لها من فرصة عظيمة لمن جد في اغتنامه، فهل نحن جادون في استثمار هذا الشهر وهذه الأيام المباركة ؟ وهل أعددنا أنفسنا لصيام رمضان وقيامه وقراءة القرآن والصدقة والبر وكل عمل صالح فيه ؟
إنّ بلوغ شهر رمضان نعمةٌ عظيمة يفرح بها المؤمنون وحق لهم ذلك، فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون}.[2] عباد الله إنّ الخلق يفرحون بنعم الدنيا، فكيف لو كانت النعمة تجمع خير الدنيا والآخرة، ففي هذا الشهر يعطي الله البركات لعباده في الحياة، ويتضاعف فيه الأجور بغير حساب، ولا بدّ لكم أن تستعدوا لهذا الشهر المبارك
واسمعوا ماقاله النبى عليه الصلاة والسلام عن رمضان
رُوِيَ عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ أَنَّهُ قالَ خَطَبَنا رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلم ءاخِرَ يَوْمٍ مِن شَعْبانَ فَقالَ يَا أَيُّها النّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبارَكٌ شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر، شَهْرٌ جَعَلَ اللهُ صِيامَهُ فَرِيضَةً وقِيامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا وهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، والصَّبْرُ ثَوابُهُ الجَنَّةُ، شَهْرُ الْمُواساةِ مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صائِمًا كانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النارِ وكانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَىْءٌ قَالُوا يا رَسُولَ اللهِ لَيْسَ كُلُّنا يَجِدُ ما يُفَطِّرُ الصائِمَ فَقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسلامُ يُعْطِي اللهُ هَذا الثَّوابَ مَنْ فَطَّرَ صائِمًا عَلى تَمْرَةٍ أَوْ عَلَى شَرْبَةِ ماءٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ ومَنْ سَقَى صائِمًا سَقاهُ اللهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ بَعْدَها حَتَّى يَدْخُلَ الجَنَّةَ وهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وءاخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النّار.
ولأهمية هذا الشهر وعظيم الأجر فيه فقد كان المسلمون الأوائل "يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"، وقال يحي بن أبى كثير: "كان من دعائهم؛ اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان ، وتسلمه منى متقبلاً ) , فإذا أهل هلال رمضان دعوا الله كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله )
لقد كانوا يفرحون بقدوم رمضان ، ويحمدون الله على إدراكه، كيف لا
وهوالشهر الذى يعدالركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة
وهو الشهر الذى أنزل فيه القرآن وذكر فيه ، كما قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )
وهو الشهر الذى جعل الله فيه ليلة القدر , التي هي خير من ألف شهر
وهو الشهر الذى يفتح الله فيه أبواب الجنان ، ويُغلق فيه أبواب النيران ، ويسلسل فيه الشياطين
وهوالشهر الذى لله في كل ليلة منه عتقاء من النار .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ
وهو الشهر الذى من صامه وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
وهو الشهر الذى-العمرة فيه تعدل حجة
واعلموا عباد الله أنَّ إكثار الجلوس في المساجد نهار الصيام وليله مِن أعظم مُسبِّبات حفظ الصيام عن الآثام، وزيادة الأجور عليه، والاشتغال بالطاعات، والإكثار منها، فقد صحَّ عن أبي المُتوكِّلِ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كان أَبِو هُرَيْرَةَ ــ رضي الله عنه ــ وَأَصْحَابُهُ إِذَا صَامُوا قَعَدُوا فِي الْمَسْجِدِ وَقَالُوا: نُطَهِّرُ صِيَامَنَا )).
وهاهو اقترب رمضان ياعباد الله وإنه لفرصة لمن أراد النجاح في الدنيا والآخرة وغنيمة لمن أراد جمع الحسنات ليوم تكون فيه الحسرات على ضياع الأعمار والأوقات والسنوات الأوقات ، فيا سعادة من أحسن استغلال هذا الشهر ويا تعاسة من أساء استغلاله و لم يخرج منه فائزا منتصرا ظافرا بمغفرة الله ..
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عدلَ لَهُ )، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ )
وهناك ياعباد الله من يستقبل هذا الشهر العظيم استقبال المستهترين ؛ فينتهك حرمة هذا الشهر العظيم، فيفطر في أيامه العظيمة، فبعض المسلمين اليوم يفطرون في نهار رمضان عامدين متعمدين، معاندين مصرين، لا يرعون لرمضان عظمة، ولا للمسلمين حرمة، ولا لأنفسهم آخرة ، فالإفطار في رمضان كبيرة من الكبائر العظيمة التى يجب على المسلم التوبة منا قبل فوات الاوان
فالعبد : يتحمّل الجوع، ويتحمل العطش، ويتحمل مر الصبر على الشهوات، كل ذلك يتحمله ويصبر عليه لأجل الله، لأجل الأجر العظيم، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .
