صرخة ضمير جلست أتأمل أحوال الناس في هذا الزمان ، وما حل بهم من تغيرات وما خبأته لي الأقدار ، ...

صرخة ضمير
جلست أتأمل أحوال الناس في هذا الزمان ، وما حل بهم من تغيرات وما خبأته لي الأقدار ، فانتابني شعور غريب وصوت أيقضني إنه الضمير .
مرت الأيام والسنين ، وجدت نفسي عاجزة لاأدري مابها ، سمعت أصوات ضمائر ميتة تزداد شيئا فشيئا ، فتحت الباب فوجدت الدنيا مظلمة ، مريضة ، تتألم من قسوة الألم عليها ، سقطت على الأرض الخضراء ، واقتربت منها ، فوجدتها تعاني من رأسها إلى قدميها حينها تذكرت الصبا ، أجري وألعب أتحول إلى طائر يحلق بعيدا في فضاء يعمه الصفاء والحب ، حينها تذكرت أباءنا الذين غرسوا لنا ورودا متنوعة بمختلف ألوانها الزاهية وأشكالها البديعة في طريقنا ، نشم رائحتها .
هم الذين منحونا الحب، لنتخطى الصعاب ونقف في وجه الخطأ ، ونعمل لنبدع ولو القليل، علمونا كيف نعشق الحياة ، وأن نعيش في النور بدلا من الظلام ، وأن الحياة ليست أبيض وأسود بل ألوانا مختلفة ولا راحة أو خوف بل أملا يشع من بعيد .
علمونا كيف نكون إنسانين مفيدين، ممتعين مشوقين حكماء وناجحين، محبين وخجولين ومسامحين وودودين، متفائلين مشفقين نسعى إلى مساعدة القريبين منا والبعيدين، لنا أحاسيس وأفئدة تفيض بالمشاعر.
علمونا أن لانيأس ولانغضب ولا نقلق ولا نبغض ولانقلق ولانتوتر ولانحزن ولانكتئب ولا نستسلم.
إن ضمائرنا كانت نورا يضيئ لنا شمعة طريقنا ويكون لنا نعم الرفيق ، وهو الذي يقف بجانبنا نبتسم بحنان وصدق ووفاء .
أي زمن هذا ؟
- إنه زمن مات فيه الضمير وخان فيه الأخ أخيه، وتآمرت فيه جوارحنا على أرواحنا، وطينتنا على طهارتنا.
شيئ محزن !.
هل موت الضمير يصل إلى موت الإنسانية والأخلاق الكريمة، وضياع القيم، وكثرة الفساد


في شتى المجالات ويصبح الفساد ثقافة، وتغفو العقول، وتثور الأحقاد وتتعطل الإنسانية وتفقد حواسها وقيمتها.
أصبحت حياتنا بلا روح ولاطعم كثر الظلم وانتشر الغدروالطمع والكذب والسرقة .
هل يمكن لنا اليوم أن نتخلى على ضمائرنا ؟
ماذا يحدث حين يموت الضمير ؟
هل يصبح كل شيئ مسموح ؟
هل نترك ضمائرنا تداعبها أمواج البحر أمام عظمة البحر ؟
أم نظل شامخين أمام أهواله التي تحاول أن تكسره !.
أم نتسابق من أجل صده متشبثين بشاطئ الأمان !.
تعلمت أن لاأندم على أي إنسان عرفته في حياتى ، وأعيش معهم في هدوء وأستمتع بما في حوزتهم من حقوق بعد أداء للواجبات ، أن أكون غني بإيماني وعزة نفسني وكبريائي التي كنت أتباهى بها دائما .
*******