الرد على المرتد رشيد حمامي في دعواه حول القرءان يظن هذا السفيه أن إعجاز القرءان في بلاغته فقط ...
الرد على المرتد رشيد حمامي في دعواه حول القرءان
يظن هذا السفيه أن إعجاز القرءان في بلاغته فقط وأنه يستطيع الإتيان بمثله وهو في ذلك واهم لا يتبع إلا الظن ينطبق عليه قول الله تعالى((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِمَا يَفْعَلُونَ )) "يونس , 36"
والحق هو أن القرءان روح من الله أنزله على قلب رسوله فزكاه وجعله آية للناس في استقامته وتقواه وفي ذلك يقول سبحانه ((وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ )) " الشورى , 52 "
فهو الحق المبين جعله الله نورا يهدي به من يشاء من عباده فإذا قرؤه بتدبر وإخلاص يريدون به الأجر والثواب عند الله جعله الله شفاء لما في صدورهم من الباطل ونزولا للسكينة والخشوع فيها حتى تستقيم على الإيمان وصفاته وفي ذلك يقول سبحانه ((يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )) وتزداد إيمانا حتى تكون من الموقنين فينظبق عليها قول الله تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )﴾ [الأنفال: 2 - 4]
قصصه آيات وعبر لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يستطيع الإنس والجن أن يأتوا بمثله لإعجازه وفي ذلك
يقول سبحانه {{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }} " الإسراء , 88 "
يتجلى معنى الإعجاز من هذه الآية وهو كون الإنس والجن عاجزين أن يأتوا بمثل هذا القرآن لأنه كلام الله بل يعجزون أن يأتوا بسورة مثله {{ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }} " يونس . 38 " :
ذلك أن كل سورة من القرآن جعل الله فيها من الخصائص ما يعجز البشر أن يأتوا بمثله وتجتمع هذه الخصائص من كل السور لتشكل علم إعجاز القرآن وهو علم واسع لا يحيط به إلا الله ولا تنقضي عجائبه مع مرور الزمن ولا بانقضائه لأنه قبل الزمن وبعده ونذكر من هذه الخصائص :
أولا : أنه شفاء لما في الصدور من كل ما يعلق بها من الشرك والإلحاد والكبر والحسد والحقد وجميع أمراض القلوب يقول سبحانه {{ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }} " يونس , 57 "
ثم إنه بقراءته تطمئن القلوب وتزداد إيمانا وسعادة وسكينة يقول سبحانه{{ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }} " الرعد , 28 " : قراءة القرءان من أنواع الذكر
ثم إنه يهدي به الله عباده المؤمنين يقول سبحانه {{ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }} " المائدة , 16 "
ثانيا : أنه شفاء للمؤمنين من عدة أمراض كالجنون وغيره وذلك إما عن طريق قراءة آيات مخصوصات منه يقول سبحنه {{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا }} " الإسراء , 82 " أو عن طريق إرشاده إلى الدواء كإرشاده إلى أن العسل فيه شفاء للناس {{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }} "النحل ,69 "
ثالثا : إخباره عن بعض الغيب الذي سيحصل في هذه الدنيا ولو بعد بضع سنين كقوله سبحانه {{ الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) }} " الروم "
الآيات تخبرنا عن نتائج حرب وقعت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بين فارس والروم في منطقة قرب البحر الميت بالشام غُلبت فيها الروم فنزلت الآيات تبشر المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم سيغلبون فارس بعد ذلك في بضع سنين وأن المؤمنين (يعني الصحابة ) سيفرحون يومئذ بنصر الله لهم على الكافرين في الغزوات كصلح الحديبية وفتح خيبر وفتح مكة ثم إن الآية تتضمن إعجازا آخر وهو إخبارها أن المكان الذي غلبت فيه الروم هو أدنى الأرض يعني أخفض منطقة في الأرض وهو أمر لم يعرفه الناس إلا قريبا بواسطة الأقمار الصناعية فلاحظوا أن منطقة البحر الميت هي أخفض منطقة في الأرض والمعركة وقعت بها قريبا من البحر الميت .
