" السلوك الحضاري " علي شيخو يظن بعض الناس أن الحضارة ما هي إلا العمران المدني ...

" السلوك الحضاري " علي شيخو

يظن بعض الناس أن الحضارة ما هي إلا العمران المدني وأن المجتمعات لا تصل الى رقيها الحضاري إلا إذا أتقنت التطبيقات
المدنية وإستخدام الألآت والأدوات ، ولكن تناسوا الأهم
أن التحضر لا يكون إلا بتكامل بني آدم بعضهم مع بعض ، لأن
في تكامل بني آدم تتحقق العدالة في نواحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية .
وأرقى أنواع السلوك الحضاري أن يستحضر الإنسان سلوكه
كفرد وينظر مدى أثر تصرفه على الأخرين ثم أثر مردوده
عليه ، فهذا السلوك الفردي يشعر الإنسان الى تحاشي إلقاء
قمامته في الاماكن التي تضر الناس وكذلك يدفعه الى أن يلتزم بالإنضباط في ظاهرة لا تشهده الإ المجتمع العربي
في طوابير البشر عند ذهابه الى دائرة ما وهي ظاهرة سيئة
وكذلك الإلتزام بأنظمة السير والمرور وغيرها من الظواهر.
وأما مسؤوليته كجماعة أو على المستوى الجماعي أن يستحضر
رقابة الله عليه ويستحضر أنه معاقب أو مثاب ، وما آلت
مجتمعاتنا اليوم من التخلف الحضاري إلأ سببه غياب الشعور
بالرقابة الإلهية وإلقاء المسؤولية بعضهم لبعض ، حتى وصل
الأمر بهم الى هذا الحضيض من العيش .
وبهذه المحاسبة الفردية والجماعية تصل مجتمعنا الى أعلى
مستوى لها في العدالة الإجتماعية والإقتصادية والنواحي
الأخرى ، ويومها تتحقق كرامة الإنسان وتقل الضرر
والجرائم ويتلاشى الفقر وتتحقق نصرة المظلوم .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال( من أحب أن يزحزح عن النار فلتأته منيته وهو
مؤمن بالله واليوم الآخر وليأت الى الناس الذي يحب أن
يؤتى إليه ).
رواه مسلم