ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ❗ .. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ...

ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ❗ ..
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ..❓⁉
________________________________
________________________

فضيلة ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ .
--------------------
--------------------------

ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻤﻐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ [ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ]، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻤﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻼﺛﻨﻴﻦ ‏( ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ‏) .

ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺎ ﺳﺒﻖ . ﻭﻳﺘﺒﻘﻰ : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻏﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺷﻮﻗﻬﻢ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺬﻛﺮ ﻣﺎﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ‏( ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ‏) ﻭ ‏( ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻼﺕ ‏) ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ .. ﻓﻘﺪ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ !؟

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ؛
- 1 ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ: ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ‏[ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ 23:‏] ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﺮﺝ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﺣﻜﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﻗﻮﻝ :

-2 ﺃﻥ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ – ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ – ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﻻ ﻳﺸﻮﻗﻬﻦ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻦ ﻣﻨﻪ.

-3 ﺃﻥ ﺷﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻛﺸﻮﻕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻠﻤﺮﺁﺓ – ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ – ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻮّﻕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺬﻛﺮ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﺼﺪﺍﻗﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ : } ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺑﻌﺪﻱ ﻓﺘﻨﺔ ﺃﺿﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ { ‏[ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‏]
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﺸﻮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﻠﻲ ﻳﻔﻮﻕ ﺷﻮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﻣﻤﺎ ﺟﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭﻣﻦ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ ‏[ ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ 18:‏] .

-4 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ: ﺇﻧﻤﺎ ﺫﻛﺮ – ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ ﻷﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺳﻜﺖ ﻋﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻦ ﺃﺯﻭﺍﺝ.. ﺑﻞ ﻟﻬﻦ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ .

** ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬﻲ ...
-1 ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ.

-2 ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﻃﻼﻗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ.

-3 ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ.

-4 ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ.

-5 ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻼ ﺯﻭﺝ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻮﺕ.

-6 ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺘﺘﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪﻩ ﻏﻴﺮﻩ .
** ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ..

-1 ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻓﻬﺬﻩ ﻳﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ – ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ : } ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻋﺰﺏ { ‏[ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ‏] ،
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ: ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ – ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ – ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺰﻭﺟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ.. ﻓﺎﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺼﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻠﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ : ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.

-2 ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻭﻫﻲ ﻣﻄﻠﻘﺔ .

-3 ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ: ﻓﺎﻟﻤﺮﺁﺓ ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺰﻭﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ. ﺃﻱ ﻓﻴﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ .

-4 ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻬﻲ – ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ – ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺗﺖ ﻋﻨﻪ.

-5 ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻬﻲ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ.

-6 ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭﺟﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻵﺧﺮ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺜﺮﻭﺍ ﻟﻘﻮﻟﻪ } : ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻵﺧﺮ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﺎ { ‏[ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ‏] .
ﻭﻟﻘﻮﻝ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ: ‏( ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻼ ﺗﺰﻭﺟﻲ ﺑﻌﺪﻱ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻵﺧﺮ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺤﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻷﻧﻬﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ‏).

ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﺠﻨﺎﺯﺓ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ‏( ﻭﺃﺑﺪﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﺎ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ‏) ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ .. ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻓﺄﻳﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ؟

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ' : ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﺩ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻱ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺑﻌﺖ ﺷﺎﺓ ﺑﺒﻌﻴﺮ ﻣﺜﻼ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﻭﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭﻳﻮﻡ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ، ‏[ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 48: ‏] ، ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺪﺕ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻧﺸﻘﺖ .'

ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ: { ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺘﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ } ... ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻝ : { ﺇﻥ ﺃﻗﻞ ﺳﺄﻛﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ } ‏[ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ‏] ،

ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ‏( ﺯﻭﺟﺘﺎﻥ ‏) ﺃﻱ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ . ﻓﺎﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ – ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ – ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ : ﺃﻱ ﻫﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ : ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻜﺜﺮﺗﻬﻦ .

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ : ‏ ( ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ‏) .

ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻸﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ﻭﺃﻧﻬﻦ – ﺃﻳﻀﺎ – ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﺟﻤﻌﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .

ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ : ﺑﻞ ﻫﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺛﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ – ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ – ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ : { ﺭﺃﻳﺘﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ : }
‏( ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻛﺜﺮ ‏) .

ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ : ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺹ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻴﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﺭﺗﻬﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ : { ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻋﺠﻮﺯ .... ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺧﻠﻬﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻮﻟﻬﻦ ﺃﺑﻜﺎﺭﺍ . } ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺑﺄﺿﻌﺎﻑ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻬﻦ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ‏( ﺇﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺤﺠﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﺃﻫﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ‏) ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻭ ﺑﻌﺪ : ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﻨﺖ ﻟﻜﻦ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻳﻨﺖ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻚ ﻣﻘﺘﺪﺭ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﺮﺗﺤﻞ ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺧﻠﻮﺩﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ – ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ – ﻭﺍﻋﻠﻤﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻬﺮﻫﺎ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻭﺗﺬﻛﺮﻥ ﻗﻮﻟﻪ : { ﺇﺫﺍ ﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺧﻤﺴﻬﺎ ﻭﺻﺎﻣﺖ ﺷﻬﺮﻫﺎ ﻭﺣﺼﻨﺖ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﻭﺃﻃﺎﻋﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﺎ :
ﺍﺩﺧﻠﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺷﺌﺖ . } ‼

ﺭﺏَّ ﺃﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻋﻠـيّ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ .


إعداد : ميار وور دينق .