الآثار بعيدة المدى لعمليات جنود الخلافة في تونس • ممّا يميّز عمليّات جنود الخلافة في تونس أنّها ...

الآثار بعيدة المدى لعمليات جنود الخلافة في تونس

• ممّا يميّز عمليّات جنود الخلافة في تونس أنّها عمليّات نوعيّة بامتياز، فالأهداف التي ضربتها المفارز الأمنيّة يظهر أنّها منتقاةٌ بعنايةٍ فائقةٍ، كما أنّ العمليّات نُفّذت بأقلّ التّكاليف، وحقّقت خسائر فادحةً في الأعداء، وكانت لها نتائجُ استراتيجيّةٌ بعيدة المدى تفوق بكثيرٍ النّتائج المباشرة المتمثّلة بالخسائر البشريّة والمادّيّة للجهات المستهدفة.

فهذه العمليّات في حقيقتها استهدفت أسُس النّظام الطّاغوتيّ الحاكم في تونس ذاته، لا شاطئاً للعراة، أو متحفاً لآثار الوثنيّين، أو حافلةً لجنود الطّاغوت، بل استهدفت أسُس هذا النّظام التي تمكّنه من إدارة البلاد وحكم العباد، وأهمّها الهيبة التي يمكنه من خلالها فرض حكمه على النّاس، ونظاماً سياسياً يدير من خلاله الحكم، ونظاماً اقتصادياً ومالياً يؤمّن من خلاله الموارد الضّرورية لعمل نظام الحكم وتسيير شؤونه.

فبالإضافة إلى العمليّات التي استهدفت جيش الطّاغوت والتي راح ضحيّتها العشرات من جنوده الذين لا يلقي لهم بالاً، استهدفت المفارز الأمنيّة بانغماسيّيها واستشهاديّيها أهدافاً قيّمةً، تمثّلت في رعايا الدّول الصّليبيّة من السّيّاح، وضبّاط وعناصر جهاز "أمن الرّئاسة"، ما أدّى إلى نتائج وخيمةٍ على النّظام الطّاغوتيّ، ستستمر تبعاتها في التّضخّم كلّما تصاعدت عمليّات جنود الخلافة على أرض تونس بإذن الله.

- استهداف الكفّار وآثاره الاقتصاديّة والسّياسيّة:

إنّ الكفّار المحاربين من رعايا الدّول الصّليبيّة يمثّلون أهدافاً مباشرةً للمجاهدين فيُستهدفون لكفرهم، وحرب دولهم على الإسلام والمسلمين، وقتل جيوشهم لرجال ونساء وأطفال المسلمين دون تمييزٍ، فيُقتلون ويُؤسرون مهما كانت الصّفة التي يحملونها، سواء كانوا عسكريّين مباشرين للقتال أم لم يكونوا، ويستمرّ فيهم هذا الحكم حتّى يقبلوا بشريعة الإسلام، اتّباعاً لها بدخولهم فيه، أو خضوعاً لها بعقد ذمّةٍ، أو معاهدة هدنةٍ أو أمانٍ.

وفضلاً عن ذلك تزداد أهميّة استهدافهم أثناء وجودهم في البلاد التي يحكمها الطّواغيت المتسلّطون على رقاب المسلمين، لسببين أساسيّين هما: حرص هؤلاء الطّواغيت أشدّ الحرص على رضا الدّول الصّليبيّة بحمايتهم لرعاياهم، وفتح البلاد أمامهم للسّياحة والاستثمار، وإظهار قدرتهم على محاربة المجاهدين ومنعهم من توجيه الأذى إلى هذه الدّول، ومن جهة أخرى فإنّ استمرار توافد رعايا الصّليبيّين على بلدانهم يعني استمرار تدفّق الأموال إلى خزائنهم، عن طريق عوائد السّياحة، والضّرائب والرّسوم الجمركيّة، وعوائد الاستثمارات الاقتصاديّة، وغيرها من الموارد الماليّة التي تزداد كلما ازداد حجم تدفّق "الأجانب" على أراضي هذه الدّول، لذلك نجد أنّ بعض هؤلاء الطّواغيت جعل من البلاد التي استولى عليها مركزاً لاجتذاب المستثمرين "الأجانب" حتى سيطروا على الاقتصاد كلّه تقريباً وباتوا هم أصحاب الشّأن في البلاد، وجلبوا العمالة من الكفّار إلى حدٍّ جعل هؤلاء الكفّار من العمالة الرّخيصة يمثّلون غالبيّة السّكان، كما هو الحال في "دولة الإمارات" وغيرها، أو جعل من البلاد أرضاً مفتوحةً للسّياحة يجتذب إليها الكفّار والمشركين، وذلك بجعل البلاد بطولها وعرضها ساحة للدّعارة والفجور، والمخدّرات والخمور، والعريّ والسّفور، كما هو الحال في مصر وتركيا والمغرب وتونس وغيرها.

لذا فإنّ استهداف هؤلاء الكفّار فضلاً عن أنّه تحقيقٌ لأمر الله بقتلهم وإرهابهم، وكونه استهدافاً لدولهم المحاربة للإسلام، فإنّه أيضاً استهدافٌ للأنظمة الطّاغوتية، بما له من تأثير كبير عليها.


• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 8
مقال:
الآثار بعيدة المدى لعمليات جنود الخلافة في تونس