معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ ...
معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
• في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ أن تسود الأهواء، ومن هجر السّنّة لا بدّ له أن يتّبع البدعة، ولمّا كانت شريعة الله كاملةً تامّةً، وسنّة نبيّه بيضاء نقيّةً لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فإنّ الله عزّ وجلّ ما فرّط في الكتاب من شيءٍ، وما ترك لبني آدم أمراً من أمور دينهم -مهما صغُر- ليسيروا عليه بأهوائهم، أو يبتدعوا فيه ما شاؤوا، فكيف بأمرٍ هو من أعظم الأمور، وهو الجماعة؟
فقد جعل الله عزّ وجلّ من نصب الإمام السّنّي وطاعته في المعروف أساساً لجمع المسلمين على كلمة الحقّ، وفي ظلّ غياب الإمام الجامع للأمّة، ظهر "الأمراء"وقوي شأنهم، حتّى صاروا في أذهان أتباع كلٍّ منهم يَحلّون محلّ الإمام العامّ للمسلمين رغم كثرتهم، فكلٌّ منهم يأخذ صفة الإمام داخل فصيله أو كتيبته أو تنظيمه، أو في المنطقة التي يسيطر عليها، فيأخذ لنفسه البيعة العامّة، رغم أنّهم يدّعون أنّ بيعاتهم بيعات قتال، فيُلزمون المبايعين بعدم الخروج من الفصيل أو التّنظيم إلا أن يروا من"الأمير - الإمام" الكفر البواح، حتّى لو وجد فصيلاً خيراً من فصيله، أو حتّى لو وُجد الإمام العامّ لجماعة المسلمين، وفي ظل تقمّص كلٍّ من أمراء الفصائل الموجودة في الشّام لدور الإمام العامّ، وفي ظلّ عدائهم وحربهم على الإمام الشّرعيّ الشّيخ أبي بكرٍ البغداديّ تقبله الله، لم يكن من الممكن لهذه الفصائل والتّنظيمات أن ترضى باتّباع الطّريقة الشّرعيّة في التوحّد والاجتماع رغم ادّعاءاتهم الدّائمة بحرصهم عليهما، ودعوتهم إليهما، وكان البديل أن تُبتدع طرقٌ جديدةٌ لجمع صفوفهم، وحشد طاقاتهم، وحلّ المشكلات النّاجمة عن تفرّقهم وتنازعهم، وكما هي الحالة في كلّ أهل البدع، فإنّهم لا يمكن أن يتّفقوا على بدعةٍ واحدةٍ، وإنّما يبتدع كلٌّ منهم بدعةً على هواه ثمّ يدعو النّاس أو يلجئهم إليها، ولا يمكن أن يتّبع بدعة غيره.
المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
• في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ أن تسود الأهواء، ومن هجر السّنّة لا بدّ له أن يتّبع البدعة، ولمّا كانت شريعة الله كاملةً تامّةً، وسنّة نبيّه بيضاء نقيّةً لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فإنّ الله عزّ وجلّ ما فرّط في الكتاب من شيءٍ، وما ترك لبني آدم أمراً من أمور دينهم -مهما صغُر- ليسيروا عليه بأهوائهم، أو يبتدعوا فيه ما شاؤوا، فكيف بأمرٍ هو من أعظم الأمور، وهو الجماعة؟
فقد جعل الله عزّ وجلّ من نصب الإمام السّنّي وطاعته في المعروف أساساً لجمع المسلمين على كلمة الحقّ، وفي ظلّ غياب الإمام الجامع للأمّة، ظهر "الأمراء"وقوي شأنهم، حتّى صاروا في أذهان أتباع كلٍّ منهم يَحلّون محلّ الإمام العامّ للمسلمين رغم كثرتهم، فكلٌّ منهم يأخذ صفة الإمام داخل فصيله أو كتيبته أو تنظيمه، أو في المنطقة التي يسيطر عليها، فيأخذ لنفسه البيعة العامّة، رغم أنّهم يدّعون أنّ بيعاتهم بيعات قتال، فيُلزمون المبايعين بعدم الخروج من الفصيل أو التّنظيم إلا أن يروا من"الأمير - الإمام" الكفر البواح، حتّى لو وجد فصيلاً خيراً من فصيله، أو حتّى لو وُجد الإمام العامّ لجماعة المسلمين، وفي ظل تقمّص كلٍّ من أمراء الفصائل الموجودة في الشّام لدور الإمام العامّ، وفي ظلّ عدائهم وحربهم على الإمام الشّرعيّ الشّيخ أبي بكرٍ البغداديّ تقبله الله، لم يكن من الممكن لهذه الفصائل والتّنظيمات أن ترضى باتّباع الطّريقة الشّرعيّة في التوحّد والاجتماع رغم ادّعاءاتهم الدّائمة بحرصهم عليهما، ودعوتهم إليهما، وكان البديل أن تُبتدع طرقٌ جديدةٌ لجمع صفوفهم، وحشد طاقاتهم، وحلّ المشكلات النّاجمة عن تفرّقهم وتنازعهم، وكما هي الحالة في كلّ أهل البدع، فإنّهم لا يمكن أن يتّفقوا على بدعةٍ واحدةٍ، وإنّما يبتدع كلٌّ منهم بدعةً على هواه ثمّ يدعو النّاس أو يلجئهم إليها، ولا يمكن أن يتّبع بدعة غيره.
المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام