* سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ مِنْ خَيْرِ مَا ...

*
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ مِنْ خَيْرِ مَا ظَفِرَ بِهِ الْإِنْسَانُ اللِّسَانُ الْحَسَنُ وَفِي تَرْكِ الْمِرَاءِ رَاحَةُ الْبَدْنِ
.
.
.
.
.
.
.قال الطَّيبي: يعني أفاد قوله (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) في هذا المقام فائدتين:
إحداهما: ما يدل على شجاعته.
والثانية: ما يدل على رفقه، فهو من باب التكميل، قال حكيم:
حليم إذا ما الحلم زين أهله ... مع الحلم في عين العدو مهيب
وقد اجتمع فيه صلوات الله وسلامه عليه هاتان الصفتان يوم أحد حيث ثبت حتى كر إليه أصحابه مع أنه شج وكسرت رباعيته، ثم ما زجرهم ولا عنفهم عن الفرار بل آساهم في الغم كما قال (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ)، وهو المراد بقوله: ربطه على جأشه وتوفيقه للرفق. وفيه أنَّ هذه الآيات من هنا إلى قوله (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ) مرتبط بعضها ببعض، فإن قلت: جعل الله تعالى الرحمة من الله علة لنبيه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه وقد فسرها بأمرين وثانيهما ظاهر المدخل في العلِّية فبيِّنْ وجه الأول؟
قلت: الشجاع من ملك نفسه عند الغضب كما صح في الحديث، فربطُ الله جأشه سببٌ لكسر سورة الغضب الموجب لغلظ القلب والحمل على اللين، فاعجب لشدة هي في الحقيقة لين. اهـ
قال الشيخ سعد الدين: إنما جعل الرفق ولين الجانب مسبباً عن ربط الجأش لأنَّ من ملك نفسه عند الغضب كان كامل الشجاعة. اهـ
قوله: (روي أن قطيفة حمراء فقدت يوم بدر ... )
الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه من حديث ابن عباس).
قوله: (أو ظن به الرماة يوم أحد حين تركوا المركز للغنيمة وقالوا: نخشى أن يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أخذ شيئاً فهو له ولا يقسم الغائم).
زاد في الكشاف عقبه: كما لم يقسم يوم بدر، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألم أعهد إليكم أن لا تتركوا المركز حتى يأتيكم أمري؟