من أهم ثمار تحقيق الأخوة الإيمانية إنّ من ثمار تحقيق وإحياء هذه الرابطة الربانية، أن ينصر المسلم ...

من أهم ثمار تحقيق الأخوة الإيمانية

إنّ من ثمار تحقيق وإحياء هذه الرابطة الربانية، أن ينصر المسلم أخاه المسلم، فلا يخذله ولا يسلمه، بل يشدّ من عضده، ويقويه إذا ضعف، ويعينه إذا احتاج، وينصره إذا ظُلم، وينصحه إذا غلِط، وما أعظم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ)، فهذا الحديث يُوضح بجلاء حقيقة الأمة الواحدة، وكيف تكون الأخوّة الإيمانية تلك الرابطة العظيمة، العابرة للأعراق والألوان والأوطان.

وقد كان المجاهدون خير من امتثل هذه الأخوّة الايمانية وخير من أعطاها حقها، فجادوا وبذلوا دماءهم ذودا ودفاعا عن إخوانهم المسلمين في كل مكان، وما تركوا وسيلة لنصرتهم ورفع الظلم عنهم إلا فعلوا، كما امتثلوا وطبقوا هذه الرابطة الايمانية فيما بينهم فكانت حياتهم تنبض بالمحبة والتآخي، فجمعوا بذلك بين العيش والموت في ظلال هذه الرابطة الإيمانية المقدسة، ولن يصلح حال المسلمين بغير ذلك ولن يجمع المسلمين شيء سوى رابطة العقيدة، كما لم يفرقهم ويمزقهم شيء كمثل روابط الجاهلية التي جعلتهم شيعا وأحزابا، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}..

[ أفتتاحية النبأ "يشدّ بعضُه بعضا"438]