فصائل الصّحوات في «مؤتمر الرّياض» الإقرار بالكفر بعد أعوامٍ من الشّعارات الإسلاميّة • أظهرت ...

فصائل الصّحوات في «مؤتمر الرّياض» الإقرار بالكفر بعد أعوامٍ من الشّعارات الإسلاميّة

• أظهرت فصائل صحوات الشام ردّتها من جديد، وذلك بتوقيعها وإقرارها للبيان الختاميّ لمؤتمر «المعارضة السوريّة» الذي عُقد بناءً على دعوةٍ من طواغيت آل سلول في عاصمتهم (الرّياض)، «مؤتمر الريّاض» هذا اختُتم من قبل المجتمعين فيه بالتّوقيع على «البيان الختاميّ» بما فيه من كفرٍ، فقد جاء في هذا البيان الذي وقّع عليه جميع الحاضرين:

«أعرب المجتمعون عن تمسّكهم بوحدة الأراضي السّوريّة، وإيمانهم بمدنيّة الدّولة السّوريّة.. كما عبّر المشاركون عن التزامهم بآليّة الدّيمقراطيّة من خلال نظام تعدّدي، يمثّل كافّة أطراف الشعب السوري، رجالاً، ونساءً، من دون تمييزٍ أو إقصاءٍ دينيٍّ، أو طائفيٍّ، أو عرقيٍّ، ويرتكز على مبادئ احترام حقوق الإنسان، والشّفافيّة، والمساءلة، والمحاسبة، وسيادة القانون على الجميع». ا.هـ

وهو بيانٌ شركيٌّ، حوى عدّة مكفّراتٍ ظاهرةٍ، وحُكْم من وقّع عليه أو أقرّه أنّه كافرٌ بالله العظيم، وذلك لأمور:

8- قعود الحاضرين للمؤتمر في مجلسٍ واحدٍ يُدعى فيه إلى الكفر بالله، وذلك استجابة لدعوة من طاغوتٍ، وقد قال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) [النساء: 140]، فكيف بهم وهم زادوا على القعود، إظهار الرّضا بما طُرح من الكفر وإقرارهم به وتوقيعهم عليه.

9- طاعتهم للمشركين الذين صاغوا البيان في شركهم وكفرهم، وذلك بإقرارهم على ما في البيان من دعاوى شركيّة وكفريّة، وكذلك إعلانهم في مقدّمة بيانهم أن حضورهم هذا المؤتمر الشركي جاء استجابة لدعوة طواغيت آل سعود إليه، قال الله تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام:121].

10- اتّخاذ الموقعين المشركين والمرتدّين أولياء من دون المسلمين، وذلك باتّحادهم معاً في وفدٍ موحّد لمفاوضة النّظام النّصيري، دون أيّ تفريق بين أطراف الوفد الذي ضمّ طوائف واضح كفرها كالنّصارى والمرتدّين من العلمانيّين والدّيموقراطيّين، ومُمثّلي فصائل الصّحوات، وذلك لتحقيق أهدافٍ مشتركةٍ كفريّةٍ في حقيقتها كما بينّا فيما سبق، وقد قال الله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) [المائدة: 51]، فهؤلاء المجتمعون في «مؤتمر الرّياض» الموقّعون على بيانه، كفروا بالله من أبوابٍ عدّةٍ، ولو لم يكن من فعلهم إلّا إظهار الموافقة على ما في البيان من دعوة إلى الكفر والشّرك لكفاهم، فكيف بهم وقد جمعوا إليها موالاة الكافرين، ومعاداة الموحّدين، والتّعهّد بالحفاظ على رموز دولة الطّاغوت ومؤسّساتها، وردّ أحكام الله، والقبول بغيرها من الأحكام الجاهليّة.

قال الشّيخ سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب (رحمه الله): «اعلم -رحمك الله- أنّ الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم؛ خوفاً منهم، ومداراةً لهم، ومداهنةً لدفع شرّهم، فإنّه كافرٌ مثلهم، وإنْ كان يكره دينهم، ويبغضهم، ويحبّ الإسلام والمسلمين» [الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك].

ويستوي في الحكم من كان معروفاً بالعمالة للنّظام النّصيريّ مثل «هيئة التّنسيق»، ومن كان ينادي بالعلمانيّة مثل «الائتلاف الوطنيّ»، ومن قاتل النّظام لسنين كفصائل «الجيش الحرّ» وحركة «أحرار الشّام» و «جيش الإسلام»، ومن وافقهم على ذلك، أو رضي به.

فإظهار الموافقة على الكفر، وإظهار الرّضا عنه، من الأفعال المكفّرة، بغضّ النّظر عن الاعتقاد، ولا يعذر فاعله إلّا إنْ كان مكرهاً إكراهاً ملجئاً إليه، بخلاف حال الموقّعين على «بيان مؤتمر الرّياض» فهم استجابوا بإرادتهم لدعوة طواغيت آل سلول، ووقّعوا بإرادتهم على البيان، فكفروا بذلك.

مع العلم أنّ هؤلاء المرتدّين كانوا قد وقعوا في الرّدّة منذ زمن، وكفّرتهم الدّولة الإسلاميّة، على الأمور ذاتها التي وقّعوا عليها اليوم، حيث كانوا يصرّحون بها على وسائل الإعلام، طاعةً لأوليائهم الدّاعمين من الطّواغيت والصّليبيّين، هذا بالإضافة إلى تولّيهم للكفّار والمرتدّين في قتالهم للمسلمين من جنود الدّولة الإسلاميّة، ولكن ما استجدّ اليوم من حالهم هو زيادة في الكفر، وإظهار للرّدّة التي كانوا يخفونها عمَّن يناصرهم تحت غطاءٍ من الشّعارات الكاذبة، فاستبان لكلّ ذي لبٍّ أنّ الدّولة الإسلاميّة ما ظلمتهم بتكفيرهم وقتالهم، بل كانوا هم لأنفسهم ظالمين، باتّباعهم ما أسخط الله من المسالك التي يرسمها لهم حلفاؤهم من الطّواغيت والصّليبيّين.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 10
مقال:
فصائل الصّحوات في «مؤتمر الرّياض»
الإقرار بالكفر بعد أعوامٍ من الشّعارات الإسلاميّة