سيكون ۔ قال ذو النون جَنَّني الليلُ في سواد نيل، فنمتُ بين زرعها، وإذا بامرأةٍ سوداء قد أقبلت ...

سيكون
۔
قال ذو النون جَنَّني الليلُ في سواد نيل، فنمتُ بين زرعها، وإذا بامرأةٍ سوداء قد أقبلت فأخذت سنبلةً ففركتها، ثم بكت، وقالت: يا من بذره حبًّا في أرضٍ يابسةٍ ولم
يكُ شيئًا، ثمَّ صيَّرتَهُ حشيشًا، ثم جعلتَه عودًا قائمًا، ثم رَكَّبتَ عليه حبًّا متراكبًا، وكَوَّنته بتكوينك، وأنتَ على كلِّ شيءٍ قدير، ثم قالت: عجبتُ لمن هذه قدرته كيف يُعْصَى؟ ! ولمن هذه صنعتُه كيف لا يُطَاع؟ ! ولمن هذه مشيئته كيف يشتكى؟ ! فدنوتُ منها وقلت: من يشكو؟ قالت: أنتَ يا ثوبان، إذا مرضتَ فلا تشكُ علَّتكَ إلى مخلوقٍ مثلك، واطلب دواءك ممن ابتلاك، ثمَّ ولَّت وهي تقول: لا حاجةَ لي في مناظرة البطَّالين، وأنشدت: [من الطويل]