صحوات «مؤتمر الرّياض» على خطى صحوات العراق • لا تزال الأحداث تثبت بحمد الله صحّة منهج الدولة ...
صحوات «مؤتمر الرّياض» على خطى صحوات العراق
• لا تزال الأحداث تثبت بحمد الله صحّة منهج الدولة الإسلامية، وتكشف زيغ أعدائها وانحرافاتهم عن الصّراط المستقيم، ومع كل حدث يزداد ثبات جنودها وأنصارها، فيحثون الخطى أكثر في جهاد أعدائهم وبناء دولتهم، سائلين الله عز وجل أن يزيدها شرفا ورفعة، ويزيد من فضح سرائر أعدائها، فيظهروا ما أبطنوه، ويعلنوا ما أسروه، كي يعلم المخدوعون بهم على أي طريق يسيرون وبأي المعالم يهتدون.
كانت قضية صحوات الشام من أكثر الفتن التي لُبّس فيها على الناس في أيامنا هذه، فتلك الفصائل التي تحمل رايات وشعارات إسلامية، وتزعم أن قتالها هو لإقامة الشريعة، وتقاتل النّظام النصيري وحلفاءه من الرّافضة؛ فتنت كثيراً من النّاس، خاصّة مع ما هُيّئ لها من منابر إعلامية وقنوات اتصالٍ مباشر، فصعُب على كثير من النّاس ممّن جهل حقيقة التوحيد و جوهره، وأصول أهل السّنّة والجماعة في مسائل الإيمان أنْ يصدّق أنّ هذه الفصائل "الإسلاميّة" ليست أكثر من "صحواتٍ" عميلةٍ لا تختلف عن تلك التي شكّلها الصّليبيّون وحلفاؤهم من الطّواغيت العرب لقتال الدّولة الإسلاميّة في العراق قبل سنوات، وحُكمها في شريعة ربّ العالمين الكفر، وأنّ قادتها وعناصرها مرتدّون عن الإسلام، ولو كانوا يرفعون الرّايات الإسلاميّة، ويُطيلون لحاهم، ويدّعون الانتساب إلى السّلفيّة، ويقاتلون الطّاغوت النّصيري وجيشه المرتدّ، في حين أدركت الدّولة الإسلاميّة بقادتها وعلمائها هذا الأمر منذ دخولها الشّام، وذلك مرجعه الأوّل -ولله الحمد- معرفة طريق الحق والتّمسك به، وبالتّالي تصنيف من حاد عنه أنّه من أهل الضّلال، والمرجع الثّاني هو الخبرة المكتسبة من تجارب العراق المريرة مع الفصائل، فالفصائل التي مرجعيتها إخوانيّة لا بدّ أنْ تسلك مسالك الإخوان في كلّ مكان، مع اختلافاتٍ طفيفةٍ تفرضها الظّروف المحيطة، وكذلك الفصائل التي مرجعيتها سروريّة، أو عشائريّة، أو وطنيّة، أو قوميّة.
وعلى هذا الأساس وجد قادة الدّولة الإسلاميّة وعلماؤها أنّ لفصائل الصّحوات التي ظهرت في العراق توائم حقيقيّة ظهرت في الشّام، وإنْ كانت انحرافاتها لم تنضج بعد إلى درجة الظّهور بوجهها الصّريح كما حصل في العراق سابقاً.
فكانت الحيطة والحذر ومراقبة تحركات الفصائل في الشّام هي أهمّ الإجراءات المتّبعة، بانتظار أنْ تشنّ هذه الفصائل هجومها الغادر الذي جاء في أكثر الأوقات حساسية، حيث انشغل جيش الدولة الإسلامية بمعارك كبرى على امتداد ساحة الشّام، وتظهر الصحوات بوجهها القبيح وأفعالها المخزية، فتُعلن الدّولة الإسلاميّة ما كانت تعرفه، ويخرج حينها ناطقها الرسمي ليوضح الأمر في كلمة بعنوان (والرائد لا يكذب أهله) حقيقة هذا المشروع الذي يريد الصليبيّون تكراره في الشّام فقال:
"والله إنها مؤامرة العراق حذو القذة بالقذة، إنّها والله الدّولة المدنيّة والمشروع الوطنيّ، وإنّها الصّحوات، فقد عرفناها وعرفنا شنشنتها، فبالأمس في العراق ائتلافٌ، ومجلسٌ وطنيٌّ، وكتلٌ وأحزابٌ سياسيّةٌ، وجيشٌ إسلاميٌ، وجيش مجاهدين، وفصائل، وجماعات، وها هم اليوم يُعادون في الشام بنفس العرابين والداعمين والممولين، بل بنفس الأسماء".
