أوّل من أطلق عبارة "ثالث الحَرمَين" على المسجد #الأقصى - كما ذكر بعض أهل العلم - هو محي الدين محمد ...

أوّل من أطلق عبارة "ثالث الحَرمَين" على المسجد #الأقصى - كما ذكر بعض أهل العلم - هو محي الدين محمد بن زكي الدين (ت:٥٩٨) في أول خطبة جمعة أُلقيتْ بعد تحرير الأقصى من الصليبيين على يد صلاح الدّين الأيّوبي، وكانت في الرابع من شهر شعبان سنة ٥٨٣، ثم أخذها الناس عنه وتناقلوها بعده، فمن سوّغ إطلاقها قال: قد تقرر - في علم البيان -
أنّ المعدود المضاف إذا كان من جِنس العدد قيل في عَدّه: ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة.. وهكذا، وإذا لم يكن من جِنس العدد قيل فيه: ثالث اثنين، ورابع ثلاثة، وخامس أربعة.. وهكذا، فمن الأول قوله تعالى: (ثاني اثنين) و قوله: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)، ومن الثاني قوله: (مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولاخمسة إلا هو سادسهم)، وقوله: (خمسة وسادسهم كلبهم)؛ وبناء عليه فلما كان المسجد الأقصى عَريًّا عن وصْف الحُرمة صح أن يقال فيه: ثالث الحرمين، بملاحظة هذا المعنى؛ إذ لو كان حرمًا لقيل فيه: "ثالث الحَرم"، لا "ثالث الحرمين"، ومن منع من إطلاق هذه العبارة (ثالث الحرمين)، فإنما منع منها لأمرين:
الأول: عدم وجودها في ألفاظ السلف.
الثاني -وهو الأهم-: الإيهام الحاصل فيها؛ فكثير ممن يسمع هذه العبارة - وقد يكون من الخواص- يَفهم منها أن المسجد الأقصى حَرَمٌ كمسجد مكة والمدينة.
قال ابن تيمية: "والأقصى: اسم للمسجد كله، ولا يُسمى هو ولا غيره حرمًا، وإنما الحرم مكة والمدينة خاصة"، والله أعلم.

بشير السالمي