#خطبة_قصيرة وقفات مع محاسبة النفس في بداية العام الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا, ...
#خطبة_قصيرة
وقفات مع محاسبة النفس في بداية العام
الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا, وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, ومنه المبتدأ وإليه المنتهى والمآب, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من تعبد لله وأناب, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب.
أيها المسلمون الموحدون:
ما أحوجنا أن نقف مع أنفسنا وقفاتٍ في زمن الفتن لمحاسبتها عن كل تقصير؛ حتى يخفِّفَ عنا ربنا ما نحن فيه من البلاء والمصائب، وحتى نسعد ذلك اليوم!
رُويَ أن الحسن البصري رحمه الله يقول: "ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادَى: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوَّدْ مني بعمل صالح؛ فإني لا أعود إلى يوم القيامة".
دنياك مدرسة والكل مُنتسب
يا حظَّ من قال فيها ربي اللهُ
دنياك مدرسة والكل مُمتَحَن
طوبى لمجتهد قد وفَّقه اللهُ
دنياك مدرسة طلابها رُتَبٌ
فاحرص على رتبة يرضى بها اللهُ
دنياك مدرسة تبدو نتائجها
لا ظلمَ فيها لأن الحاكم اللهُ
قال الفضيل بن عياض: "من حاسب نفسه قبل أن يُحاسَب، خفَّ في القيامة حسابه، وحضر عن السؤال جوابه، وحسُنَ منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه، دامت حَسَرَاتُهُ، وطالت في عَرَصَاتِ القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزيِ والمَقْتِ سيئاته، وأكْيَسُ الناس من دان نفسه وحاسبها وعاتبها، وعمِل لِما بعد الموت، واشتغل بعيوبه وإصلاحها".
ينبغي للمسلم أن يكون شعاره شعار الفاروق عمر: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا ...".
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبادر بالأعمال قبل أن يفاجَأنا هذا اليوم؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال سبعًا؛ هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا، أو غِنًى مُطغيًا، أو مرضًا مُفسدًا، أو هِرَمًا مُفنِّدًا، أو موتًا مُجهِزًا، أو الدجال؛ فشرُّ غائبٍ يُنتظَر، أو الساعة؛ فالساعة أدهى وأمَرُّ؟))؛ [الترمذي في سننه].
قال ميمون بن مهران: "لا يكون العبد من المتقين، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبته لشريكه".
كان داود الطائي يحاسب نفسه قائلًا: "يا داود، من خاف الوعيد، قصر عليه البعيد، ومن طال أمله، قصر عمره، وكل ما هو آتٍ قريبٌ، واعلم يا داود أن كل شيء يشغلك عن ربك، فهو عليك مشؤومٌ، واعلم يا داود أن أهل الدنيا جميعًا من أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون، ويحزنون بما يقصرون".
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 53 - 56].
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا أيها الباكي على أقاربه الأموات، ابْكِ على نفسك؛ فالماضي قد فات، وتأهب لنزول البلايا والآفات.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "ابكِ على نفسك قبل أن يُبكى عليك، وتفكَّر في سهم صُوِّب إليك، وإذا رأيت جنازة، فاحسبها أنت، وإذا عاينتَ قبرًا، فتوهَّمْه قبرك".
وقفات مع محاسبة النفس في بداية العام
الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا, وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, ومنه المبتدأ وإليه المنتهى والمآب, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من تعبد لله وأناب, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب.
أيها المسلمون الموحدون:
ما أحوجنا أن نقف مع أنفسنا وقفاتٍ في زمن الفتن لمحاسبتها عن كل تقصير؛ حتى يخفِّفَ عنا ربنا ما نحن فيه من البلاء والمصائب، وحتى نسعد ذلك اليوم!
رُويَ أن الحسن البصري رحمه الله يقول: "ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادَى: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوَّدْ مني بعمل صالح؛ فإني لا أعود إلى يوم القيامة".
دنياك مدرسة والكل مُنتسب
يا حظَّ من قال فيها ربي اللهُ
دنياك مدرسة والكل مُمتَحَن
طوبى لمجتهد قد وفَّقه اللهُ
دنياك مدرسة طلابها رُتَبٌ
فاحرص على رتبة يرضى بها اللهُ
دنياك مدرسة تبدو نتائجها
لا ظلمَ فيها لأن الحاكم اللهُ
قال الفضيل بن عياض: "من حاسب نفسه قبل أن يُحاسَب، خفَّ في القيامة حسابه، وحضر عن السؤال جوابه، وحسُنَ منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه، دامت حَسَرَاتُهُ، وطالت في عَرَصَاتِ القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزيِ والمَقْتِ سيئاته، وأكْيَسُ الناس من دان نفسه وحاسبها وعاتبها، وعمِل لِما بعد الموت، واشتغل بعيوبه وإصلاحها".
ينبغي للمسلم أن يكون شعاره شعار الفاروق عمر: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا ...".
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبادر بالأعمال قبل أن يفاجَأنا هذا اليوم؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال سبعًا؛ هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا، أو غِنًى مُطغيًا، أو مرضًا مُفسدًا، أو هِرَمًا مُفنِّدًا، أو موتًا مُجهِزًا، أو الدجال؛ فشرُّ غائبٍ يُنتظَر، أو الساعة؛ فالساعة أدهى وأمَرُّ؟))؛ [الترمذي في سننه].
قال ميمون بن مهران: "لا يكون العبد من المتقين، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبته لشريكه".
كان داود الطائي يحاسب نفسه قائلًا: "يا داود، من خاف الوعيد، قصر عليه البعيد، ومن طال أمله، قصر عمره، وكل ما هو آتٍ قريبٌ، واعلم يا داود أن كل شيء يشغلك عن ربك، فهو عليك مشؤومٌ، واعلم يا داود أن أهل الدنيا جميعًا من أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون، ويحزنون بما يقصرون".
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 53 - 56].
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا أيها الباكي على أقاربه الأموات، ابْكِ على نفسك؛ فالماضي قد فات، وتأهب لنزول البلايا والآفات.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "ابكِ على نفسك قبل أن يُبكى عليك، وتفكَّر في سهم صُوِّب إليك، وإذا رأيت جنازة، فاحسبها أنت، وإذا عاينتَ قبرًا، فتوهَّمْه قبرك".