فلسطين ثكلى ما الذي أنت صانع؟ أمِن فقدِ ليلى أنتَ بِالْمَوتِ قَانِعُ؟ أم الشوق للمولى بقلبك ...

فلسطين ثكلى ما الذي أنت صانع؟

أمِن فقدِ ليلى أنتَ بِالْمَوتِ قَانِعُ؟
أم الشوق للمولى بقلبك واسعُ؟

أم الدّينَ جَثّامَ بِصَدركَ إِنَّهَ
لَهُ غُصْةٌ تَنهَالُ مِنهَا الْمَدَامِعَ؟!

أم الموت - إن الموتَ حَقٌّ وَرُودُهُ
تَخَطَّفَ مَنْ تَهوَاهُ فالقلبُ صَادِعُ

أم استعبرت عينيك أحداثُ غزة
فَوَاهَا لَـهَا كَمْ أَغرَقَتِهَا فَجَائِعُ

تَنَادِي بَنَاتُ الْقُدْسِ هَلْ مِنْ أَخٍ لَنَا
يُجَالِدُ عَنْ حَرَمَاتِنَا وَيُدَافِعُ!؟

تَنَادِي وَجَمْرُ الْحُزْنِ يَفْرِي بِقَلْبِهَا
أيا جارنا جارت عَلَيْنَا الْمَدَافِعَ!

سمعت أزيز الطَّائِرَاتِ فَأظرمَتْ
على كبدي نارٌ مِنَ الْقَلْبِ رَاتِعُ

فَيَا أَيُّهَا الْحَرُّ الْمُفَدَّى سَمَاحَةً
فَلَسْطِينَ ثكلّى مَا الَّذِي أَنْتَ صَانِعُ؟

فَلَسْطِينَ يدمَى جَرْحَهَا وَأَنِينُهَا
يُذِيبَ الْحَشَا، هَلْ أَنْتَ رَائٍ وَسَامِعُ؟

أخُوكَ عَلَى مَسْرَى رَسُولِكَ صَارخ
بنصرك يا سِبْطَ الْمَكَارِمِ طَامِعُ

أَيَا لَهْفَ قلبي كَيْفَ تُخذَلُ غَزْةُ
وَمِنْ دُونِهَا إِخْوَانَهَا وَالطَّلَائِعُ

يَقُولُونَ لِي قَاطِعُ يَهودًا تَجَبَّرُوا
وَمَنْ نَصَرُوهُمْ وَاصْطَفُوهُمْ وَبَايَعُوا

فَإِن كَانَ كَلُّ العَرَبِ شَدُّوا رِحَالَهُمْ
إليهم، فقُل لِي يَا تُرَى مَن أَقَاطِعَ؟

أَلَا قَطَّعَ اللَّهُ الْعَظِيمُ وَصَالَهُمْ
وَفُكّ عُرَاهُمْ مَنْ لَهُ الْكُلَّ خَاضِع

• شعر: أبي عبد الرحمن الأموي (حفظه الله تعالى)