لماذا يصرخ الشباب في عربات المترو ؟ كثيرةٌ هذه المظاهر التي نراها كل يومٍ في محطات حياتنا! ...

لماذا يصرخ الشباب في عربات المترو ؟
كثيرةٌ هذه المظاهر التي نراها كل يومٍ في محطات حياتنا! منها ما يكون جميلًا, وربما الكثير منها غريبًا, حتى يظهر الاندهاش على وجههنا من تلك الممارسات اليومية.
وجميلٌ أن نستيقظ على بهجة وروعة كلام, ونشاهد ما يدخل السرور على قلوبنا, ولكن ما معنى تلك الحماقات التي تقدم كل يوم على أساس من المرح والبهحة؟
شاب يدخل عربة المترو ثم يصرخ بصوت عالٍ قائًلا: أنا نازل يا جماعة .
شاب أخر يقلد المتسولين ليطلب من الناس مبلغ كبير لشراء جهاز الأيفون .
ورجل كبير يقلد القردة في العربة أمام الرجل والنساء والشباب ومنهم من يمارس رياضة الضغط على الأرض والقطار يسير.
وكم رأينا شاب يضرب آخر على وجهه أو قفاه لمجرد أنه يسير بجوار عربة المترو.
هذه المواقف في قطارات مترو الأنفاق, وأعني به أننا لم نخرج الآن إلى المساحات الشاسعة والمنتديات والأماكن العامة حتى نشاهد مزيدًا من تلك التصرفات السلبية على رأي الأدباء والتي يسميها العلماء بالتصرفات المحرمة.
وهنا في الأماكن الواسعة تسيطر حالة من الفكاهة التي لا تعرف طعم الفكاهة ولا المرح, ومقدموها يعتقدون أنها فقرة للترفيه وما هي للترفية بل هي محرمة في الإسلام, وهذا الفن الجديد الذي ظهر على الساحة يسمى ( المقالب ).
تلك الحماقة التي تلبس ثوب الفكاهة, والعديد منها سمج, جاهل يقدم لنا تخلفًا على ما نعانيه من هذا التخلف في هذه الحقبة التي نحياها, ما معنى أن يأتي رجلًا بتمساح صغير يلقيه على الناس, والناس في زعر , وهم أنواع: منهم الشاتم والقاذف, ومنهم المرعوب المستنجد, ومنهن الحامل والله أعلم بها, ومنهن الصارخة السابة القبيحة.
وشاب يسب الناس في الشارع, وآخر يقذف الناس بالحلوى, وآخر يحرق لمسنٍ جريدته, ومنهم من يمزق للآخر قميصه, وأشكال تفسر لنا تلك الحالة التي نعيشها.
والذي أراه والأمر قابل للنقاش والملاحظة أن أسباب هذه الظاهرة أمور :
1. الفراغ الرهيب الذي يحيا فيه هذا الشباب حتى لو ظهر الانشغال وفرق بين الانشغال الهادف البناء وبين غيره مما يبنى عقلية ضعيفة تظهر معنى هذا الفراغ.
2. عدم التوعية من الأباء للأبناء, بل نرى الأباء مشغولين بتلك التفاهات وربما حاكوها - من المحاكاة والمماثلة – في الأبناء وتفاخروا بها ومجدوا من فعلها.
3. الأخطر في تقديري وهو جذب المال من تلك التفاهات, وهو موضوع خطير يحتاج إلى تأمل, ونسأل من وراء إزكاء روح التفاهة وتعظيم الجهل واحتقار العلم ونشر إكذوبة تقول أن الشخص الناجح هو الذي يصل إلى الجماهير.
4. غياب الحلال والحرام في بيوت كثير من المسلمين, ولا أقول أنه لابد من المنع ولكن لابد من التوعية الدينية مع التوعية الحياتية التي نمارسها, والفرق بين التوعية الدينية وغيرها أنه ربما تربى الإنسان على الآداب والذوق والتقاليد والحياء من دون علم بالحلال والحرام وهو حسن وجميل, ولكن لابد من معرفة الأحكام الإسلامية .
وهناك العديد من الأسباب المفسرة لتلك الظاهرة التي صارت تشكل وعيًا جديدًا في أذهان المسلمين.
وأقول لهذا المدرس الذي جلب صاحب التفاهة ليقدم أمام طلاب الثانوية العامة هذا النموذج التائه الضائع كيف صار نجمًا في ساعة وهم ينفقون الأموال الطائلة وينفقون العمر في التعليم أقول له أنت آثم وقد ارتكبت جريمة في حق الإسلام وفي حق العلم .
وحال كثيرٍ من هؤلاء قوله تعالى ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ .
هذه الظاهرة تؤثر على الأطفال وتقدم لهم نموذجًا مخالفًا لتعاليم الإسلام في الحياء والمحافظة على مشاعر الآخرين فضلًا عن الجد والسعي الدؤوب لتحمل هذه المسئولية والأمانة لا كما تقدم هذه التفاهة وربما تشاهد الزوج والزوجة يصوران مقاطع تدل على برودة طبع وقله حياء.
وعلى هذا لابد من التوجيه والتوعية لنا جيمعًا وعدم ترك المقالب تربي الأبناء لأن في هذا خطرًا جديدًا على المسلمين .