لقد كان هجوم الصحوات الغادر ذاك، الذي شمل معظم مناطق الشام، وما فعلته خلالها الفصائل في عدوانها على الدّولة الإسلاميّة من جرائم، من قتلٍ لمئات المهاجرين، وإلقاء لجثثهم على الطّرقات وفي الآبار، واقتحام المقرّات، في حين خلوها من المجاهدين الذين احتشدوا على جبهات القتال مع الجيش النصيري، كان ذلك فرصةً لكشف حقيقة فصائل الصّحوات، ولكنّ القلوب عَمِيت، واتُّهمت الدولة الإسلامية بالعدوان والاعتداء على المسلمين.
لتمرّ الأيّام وتُلقي الصحوات المزيد من أثواب الزور التي خدعت بها عناصرها والناس عموماً، فتواترت من قياداتها التّصريحات حول رغبتهم بإقامة الدّولة المدنيّة (العلمانيّة)، وقبولهم بالدّيموقراطيّة (الشّركية)، وتأكيدهم على التشاركيّة (مع العلمانيين والنّصيريين والنّصارى وغيرهم من طوائف الكفر والرّدّة)، وكثرت منهم الرسائل والخطابات إلى دول التّحالف الصّليبيّ وشركائهم من الطّواغيت العرب، التي يَعرضون فيها الدّخول في أحلافهم الكفريّة لقتال الدولة الإسلامية، بل وترجموا تلك العروض إلى وقائع بدخول كثير منهم تحت إمرة التحالف الصليبي في معاركه ضدّ الدولة الإسلامية في ولايات البركة والرقة وحلب ودمشق، ولكن لم يفتح الله أبصار من ران على قلوبهم حب التصدر والزّعامة، أو حزبيّة للتّنظيمات والفصائل، فاضطرّ حمير العلم المحامون عن الصحوات إلى الاعتراف أنّ هذه الأفعال التي لم يعد بإمكانهم إنكارها هي كفرٌ لا شكّ فيه ولا ريب، ولكن تملصوا كعادتهم من بيان حكم من وقع في هذا الكفر، واستمرّوا في تلبيسهم على النّاس بوصفهم لفصائل الصحوات بأنّهم "مجاهدون" ووصف من بين حقيقتهم وأوضح كفرهم وردتهم أنهم "خوارج" ويقصدون بذلك الدولة الإسلامية.
المصدر: صحيفة النبأ – العدد 10
• لا تزال الأحداث تثبت بحمد الله صحّة منهج الدولة الإسلامية، وتكشف زيغ أعدائها وانحرافاتهم عن الصّراط المستقيم، ومع كل حدث يزداد ثبات جنودها وأنصارها، فيحثون الخطى أكثر في جهاد أعدائهم وبناء دولتهم، سائلين الله عز وجل أن يزيدها شرفا ورفعة، ويزيد من فضح سرائر أعدائها، فيظهروا ما أبطنوه، ويعلنوا ما أسروه، كي يعلم المخدوعون بهم على أي طريق يسيرون وبأي المعالم يهتدون.
كانت قضية صحوات الشام من أكثر الفتن التي لُبّس فيها على الناس في أيامنا هذه، فتلك الفصائل التي تحمل رايات وشعارات إسلامية، وتزعم أن قتالها هو لإقامة الشريعة، وتقاتل النّظام النصيري وحلفاءه من الرّافضة؛ فتنت كثيراً من النّاس، خاصّة مع ما هُيّئ لها من منابر إعلامية وقنوات اتصالٍ مباشر، فصعُب على كثير من النّاس ممّن جهل حقيقة التوحيد و جوهره، وأصول أهل السّنّة والجماعة في مسائل الإيمان أنْ يصدّق أنّ هذه الفصائل "الإسلاميّة" ليست أكثر من "صحواتٍ" عميلةٍ لا تختلف عن تلك التي شكّلها الصّليبيّون وحلفاؤهم من الطّواغيت العرب لقتال الدّولة الإسلاميّة في العراق قبل سنوات، وحُكمها في شريعة ربّ العالمين الكفر، وأنّ قادتها وعناصرها مرتدّون عن الإسلام، ولو كانوا يرفعون الرّايات الإسلاميّة، ويُطيلون لحاهم، ويدّعون الانتساب إلى السّلفيّة، ويقاتلون الطّاغوت النّصيري وجيشه المرتدّ، في حين أدركت الدّولة الإسلاميّة بقادتها وعلمائها هذا الأمر منذ دخولها الشّام، وذلك مرجعه الأوّل -ولله الحمد- معرفة طريق الحق والتّمسك به، وبالتّالي تصنيف من حاد عنه أنّه من أهل الضّلال، والمرجع الثّاني هو الخبرة المكتسبة من تجارب العراق المريرة مع الفصائل، فالفصائل التي مرجعيتها إخوانيّة لا بدّ أنْ تسلك مسالك الإخوان في كلّ مكان، مع اختلافاتٍ طفيفةٍ تفرضها الظّروف المحيطة، وكذلك الفصائل التي مرجعيتها سروريّة، أو عشائريّة، أو وطنيّة، أو قوميّة.
