حتى يغيروا ما بأنفسهم حتى يتحقق موعود الله عز وجل، لا بدَّ من تحقيق سنة التغيير، فالله عز وجل لا ...

حتى يغيروا ما بأنفسهم

حتى يتحقق موعود الله عز وجل، لا بدَّ من تحقيق سنة التغيير، فالله عز وجل لا يغيّر حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ ويبدأ التغيير من النفس بأن يتفقد المرء نفسه التي بين جنبيه ويصلح ما أفسد ويزيد فيما أحسن، قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } [الرعد]، تم يسعى جاهدا لإصلاح واقعه وما حوله بالسبل المشروعة قولا وعملا، دعوةً وجهادا، لقوله سبحانه: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } [هود]، ومصلحون يعني أصلحوا أنفسهم ومن حولهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسعوا في إصلاح واقعهم وتغييره وفق شرع الله تعالى، وتحقيقُ التوحيد لله والجهاد في سبيله والثبات عليه وتجديد التوبة والتحلل من المظالم وإقامة القسط؛ كلها من التغيير المحمود الذي يستجلب به المؤمن معية الله تعالى وتأييده.

افتتاحية النبأ "تواصوا وتذاكروا" 437