-458 قال ذو النون أردت الخروج إلى بيت الله الحرام، فإذا أنا في الطريق بفتى2 قد افترش التراب ...


-458
قال ذو النون أردت الخروج إلى بيت الله الحرام، فإذا أنا في الطريق بفتى2 قد افترش التراب وتوسده، وهو يئن أنيناً شديداً، فقلت لرفيق3 كان معي: مر بنا نعود هذا العليل4، فقال ما هو عليل5، بل هو عبيد المجنون6، فعدلت إليه7، فإذا عليه8 جبة صوف خلق: قد أدخل رأسه9 في جيبها10، وهو يبكي11 ويقول:
يا طبيب السقام داوي اعتلالي ... فعليل الفؤاد ليس يعاد
حلف السقم لا يزايل قلبي ... أيزور الفؤاد مني اللحادا
ثم قال عجبت ممن خلقه الله بشرياً سوياً، وجعل له عقلاً سنياً، وبصراً مضياً، كيف تهدي جوارحه، وكيف لا تنوح
جوانحه، ثم بكر وقال:
قطعوا الليالي في الظلام فأعقبوا ... يوم المعاد تحيةً وسلاما