وقيل: إن بعض الصالحين (تعرضت5 له6) امرأة7 في طريقه فلم يلتفت إليها، فلما كان الليل كتبت له رقعة ...

وقيل: إن بعض الصالحين (تعرضت5 له6) امرأة7 في طريقه فلم يلتفت إليها، فلما كان الليل كتبت له رقعة وهي تقول فيها: الله الله في أمري، فكل عضو مني مشغول بحبك فلما وقف على الرقعة تشوش باطنه. وكتب إليها: إن الله تعالى إذا عصاه العبد أول مرة حلم عليه، وإذا عصاه ثاني مرة ستره، وإذا عصاه ثالث مرة غضب عليه غضباً تضيق منه السموات والأرض، فمن ذا يطيق غضب الله سبحانه وتعالى. فلما وقفت على الرقعة لزمت بيتها وتابت إلى الله تعالى.۔




-1-301-حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكِّرِ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَالَ ذُو النُّونِ لِفَتًى مِنَ النُّسَّاكِ: يَا فَتًى، خُذْ لِنَفْسِكَ بِسِلَاحِ الْمَلَامَةِ، وَاقْمَعْهَا بَرَدِّ الْظَلَامَةِ تَلْبَسْ غَدًا سَرَابِيلَ السَّلَامَةِ، وَاقْصُرْهَا فِي رَوْضَةِ الْأَمَانِ وَذَوِّقْهَا مَضَضَ فَرَائِضِ الْإِيمَانِ تَظْفَرْ بِنَعِيمِ الْجِنَّانِ، وَجَرِّعْهَا كَأْسَ الصَّبْرِ، وَوَطِّنْهَا عَلَى الْفَقْرِ حَتَّى تَكُونَ تَامَّ الْأَمْرِ. فَقَالَ لَهُ الْفَتَى: وَأَيُّ نَفْسٍ تَقْوَى عَلَى هَذَا؟ فَقَالَ: نَفْسٌ عَلَى الْجُوعِ صَبَرَتْ، وَفِي سِرْبَالِ الظَّلَامِ خَطَرَتْ، نَفْسٌ ابْتَاعَتِ الْآخِرَةَ بِالدُّنْيَا بِلَا شَرْطٍ وَلَا ثُنْيَا، نَفْسٌ تَدَرَّعَتْ رَهْبَانِيَّةَ الْقَلَقِ، وَرَعَتِ الدُّجَى إِلَى وَاضِحِ الْفَلَقِ، فَمَا ظَنُّكَ بِنَفْسٍ فِي وَادِي الْحَنَادِسِ سَلَكَتْ وَهَجَرَتِ اللَّذَّاتِ فَمَلَكَتْ، وَإِلَى الْآخِرَةِ نَظَرَتْ، وَإِلَى الْعَيْنَاءِ أَبْصَرَتْ وَعَنِ
الذُّنُوبِ أَقْصَرَتْ، وَعَلَى الذَّرِّ مِنَ الْقُوتِ اقْتَصَرَتْ، وَلِجُيُوشِ الْهَوَى قَهَرَتْ، وَفِي ظُلَمِ الدَّيَاجِي سَهِرَتْ، فَهِيَ بِقِنَاعِ الشَّوْقِ مُخْتَمِرَةٌ وَإِلَى عَزِيزِهَا فِي ظُلَمِ الدُّجَا مُشْتَمِرَةٌ، قَدْ نَبَذَتِ الْمَعَايِشَ وَرَعَتِ الْحَشَايِشَ، هَذِهِ نَفْسٌ خَدُومٌ عَمِلَتْ لِيَوْمِ الْقُدُومِ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ الْحَيِّ الْقَ