دائمََا ما نسمع ” وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ ” لحثِ الشّباب ع عدم العبث بالفتيات و ...

دائمََا ما نسمع ” وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ ” لحثِ الشّباب ع عدم العبث بالفتيات و المُسارعة في خِطبتهنَّ من أهلهنَّ ؛ فضلًا عن جذبهنَّ للحرام و إيقاعهنَّ في خيانةِ أهلهنَّ .
لكن ،، هل هذا هو المقصد الحقيقي من الٱية أم لها قصة ؟؟

بداية تلك الٱية ، يقول تعالى :
” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” ، [البقرة:١٨٩] .
إذًا فهي تتعلّق بالحج !
قُريش كانت بعد عودتها من الحج أو السَّفر تدخل البُيوت من ظُهورها ظنًا منهم أنَّه تقرّب لله ، فأخبرهم الله - بعد أن أسلموا - أنَّ التقرّب له يكون بتقواه - عِبادته بحق - ، و أمرهم أن يُخالفوا عادات الجاهلية و يدخلوا بُيوتهم من أبوابها .

قال الحسن البصريّ :
” كان أقوام من أهلِ الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرًا و خرج من بيته يُريد سفره الذي خرج له ، ثم بدا له بعد خُروجه أن يُقيم و يدع سفره ، لم يدخل البيت من بابه ، و لكن يتسوّره من قِبل ظهره ، فقال الله تعالى : ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها [ ولكن البر من اتقى ] ) الآية ” ،، [ تفسير ابن كثير ، الإستزادة في أول تعليق ] .

جميلٌ أن نستشهد بٱية في حدث موافق لظاهر نصّها ، لكن الأجمل أن نعرف مُناسبتها له في المعنى .