وكقوله سبحانه {{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى
وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) }} " سورة الدحان " :
الآيات تخبرنا عن دخان يكون في السماء يأتي على الناس فيغشاهم بعذاب أليم حتى يتركوا الإلحاد وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن ذلك من علامات الساعة أي أنه بين يدي الساعة فحصوله شهادة كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم أنه مؤيد بالوحي من الله وأن القرءان وحي من الله ولعل ما نراه اليوم من دخان السماء في الغلاف الجوي وتأثيره بظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض وساكنها هو بداية إتيانه ليغشى الناس بعذاب أليم حتى يؤمنوا ويتركوا الإلحاد .
رابعا : أن أكثر من ثلثه في العقيدة الصحيحة والكلام عن الله وصفاته وعظمته وأسمائه فلوا اجتمع البشر على أن يأتوا بما أتى به القرءان في ذلك لما استطاعوا من أمثلة ذلك قوله سبحانه {{ حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) }}" غافر"
لآيات تعرفنا على الله أنه أنزل الكتاب وهو العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب ...
ومن المعلوم عند العلماء أن القرءان أتى بعدد كبير من أسماء الله وصفاته وعرَّفنا على مخلوقات عظيمة خلقها الله أعظم مما نرى من السماء والأرض كالعرش وحملته ومن حوله من الملائكة والبيت المعمور والجنة ونعيمها وجهنم وعذابها فلو كان من عند غير الله لما كان أتى بكل ذلك العلم عن الله وصفاته وعظمته وخلقه .
خامسا : أنه على نسق عظيم من البلاغة والإعجاز البياني لكن السفيه رشيد حمامي لا يرى أن القرءان آيات من الله كقوله سبحانه (إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلْخَٰشِعِينَ وَٱلْخَٰشِعَٰتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))
"الأحزاب "
كل هؤلاء آيات من الله فالله سبحانه يحق الحق بكلماته ويصطفي من يشاء من عباده ليجعله آية لكن السفيه رشيد حمامي يظن لجهله أن الآية حصل فيها حشو أو تكرار يصدق فيه قول الله تعالى ((إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20( )) . المدثر
ولا يوجد فيه خلاف ولا تناقض كما يوجد في كلام البشر وكتبهم ولذا يقول سبحانه {{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا }} " النساء , 82 "
سادسا : أنه معجز في تشريعاته فلا يبيح إلا طيبا ولا يحرم إلا خبيثا ولا يأمر إلا بمعروف ولا ينهى إلا عن منكر ويهدي الناس إلى الطرق القويمة والضوابط التي تحفظ لهم إيمانهم وكرامتهم وصحتهم وتبعدهم عن ظلم غيرهم ولذا يقول سبحانه {{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }} " الإسراء , 9 " ثم يصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث {{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث }}
" الأعراف "
ويظهر إعجازه جليا في أن جميع الأمم التي لا تتبع تشريعاته تراها تعيش كالحيوانات بل هي أسفل من ذلك لكثرة عدد الملحدين والمجرمين والجرائم والظالمين فيها وهذا ما يعبر عنه في قوله سبحانه {{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }} " الفرقان , 44 " وقوله {{ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }} " التين , 5 "
وأن من آمن به واتبع منهاجه تراه يعيش حياة طيبة سعيدة يقول سبجانه {{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }} " النحل , 97 "
سابعا : إعجازه العلمي وهو معجزة هذا العصر الذي أصبح أهله قادرون بعلومهم وأجهزتهم على كشف حقائق علمية بعيدة المنال كالتوسع الكوني {{ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }} " الذاريات ,47 " فيجد المسلمون أن هذه الحقائق جاءت في القرءان قبل اكتشافها بأربعة عشر قرنا فيزيدهم ذلك إيمانا وفهما لتلك الآيات التي وردت فيها تلك الحقائق وهذه الحقائق أصبحت علما واسعا تخصص فيه عدد من العلماء وكل منهم ساهم بما فتح الله عليه به لكن بعضهم تسرع في تفسير بعض الآيات فأخطأ في تفسيرها .
