" أنماط التدين في المجتمعات العربية " علي شيخو إن روح السلبية التي إنتشرت اليوم في المجتمعات ...

" أنماط التدين في المجتمعات العربية " علي شيخو

إن روح السلبية التي إنتشرت اليوم في المجتمعات العربية
والتي أدت الى أن يتحلل الواحد منا من إلتزامات تخدم التغيير فيما تخص حالة المسلم سببه تحكم أنماط معينة
من التدين السلبي في بلدان العالم العربي واهم هذه الأنماط:

* المرجئة او الفكر الإرجائي .
* مقولات القدرية الجبرية .
* التدين الصوفي .

أولا: الفكر الإرجائي تقوم أساس هذا الفكر أنه لايضر مع الإيمان شيء او إخراج العمل من مسمى الإيمان وقد أدى
هذا الفكر بأن خلق في الأمة التفلت الشرعي
ووسع من دائرتها .
لأن اصحاب هذا الفكر يرون أن الإيمان قول باللسان وتصديق
بالقلب يحصرون الإيمان بالتصديق والإقرار فقط ومن خلال
هذا التعريف نسأل ماذا يبقى للإيمان من دور فاعل في الحياة ؟ ثم أليس الإيمان القلبي يستلزم الأعمال الظاهرة ؟
وانا لست في دور تعريف الإيمان والرد لمعتنقي هذه العقيدة لأن هناك من كتب في هذا الموضوع وأزاد ، ولكن اردت فقط ان أبين سلبيتها في اوساط المسلمين.

* النمط الثاني مقولات الجبرية او العقيدة الجبرية .

وهذه العقيدة اليوم مستشرية في أوساط أكثر الناس حتى تمكنت من قلوب عامة المسلمين وولدت آثار شنيعة في صفوفهم ان اصبحت الأمة في حالة " اللأفاعلية " ولبست
حالة الجمود وعدم الحركة وإلغاء قانون السببية : أي ربط
الأسباب بمسبباتها وهذه تنافي العقيدة الإسلامية.
لأن مفهوم " الجبر" هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته
الى الله .
لأن العبد عند هؤلاء مجبور بأفعاله، وسبب إنتشار هذا الفكر
أن أكثر من تولوا حكم بلاد المسلمين كانوا من حملة المنهج
الأشعري فأجتمع لهم قوة السلطان والعلم والناس على دين
ملوكهم ، وأشدها الجبرية المعاصرة التي تهدف الى تسكين
الأمة وإشاعة روح الخذلان واللأمبالاة إتجاه مظاهر الظلم
والإنحراف والإستبداد.

* النمط الثالث " التدين الصوفي " .
وأنا كما قلت لست في صدد بيان متى نشات؟ التصوف او ما هي حقيقتها ؟ غايتي أن أبين فقط السلبية التي طرحته
هذا الفكر المقيت، ذلك بأنه سعى للتحرر من الإرادة البشرية
وجاهد نفسه ليحررها من الطباع الإنسانية ، أي اراد ان يتفلت
من إنسانيته ، وهذا يعطينا الحق في إطلاق وصف الجنون
عليه .
قال الإمام الشافعي رحمه الله : " ما تصوف رجل عاقل قط
وأتت عليه صلاة العصر إلأ وهو مجنون ؟!
لأن العاقل صاحب إرادة وهو صاحب تكليف بإلتزام
الشرع .
والأمر أن هؤلاء قد إستوعبت قطاعات كبيرة من الامة
وليس البسطاء فقط بل ممن ينتمون الى أصحاب فكر .
السلبية التي أضافتها هؤلاء أن جعلوا وظيفة الدين تنحسر
في عبادات فردية التي لا ثمرة لها في نفس المسلم ولا في مجموع الامة ، حتى أنها تنطبق عليهم شعارات :
" دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله "
وأختم كلامي ان الإسلام جاء ليهدي البشر الى المسار الصحيح لكي تستقيم معه الحياة ولن تستقيم حتى تتوافق
مع السنن الإلهية .