باللبن ونحوه، أم من صوفٍ أم شعر إلا أنه غلب في المبني جمعه على بيوتٍ، وفي المنسوج على أبياتٍ، وقد ...

باللبن ونحوه، أم من صوفٍ أم شعر إلا أنه غلب في المبني جمعه على بيوتٍ، وفي المنسوج على أبياتٍ، وقد يجيء عكسه بقلةٍ؛ قال الشاعر: [من الوافر]
208 - على أبياتكم نزل المثاني
*قوله:} في بيوتٍ أذن الله أن ترفع {[النور: 36] عني بها المساجد، ورفعها تعظيمها. وقول من قال: أن تعلو نوع من ذلك، أي لا تمتهن بالاستفال، وقيل: أراد بها بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي حقيقة بذلك، قيل: أريد أهل بيته وقومه، وقيل: إشارة إلى القلب.
*ومنه قول بعض الحكماء في قوله عليه الصلاة والسلام: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة" إنه القلب. وعنى بالكلب الحرص، بدلالة: كلب فلان: اشتد حرصه، وهو أحرص من كلبٍ قاله الراغب وليس بذلك.
قوله:} ولمن دخل بيتي مؤمنًا {[نوح: 28] قيل أراد مسجدي. وقوله:} وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت {[الحج: 26] يعني مكة. وقوله:} رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة {[التحريم: 11] أي اجعل لي فيه مقرًا. وقوله:} واجعلوا بيوتكم قبلًة {[يونس: 87]} وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت {[البقرة: 127]، وكذلك} بالبيت العتيق {[الحج: 29] لأنه عتق من الطوفان أو من الجبابرة.
*وصار "أهل البيت" متعارفًا في آل النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: "سلمان منا أهل البيت" إشارة إلى قوله: مولى القوم منهم.