ولذا ندعوا للمنهج الصحيح في التفسير الذي يقوم على تفسير القرءان بالقرءان ثم بالحديث الصحيح وعدم التكلم في ذلك بما ليس لنا به علم يقول سبحانه {{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }}
" الإسراء , 36 "
وأن لا نقع في الأخطاء التي وقع فيها بعض السلف الصالح في تفسير بعض الآيات التي لم تكن لهم القدرة على فهمها ففسروها على ما يوافق فهمهم فلما جاء عصرنا عصر الاكتشافات العلمية أصبح تفسيرهم لها عقبة لنا نحن المسلمون في هذا العصر في تقديم تفسيرها الإعجازي لغيرنا من الأمم ونذكر من أمثلة ذلك تفسيرهم للنجم الطارق بأنه عامة النجوم لأنها تطرق ليلا وتفسيرهم هذا لا يوافق سياق الآية ولا معناها لغويا فمعناها لغويا وعلميا أن في السماء نجم طارق وثاقب وهذا النوع من النجوم لم يكتشف إلا حديثا بواسطة المراصد الكونية فلاحظ بها علماء وكالة ناسا وجود نوع من النجوم شديدة الإنضغاط واللمعان مما يجعلها تصدر طرقات متتالية كطرقات الطارق على الباب فسماها بعضهم " النجم النيتروني " وسماها بعضهم " المطارق الكونية " وهذا هو الاسم الصحيح لأنه يوافق نص الآية يقول سبحانه {{وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) }} " الطارق "
ونذكر من أمثلة الإعجاز العلمي في القرءان ما أقسم به الله كشهادة علمية على ذلك كقوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) }} " الواقعة "
الآيات فيها قسم على أن القرءان كتاب كريم منزل من الله ومكتوب عنده في كتاب مكنون : أي اللوح المحفوظ وشهادة علمية في غاية الإعجاز على ذلك لم يكن أحد يعرفها قبل زمن قريب حينما لاحظ علماء الفلك أن الذي نراه لامعا في السماء ليلا ليس النجوم وذلك لاستحالة رؤيتها بالعين المجردة نظرا لبعدها عنا وإنما نراه هو مواقع للنجوم وهو أمر سبقهم القرءان إليه وأقسم به كشهادة علمية على أنه كتاب كريم من الله و محفوظ عنده {{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }}
يقول الدكتور زغلول النجار : وهذا القسم القرآني العظيم بمواقع النجوم يشير إلى سبق القرءان الكريم بالإشارة إلى أحد حقائق الكون المبهرة والتي مؤداها أنه نظرا للأبعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عن أرضنا فإن الإنسان على هذه الأرض لا يرى النجوم أبدا ولكنه يرى مواقع مرت بها النجوم ثم غادرتها
" راجع موقعه عند تفسيره لهذه الآية "
أقول ولعل ما أشاروا إليه من استحالة رؤية النجوم بالعين المجردة على هذه الأرض لبعدها عنا يجعلني أطرح فرضية أخرى لا تخالف نص القرءان
ولا تخالف ما وصلوا إليه من حقائق حول مواقع النجوم وهذه الفرضية هي أن الله لما خلق سماءنا يعني (الغلاف الجوي للأرض ) وزينها بالمصابيح أن تلك المصابيح هي مواقع للنجوم في الغلاف الجوي تزينه وتحفظه من كل شيطان ولعل هذا ما أشارت إليه الآية {{ وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }} " فصلات , 12 "
وكقوله سبحانه {{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) }} " النجم "
الآيات فيها قسم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وأن القرءان وحي من الله أنزل عليه وشهادة علمية في غاية الإعجاز على صدق ذلك فلم يكن أحد يعرف أن النجوم تموت وتتهاوى على نفسها بل لأغرب من ذلك اكتشاف علماء الفلك تهاوي النجم الذي يقترب من الثقوب السوداء بفعل جاذبيتها فيسقط هاويا نحوها بسرعة مذهلة وهو ما عبر عنه القسم {{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى }} " راجع محاضرات الدكتور عبد الدائم الكحيل على موقعه "
وكقوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) }} " التكوير "
الآية فيها قسم بأن القرءان قول رسول كريم : أي جبريل عليه السلام إشارة إلى نزوله به من عند الله على الرسول صلى الله عليه وسلم وشهادة علمية في غاية الإعجاز على ذلك فلم يكن أحد يعرف بوجود الخنس الجواري الكنس قبل نزول هذه الآية فلما تم اكتشاف الثقوب السوداء في عصرنا هذا أدرك العلماء أنها المقصودة في قوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ }} "
يقول الدكتور زغلول النجار الخُنَّس صيغة مبالغة تدل على الطمس الشديد " الْجَوَارِ الْكُنَّسِ " : أي التي تجري في صفحة السماء فتكنسها لما تقوم به من ابتلاع للطاقة والنجوم ثم يقول أن هذا لا ينطبق إلا على الثقوب السوداء وعامة من رأينا من علماء الإعجاز يقولون هذا فمن أين للقرآن بهذا الإعجاز العلمي والدقة في اختيار الألفاظ اللغوية والمعاني الصحيحة التي تكون حقائق علمية يكتشفها الناس فيجدونها على الوجه الذي ذكر القرءان بدقة مذهلة ومعجزة إلا أنه كلام الله الذي أحاط بكل شيء علما .