إن هؤلاء المفطرين في رمضان لا يرى الواحد منهم شهر رمضان إلا بمنظور ضيق، لا يراه إلا شهرًا سيحرمه من الأكل، سيمنعه من الشرب، سيوقفه عن التدخين، إنه منظور تعيس وشقي، إنه منظور أهل الدنيا، الذين يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا ولكنهم عن الآخرة غافلون.
صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين, آمين, آمين. قال صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل عليه السلام فقال لى: يا محمد, من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: يا محمد, من أدرك شهر رمضان, فمات, فلم يغفر له, فأدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك, فمات فدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين))
عباد الله استغفروا الله يغفر لكم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله اما بعد عباد الله.
فلقد كان الصالحين ــ رحمهم الله ــ يُقبِلون على القرآن في شهر رمضان إقبالًا كبيرًا، ويهتمُّون بِه اهتمامًا عظيمًا، ويتزوَّدون مِن تلاوته كثيرًا، فكان الإمام الشافعي ــ رحمه الله ــ يَختم في اليوم والليلة مِن رمضان ختمتين، وكان الإمام البخاري ــ رحمه الله ــ يقرأ في كل يوم وليلة مِن رمضان ختمة واحدة، وبعض الصالحين كان يَختم كلَّ ثلاثة أيَّام، وبعضهم كان يَختم كل خمسة أيَّام، ومِنهم مَن كان يَختم كل جمعة، وكيف لا يكون هذا هو حالهم مع القرآن، ورمضانُ شهر نُزول القرآن، وشهرُ مدارسة جبريل ــ عليه السلام ــ للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وزمَنُه أفضل الأزمان، والحسنات فيه مُضاعفة،
فَيَا لِسعادة مَن أمسَك بزِمام نفسه في هذا الشهر العظيم المبارك، وشمَّر عن ساعد الجِّد، فسلك بها سَبيل الجنَّة، وجنَّبها سُبل النَّاروالشقاءَ فيها، ويا خسارة مَن سَلك بها طريق المعصية والهَوان، وأورَدَها موارِد الهلاك، وأغضب ربَّه الرحمن، وقد يُسِّرت له الأسباب، فسُلسِلتِ الشياطينُ وصُفِّدت.
فئن كنت تُريد مغفرة الخطايا، فعليك بصوم رمضان، إذ صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
وإنْ كنت تُريد مضاعفة الحسنات، فعليك بالصوم، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي )).
وإنْ كنت تُريد أنْ تكون مِن أهل الجنَّة السُّعداء فلا تَغفل عن صوم رمضان، فقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس في حجَّة الوداع فقال: (( صَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ )).
وإنْ كانت نفسك تَتُوق للمنازل العالية الرَّفيعة، فعليك بصيام رمضان، فقد ثبت أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (( يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ، فَمِمَّنْ أَنَا؟، قَالَ: مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ )).
ومن ترك الصيام ياعباد الله ترك شفاعة الصوم له وبعد عن حب الله له
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصيامُ والقُرآنُ يَشفَعانِ للعَبدِ؛ يقولُ الصيامُ: ربِّ، إنِّي منَعْتُه الطعامَ والشَّهَواتِ بالنَّهارِ فشَفِّعْني فيه، ويقولُ القُرآنُ: منَعْتُه النومَ باللَّيلِ فيُشَفَّعانِ).[٣] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).[٤].
عباد الله مامن يوم جمعة إلا وفيه ساعة استجابة فادعوا الله لعلها تكون هذه الساعة
اللهم يا إله العالمين ياحى ياقيوم يارحمن يا رحيم يا ذا الجلال والإكرام
اللهم إنِّا أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمنا منهُ وما لم نعلمْ، ونعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمنا منهُ وما لم نعلمْ، اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، ونعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ ،ونعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، ونسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لنا خيرًا.
اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان.. اللهم اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة.
اللهم هب لنا نفوسًا راضية وصدورًا من الهموم خالية وقلوبًا بحبك صافية وأتم علينا العافية..