وعلى هذا الأساس وجد قادة الدّولة الإسلاميّة وعلماؤها أنّ لفصائل الصّحوات التي ظهرت في العراق توائم حقيقيّة ظهرت في الشّام، وإنْ كانت انحرافاتها لم تنضج بعد إلى درجة الظّهور بوجهها الصّريح كما حصل في العراق سابقاً.
فكانت الحيطة والحذر ومراقبة تحركات الفصائل في الشّام هي أهمّ الإجراءات المتّبعة، بانتظار أنْ تشنّ هذه الفصائل هجومها الغادر الذي جاء في أكثر الأوقات حساسية، حيث انشغل جيش الدولة الإسلامية بمعارك كبرى على امتداد ساحة الشّام، وتظهر الصحوات بوجهها القبيح وأفعالها المخزية، فتُعلن الدّولة الإسلاميّة ما كانت تعرفه، ويخرج حينها ناطقها الرسمي ليوضح الأمر في كلمة بعنوان (والرائد لا يكذب أهله) حقيقة هذا المشروع الذي يريد الصليبيّون تكراره في الشّام فقال:
"والله إنها مؤامرة العراق حذو القذة بالقذة، إنّها والله الدّولة المدنيّة والمشروع الوطنيّ، وإنّها الصّحوات، فقد عرفناها وعرفنا شنشنتها، فبالأمس في العراق ائتلافٌ، ومجلسٌ وطنيٌّ، وكتلٌ وأحزابٌ سياسيّةٌ، وجيشٌ إسلاميٌ، وجيش مجاهدين، وفصائل، وجماعات، وها هم اليوم يُعادون في الشام بنفس العرابين والداعمين والممولين، بل بنفس الأسماء".
لقد كان هجوم الصحوات الغادر ذاك، الذي شمل معظم مناطق الشام، وما فعلته خلالها الفصائل في عدوانها على الدّولة الإسلاميّة من جرائم، من قتلٍ لمئات المهاجرين، وإلقاء لجثثهم على الطّرقات وفي الآبار، واقتحام المقرّات، في حين خلوها من المجاهدين الذين احتشدوا على جبهات القتال مع الجيش النصيري، كان ذلك فرصةً لكشف حقيقة فصائل الصّحوات، ولكنّ القلوب عَمِيت، واتُّهمت الدولة الإسلامية بالعدوان والاعتداء على المسلمين.
لتمرّ الأيّام وتُلقي الصحوات المزيد من أثواب الزور التي خدعت بها عناصرها والناس عموماً، فتواترت من قياداتها التّصريحات حول رغبتهم بإقامة الدّولة المدنيّة (العلمانيّة)، وقبولهم بالدّيموقراطيّة (الشّركية)، وتأكيدهم على التشاركيّة (مع العلمانيين والنّصيريين والنّصارى وغيرهم من طوائف الكفر والرّدّة)، وكثرت منهم الرسائل والخطابات إلى دول التّحالف الصّليبيّ وشركائهم من الطّواغيت العرب، التي يَعرضون فيها الدّخول في أحلافهم الكفريّة لقتال الدولة الإسلامية، بل وترجموا تلك العروض إلى وقائع بدخول كثير منهم تحت إمرة التحالف الصليبي في معاركه ضدّ الدولة الإسلامية في ولايات البركة والرقة وحلب ودمشق، ولكن لم يفتح الله أبصار من ران على قلوبهم حب التصدر والزّعامة، أو حزبيّة للتّنظيمات والفصائل، فاضطرّ حمير العلم المحامون عن الصحوات إلى الاعتراف أنّ هذه الأفعال التي لم يعد بإمكانهم إنكارها هي كفرٌ لا شكّ فيه ولا ريب، ولكن تملصوا كعادتهم من بيان حكم من وقع في هذا الكفر، واستمرّوا في تلبيسهم على النّاس بوصفهم لفصائل الصحوات بأنّهم "مجاهدون" ووصف من بين حقيقتهم وأوضح كفرهم وردتهم أنهم "خوارج" ويقصدون بذلك الدولة الإسلامية.
المصدر: صحيفة النبأ – العدد 10