وكقوله سبحانه {{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14 }} " الطارق "
أصبح معلوما اليوم عند العلماء أهمية الغلاف الجوي لما يقوم به من إرجاع بخار الماء والحرارة وأمواج الاتصالات إلى الأرض وهو ما أقسم به رب العالمين كشهادة علمية على أن القرءان قول فصل أي حق منزل من الله ((وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ))
وبهذا يتبين لنا أن كل سورة من القرءان روح من الله وشفاء لما في الصدور وهدى وعلما يهدي بها الله من يشاء من عباده لذلك فهي معجزة لا يستطيع الإنس والجن الإتيان بمثلها وإن كانت أقصر السور كسورة الكوثر فهي روح من الله وآيات من الهدى والعلم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ:هو الحوض العظيم الذي سيشرب منه المسلمون يوم القيامة بشر الله به رسوله لما كان قدوة في الصبر
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ: يأمره الله بالمحافظة على الصلاة والنحر يوم عيد الأضحى تقربا إلى الله
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ: آية من الله أن كل من يعرف بين الناس بأنه شانئ الرسول فهو أبتر أي مقطوع من رحمة الله ومصيره الهلاك والخسران كأبي جهل وأبا لهب وكعب الأشرف والرسام السويدي الذي مات محترقا في حادث سير .
يظن هذا السفيه أن إعجاز القرءان في بلاغته فقط وأنه يستطيع الإتيان بمثله وهو في ذلك واهم لا يتبع إلا الظن ينطبق عليه قول الله تعالى((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِمَا يَفْعَلُونَ )) "يونس , 36"
والحق هو أن القرءان روح من الله أنزله على قلب رسوله فزكاه وجعله آية للناس في استقامته وتقواه وفي ذلك يقول سبحانه ((وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ )) " الشورى , 52 "
فهو الحق المبين جعله الله نورا يهدي به من يشاء من عباده فإذا قرؤه بتدبر وإخلاص يريدون به الأجر والثواب عند الله جعله الله شفاء لما في صدورهم من الباطل ونزولا للسكينة والخشوع فيها حتى تستقيم على الإيمان وصفاته وفي ذلك يقول سبحانه ((يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )) وتزداد إيمانا حتى تكون من الموقنين فينظبق عليها قول الله تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )﴾ [الأنفال: 2 - 4]
قصصه آيات وعبر لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يستطيع الإنس والجن أن يأتوا بمثله لإعجازه وفي ذلك
يقول سبحانه {{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }} " الإسراء , 88 "
يتجلى معنى الإعجاز من هذه الآية وهو كون الإنس والجن عاجزين أن يأتوا بمثل هذا القرآن لأنه كلام الله بل يعجزون أن يأتوا بسورة مثله {{ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }} " يونس . 38 " :
ذلك أن كل سورة من القرآن جعل الله فيها من الخصائص ما يعجز البشر أن يأتوا بمثله وتجتمع هذه الخصائص من كل السور لتشكل علم إعجاز القرآن وهو علم واسع لا يحيط به إلا الله ولا تنقضي عجائبه مع مرور الزمن ولا بانقضائه لأنه قبل الزمن وبعده ونذكر من هذه الخصائص :
أولا : أنه شفاء لما في الصدور من كل ما يعلق بها من الشرك والإلحاد والكبر والحسد والحقد وجميع أمراض القلوب يقول سبحانه {{ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }} " يونس , 57 "