اللهم من كانت له حاجة بيننا فاقضها يارب العالمين
ربى لاتذرنى فردا وأنت خير الوارثين
اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه وارزقنا التوبة النصوحة وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم آتنا فى الدنيا حسنه وفى الاخرة حسنه وقنا عذاب النار. اللهم آمين
هنا أيضًا: خطبة عن استقبال شهر رمضان المبارك
اقترب شهر مضان المبارك وها هو يطرق الأبواب، أيام قليلة ويحل ضيفاً على أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، فيا لها من فرصة عظيمة لمن جد في اغتنامه، فهل نحن جادون في استثمار هذا الشهر وهذه الأيام المباركة ؟ وهل أعددنا أنفسنا لصيام رمضان وقيامه وقراءة القرآن والصدقة والبر وكل عمل صالح فيه ؟
إنّ بلوغ شهر رمضان نعمةٌ عظيمة يفرح بها المؤمنون وحق لهم ذلك، فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون}.[2] عباد الله إنّ الخلق يفرحون بنعم الدنيا، فكيف لو كانت النعمة تجمع خير الدنيا والآخرة، ففي هذا الشهر يعطي الله البركات لعباده في الحياة، ويتضاعف فيه الأجور بغير حساب، ولا بدّ لكم أن تستعدوا لهذا الشهر المبارك
واسمعوا ماقاله النبى عليه الصلاة والسلام عن رمضان
رُوِيَ عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ أَنَّهُ قالَ خَطَبَنا رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلم ءاخِرَ يَوْمٍ مِن شَعْبانَ فَقالَ يَا أَيُّها النّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبارَكٌ شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر، شَهْرٌ جَعَلَ اللهُ صِيامَهُ فَرِيضَةً وقِيامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا وهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، والصَّبْرُ ثَوابُهُ الجَنَّةُ، شَهْرُ الْمُواساةِ مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صائِمًا كانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النارِ وكانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَىْءٌ قَالُوا يا رَسُولَ اللهِ لَيْسَ كُلُّنا يَجِدُ ما يُفَطِّرُ الصائِمَ فَقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسلامُ يُعْطِي اللهُ هَذا الثَّوابَ مَنْ فَطَّرَ صائِمًا عَلى تَمْرَةٍ أَوْ عَلَى شَرْبَةِ ماءٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ ومَنْ سَقَى صائِمًا سَقاهُ اللهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ بَعْدَها حَتَّى يَدْخُلَ الجَنَّةَ وهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وءاخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النّار.
ولأهمية هذا الشهر وعظيم الأجر فيه فقد كان المسلمون الأوائل "يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"، وقال يحي بن أبى كثير: "كان من دعائهم؛ اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان ، وتسلمه منى متقبلاً ) , فإذا أهل هلال رمضان دعوا الله كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله )
لقد كانوا يفرحون بقدوم رمضان ، ويحمدون الله على إدراكه، كيف لا
وهوالشهر الذى يعدالركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة
وهو الشهر الذى أنزل فيه القرآن وذكر فيه ، كما قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )
وهو الشهر الذى جعل الله فيه ليلة القدر , التي هي خير من ألف شهر
وهو الشهر الذى يفتح الله فيه أبواب الجنان ، ويُغلق فيه أبواب النيران ، ويسلسل فيه الشياطين
وهوالشهر الذى لله في كل ليلة منه عتقاء من النار .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ
وهو الشهر الذى من صامه وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
وهو الشهر الذى-العمرة فيه تعدل حجة
واعلموا عباد الله أنَّ إكثار الجلوس في المساجد نهار الصيام وليله مِن أعظم مُسبِّبات حفظ الصيام عن الآثام، وزيادة الأجور عليه، والاشتغال بالطاعات، والإكثار منها، فقد صحَّ عن أبي المُتوكِّلِ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كان أَبِو هُرَيْرَةَ ــ رضي الله عنه ــ وَأَصْحَابُهُ إِذَا صَامُوا قَعَدُوا فِي الْمَسْجِدِ وَقَالُوا: نُطَهِّرُ صِيَامَنَا )).
وهاهو اقترب رمضان ياعباد الله وإنه لفرصة لمن أراد النجاح في الدنيا والآخرة وغنيمة لمن أراد جمع الحسنات ليوم تكون فيه الحسرات على ضياع الأعمار والأوقات والسنوات الأوقات ، فيا سعادة من أحسن استغلال هذا الشهر ويا تعاسة من أساء استغلاله و لم يخرج منه فائزا منتصرا ظافرا بمغفرة الله ..
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عدلَ لَهُ )، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ )
وهناك ياعباد الله من يستقبل هذا الشهر العظيم استقبال المستهترين ؛ فينتهك حرمة هذا الشهر العظيم، فيفطر في أيامه العظيمة، فبعض المسلمين اليوم يفطرون في نهار رمضان عامدين متعمدين، معاندين مصرين، لا يرعون لرمضان عظمة، ولا للمسلمين حرمة، ولا لأنفسهم آخرة ، فالإفطار في رمضان كبيرة من الكبائر العظيمة التى يجب على المسلم التوبة منا قبل فوات الاوان
فالعبد : يتحمّل الجوع، ويتحمل العطش، ويتحمل مر الصبر على الشهوات، كل ذلك يتحمله ويصبر عليه لأجل الله، لأجل الأجر العظيم، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .
إن هؤلاء المفطرين في رمضان لا يرى الواحد منهم شهر رمضان إلا بمنظور ضيق، لا يراه إلا شهرًا سيحرمه من الأكل، سيمنعه من الشرب، سيوقفه عن التدخين، إنه منظور تعيس وشقي، إنه منظور أهل الدنيا، الذين يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا ولكنهم عن الآخرة غافلون.
صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين, آمين, آمين. قال صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل عليه السلام فقال لى: يا محمد, من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: يا محمد, من أدرك شهر رمضان, فمات, فلم يغفر له, فأدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك, فمات فدخل النار, فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين))
عباد الله استغفروا الله يغفر لكم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله اما بعد عباد الله.
فلقد كان الصالحين ــ رحمهم الله ــ يُقبِلون على القرآن في شهر رمضان إقبالًا كبيرًا، ويهتمُّون بِه اهتمامًا عظيمًا، ويتزوَّدون مِن تلاوته كثيرًا، فكان الإمام الشافعي ــ رحمه الله ــ يَختم في اليوم والليلة مِن رمضان ختمتين، وكان الإمام البخاري ــ رحمه الله ــ يقرأ في كل يوم وليلة مِن رمضان ختمة واحدة، وبعض الصالحين كان يَختم كلَّ ثلاثة أيَّام، وبعضهم كان يَختم كل خمسة أيَّام، ومِنهم مَن كان يَختم كل جمعة، وكيف لا يكون هذا هو حالهم مع القرآن، ورمضانُ شهر نُزول القرآن، وشهرُ مدارسة جبريل ــ عليه السلام ــ للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وزمَنُه أفضل الأزمان، والحسنات فيه مُضاعفة،
فَيَا لِسعادة مَن أمسَك بزِمام نفسه في هذا الشهر العظيم المبارك، وشمَّر عن ساعد الجِّد، فسلك بها سَبيل الجنَّة، وجنَّبها سُبل النَّاروالشقاءَ فيها، ويا خسارة مَن سَلك بها طريق المعصية والهَوان، وأورَدَها موارِد الهلاك، وأغضب ربَّه الرحمن، وقد يُسِّرت له الأسباب، فسُلسِلتِ الشياطينُ وصُفِّدت.
فئن كنت تُريد مغفرة الخطايا، فعليك بصوم رمضان، إذ صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
وإنْ كنت تُريد مضاعفة الحسنات، فعليك بالصوم، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي )).
وإنْ كنت تُريد أنْ تكون مِن أهل الجنَّة السُّعداء فلا تَغفل عن صوم رمضان، فقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس في حجَّة الوداع فقال: (( صَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ )).
وإنْ كانت نفسك تَتُوق للمنازل العالية الرَّفيعة، فعليك بصيام رمضان، فقد ثبت أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (( يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ، فَمِمَّنْ أَنَا؟، قَالَ: مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ )).
ومن ترك الصيام ياعباد الله ترك شفاعة الصوم له وبعد عن حب الله له
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصيامُ والقُرآنُ يَشفَعانِ للعَبدِ؛ يقولُ الصيامُ: ربِّ، إنِّي منَعْتُه الطعامَ والشَّهَواتِ بالنَّهارِ فشَفِّعْني فيه، ويقولُ القُرآنُ: منَعْتُه النومَ باللَّيلِ فيُشَفَّعانِ).[٣] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).[٤].
عباد الله مامن يوم جمعة إلا وفيه ساعة استجابة فادعوا الله لعلها تكون هذه الساعة
اللهم يا إله العالمين ياحى ياقيوم يارحمن يا رحيم يا ذا الجلال والإكرام
اللهم إنِّا أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمنا منهُ وما لم نعلمْ، ونعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمنا منهُ وما لم نعلمْ، اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، ونعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ ،ونعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، ونسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لنا خيرًا.
اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان.. اللهم اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة.
اللهم هب لنا نفوسًا راضية وصدورًا من الهموم خالية وقلوبًا بحبك صافية وأتم علينا العافية..
اللهم من كانت له حاجة بيننا فاقضها يارب العالمين
ربى لاتذرنى فردا وأنت خير الوارثين
اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه وارزقنا التوبة النصوحة وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم آتنا فى الدنيا حسنه وفى الاخرة حسنه وقنا عذاب النار. اللهم آمين
هنا أيضًا: خطبة عن استقبال شهر رمضان المبارك