ثم إنه بقراءته تطمئن القلوب وتزداد إيمانا وسعادة وسكينة يقول سبحانه{{ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }} " الرعد , 28 " : قراءة القرءان من أنواع الذكر
ثم إنه يهدي به الله عباده المؤمنين يقول سبحانه {{ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }} " المائدة , 16 "
ثانيا : أنه شفاء للمؤمنين من عدة أمراض كالجنون وغيره وذلك إما عن طريق قراءة آيات مخصوصات منه يقول سبحنه {{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا }} " الإسراء , 82 " أو عن طريق إرشاده إلى الدواء كإرشاده إلى أن العسل فيه شفاء للناس {{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }} "النحل ,69 "
ثالثا : إخباره عن بعض الغيب الذي سيحصل في هذه الدنيا ولو بعد بضع سنين كقوله سبحانه {{ الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) }} " الروم "
الآيات تخبرنا عن نتائج حرب وقعت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بين فارس والروم في منطقة قرب البحر الميت بالشام غُلبت فيها الروم فنزلت الآيات تبشر المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم سيغلبون فارس بعد ذلك في بضع سنين وأن المؤمنين (يعني الصحابة ) سيفرحون يومئذ بنصر الله لهم على الكافرين في الغزوات كصلح الحديبية وفتح خيبر وفتح مكة ثم إن الآية تتضمن إعجازا آخر وهو إخبارها أن المكان الذي غلبت فيه الروم هو أدنى الأرض يعني أخفض منطقة في الأرض وهو أمر لم يعرفه الناس إلا قريبا بواسطة الأقمار الصناعية فلاحظوا أن منطقة البحر الميت هي أخفض منطقة في الأرض والمعركة وقعت بها قريبا من البحر الميت .
وكقوله سبحانه {{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى
وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) }} " سورة الدحان " :
الآيات تخبرنا عن دخان يكون في السماء يأتي على الناس فيغشاهم بعذاب أليم حتى يتركوا الإلحاد وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن ذلك من علامات الساعة أي أنه بين يدي الساعة فحصوله شهادة كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم أنه مؤيد بالوحي من الله وأن القرءان وحي من الله ولعل ما نراه اليوم من دخان السماء في الغلاف الجوي وتأثيره بظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض وساكنها هو بداية إتيانه ليغشى الناس بعذاب أليم حتى يؤمنوا ويتركوا الإلحاد .
رابعا : أن أكثر من ثلثه في العقيدة الصحيحة والكلام عن الله وصفاته وعظمته وأسمائه فلوا اجتمع البشر على أن يأتوا بما أتى به القرءان في ذلك لما استطاعوا من أمثلة ذلك قوله سبحانه {{ حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) }}" غافر"
لآيات تعرفنا على الله أنه أنزل الكتاب وهو العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب ...
ومن المعلوم عند العلماء أن القرءان أتى بعدد كبير من أسماء الله وصفاته وعرَّفنا على مخلوقات عظيمة خلقها الله أعظم مما نرى من السماء والأرض كالعرش وحملته ومن حوله من الملائكة والبيت المعمور والجنة ونعيمها وجهنم وعذابها فلو كان من عند غير الله لما كان أتى بكل ذلك العلم عن الله وصفاته وعظمته وخلقه .
خامسا : أنه على نسق عظيم من البلاغة والإعجاز البياني لكن السفيه رشيد حمامي لا يرى أن القرءان آيات من الله كقوله سبحانه (إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلْخَٰشِعِينَ وَٱلْخَٰشِعَٰتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))
"الأحزاب "
كل هؤلاء آيات من الله فالله سبحانه يحق الحق بكلماته ويصطفي من يشاء من عباده ليجعله آية لكن السفيه رشيد حمامي يظن لجهله أن الآية حصل فيها حشو أو تكرار يصدق فيه قول الله تعالى ((إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20( )) . المدثر
ولا يوجد فيه خلاف ولا تناقض كما يوجد في كلام البشر وكتبهم ولذا يقول سبحانه {{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا }} " النساء , 82 "
سادسا : أنه معجز في تشريعاته فلا يبيح إلا طيبا ولا يحرم إلا خبيثا ولا يأمر إلا بمعروف ولا ينهى إلا عن منكر ويهدي الناس إلى الطرق القويمة والضوابط التي تحفظ لهم إيمانهم وكرامتهم وصحتهم وتبعدهم عن ظلم غيرهم ولذا يقول سبحانه {{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }} " الإسراء , 9 " ثم يصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث {{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث }}
" الأعراف "
ويظهر إعجازه جليا في أن جميع الأمم التي لا تتبع تشريعاته تراها تعيش كالحيوانات بل هي أسفل من ذلك لكثرة عدد الملحدين والمجرمين والجرائم والظالمين فيها وهذا ما يعبر عنه في قوله سبحانه {{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }} " الفرقان , 44 " وقوله {{ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }} " التين , 5 "
وأن من آمن به واتبع منهاجه تراه يعيش حياة طيبة سعيدة يقول سبجانه {{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }} " النحل , 97 "
سابعا : إعجازه العلمي وهو معجزة هذا العصر الذي أصبح أهله قادرون بعلومهم وأجهزتهم على كشف حقائق علمية بعيدة المنال كالتوسع الكوني {{ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }} " الذاريات ,47 " فيجد المسلمون أن هذه الحقائق جاءت في القرءان قبل اكتشافها بأربعة عشر قرنا فيزيدهم ذلك إيمانا وفهما لتلك الآيات التي وردت فيها تلك الحقائق وهذه الحقائق أصبحت علما واسعا تخصص فيه عدد من العلماء وكل منهم ساهم بما فتح الله عليه به لكن بعضهم تسرع في تفسير بعض الآيات فأخطأ في تفسيرها .
ولذا ندعوا للمنهج الصحيح في التفسير الذي يقوم على تفسير القرءان بالقرءان ثم بالحديث الصحيح وعدم التكلم في ذلك بما ليس لنا به علم يقول سبحانه {{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }}
" الإسراء , 36 "
وأن لا نقع في الأخطاء التي وقع فيها بعض السلف الصالح في تفسير بعض الآيات التي لم تكن لهم القدرة على فهمها ففسروها على ما يوافق فهمهم فلما جاء عصرنا عصر الاكتشافات العلمية أصبح تفسيرهم لها عقبة لنا نحن المسلمون في هذا العصر في تقديم تفسيرها الإعجازي لغيرنا من الأمم ونذكر من أمثلة ذلك تفسيرهم للنجم الطارق بأنه عامة النجوم لأنها تطرق ليلا وتفسيرهم هذا لا يوافق سياق الآية ولا معناها لغويا فمعناها لغويا وعلميا أن في السماء نجم طارق وثاقب وهذا النوع من النجوم لم يكتشف إلا حديثا بواسطة المراصد الكونية فلاحظ بها علماء وكالة ناسا وجود نوع من النجوم شديدة الإنضغاط واللمعان مما يجعلها تصدر طرقات متتالية كطرقات الطارق على الباب فسماها بعضهم " النجم النيتروني " وسماها بعضهم " المطارق الكونية " وهذا هو الاسم الصحيح لأنه يوافق نص الآية يقول سبحانه {{وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) }} " الطارق "
ونذكر من أمثلة الإعجاز العلمي في القرءان ما أقسم به الله كشهادة علمية على ذلك كقوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) }} " الواقعة "
الآيات فيها قسم على أن القرءان كتاب كريم منزل من الله ومكتوب عنده في كتاب مكنون : أي اللوح المحفوظ وشهادة علمية في غاية الإعجاز على ذلك لم يكن أحد يعرفها قبل زمن قريب حينما لاحظ علماء الفلك أن الذي نراه لامعا في السماء ليلا ليس النجوم وذلك لاستحالة رؤيتها بالعين المجردة نظرا لبعدها عنا وإنما نراه هو مواقع للنجوم وهو أمر سبقهم القرءان إليه وأقسم به كشهادة علمية على أنه كتاب كريم من الله و محفوظ عنده {{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }}
يقول الدكتور زغلول النجار : وهذا القسم القرآني العظيم بمواقع النجوم يشير إلى سبق القرءان الكريم بالإشارة إلى أحد حقائق الكون المبهرة والتي مؤداها أنه نظرا للأبعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عن أرضنا فإن الإنسان على هذه الأرض لا يرى النجوم أبدا ولكنه يرى مواقع مرت بها النجوم ثم غادرتها
" راجع موقعه عند تفسيره لهذه الآية "
أقول ولعل ما أشاروا إليه من استحالة رؤية النجوم بالعين المجردة على هذه الأرض لبعدها عنا يجعلني أطرح فرضية أخرى لا تخالف نص القرءان
ولا تخالف ما وصلوا إليه من حقائق حول مواقع النجوم وهذه الفرضية هي أن الله لما خلق سماءنا يعني (الغلاف الجوي للأرض ) وزينها بالمصابيح أن تلك المصابيح هي مواقع للنجوم في الغلاف الجوي تزينه وتحفظه من كل شيطان ولعل هذا ما أشارت إليه الآية {{ وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }} " فصلات , 12 "
وكقوله سبحانه {{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) }} " النجم "
الآيات فيها قسم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وأن القرءان وحي من الله أنزل عليه وشهادة علمية في غاية الإعجاز على صدق ذلك فلم يكن أحد يعرف أن النجوم تموت وتتهاوى على نفسها بل لأغرب من ذلك اكتشاف علماء الفلك تهاوي النجم الذي يقترب من الثقوب السوداء بفعل جاذبيتها فيسقط هاويا نحوها بسرعة مذهلة وهو ما عبر عنه القسم {{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى }} " راجع محاضرات الدكتور عبد الدائم الكحيل على موقعه "
وكقوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) }} " التكوير "
الآية فيها قسم بأن القرءان قول رسول كريم : أي جبريل عليه السلام إشارة إلى نزوله به من عند الله على الرسول صلى الله عليه وسلم وشهادة علمية في غاية الإعجاز على ذلك فلم يكن أحد يعرف بوجود الخنس الجواري الكنس قبل نزول هذه الآية فلما تم اكتشاف الثقوب السوداء في عصرنا هذا أدرك العلماء أنها المقصودة في قوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ }} "
يقول الدكتور زغلول النجار الخُنَّس صيغة مبالغة تدل على الطمس الشديد " الْجَوَارِ الْكُنَّسِ " : أي التي تجري في صفحة السماء فتكنسها لما تقوم به من ابتلاع للطاقة والنجوم ثم يقول أن هذا لا ينطبق إلا على الثقوب السوداء وعامة من رأينا من علماء الإعجاز يقولون هذا فمن أين للقرآن بهذا الإعجاز العلمي والدقة في اختيار الألفاظ اللغوية والمعاني الصحيحة التي تكون حقائق علمية يكتشفها الناس فيجدونها على الوجه الذي ذكر القرءان بدقة مذهلة ومعجزة إلا أنه كلام الله الذي أحاط بكل شيء علما .
وكقوله سبحانه {{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14 }} " الطارق "
أصبح معلوما اليوم عند العلماء أهمية الغلاف الجوي لما يقوم به من إرجاع بخار الماء والحرارة وأمواج الاتصالات إلى الأرض وهو ما أقسم به رب العالمين كشهادة علمية على أن القرءان قول فصل أي حق منزل من الله ((وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ))
وبهذا يتبين لنا أن كل سورة من القرءان روح من الله وشفاء لما في الصدور وهدى وعلما يهدي بها الله من يشاء من عباده لذلك فهي معجزة لا يستطيع الإنس والجن الإتيان بمثلها وإن كانت أقصر السور كسورة الكوثر فهي روح من الله وآيات من الهدى والعلم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ:هو الحوض العظيم الذي سيشرب منه المسلمون يوم القيامة بشر الله به رسوله لما كان قدوة في الصبر
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ: يأمره الله بالمحافظة على الصلاة والنحر يوم عيد الأضحى تقربا إلى الله
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ: آية من الله أن كل من يعرف بين الناس بأنه شانئ الرسول فهو أبتر أي مقطوع من رحمة الله ومصيره الهلاك والخسران كأبي جهل وأبا لهب وكعب الأشرف والرسام السويدي الذي مات محترقا في حادث سير .