صحوات «مؤتمر الرّياض» على خطى صحوات العراق • وجاء «مؤتمر الرياض» ليُزيل ثوباً آخر من أثواب ...

صحوات «مؤتمر الرّياض» على خطى صحوات العراق

• وجاء «مؤتمر الرياض» ليُزيل ثوباً آخر من أثواب الزّور التي اكتستها فصائل الصّحوات في الشّام لسنين، بإعلان هذه الفصائل بصراحة تبعيّتها للطّواغيت العرب، باستجابتها لأمرهم بالحضور والحوار مع من كانوا يصفونهم بالعمالة للنّظام النّصيريّ من أمثال «هيئة التنسيق»، أو من كانوا حتى الأمس "ثوار الفنادق" من أمثال المعارضين المستقلّين و «الائتلاف الوطنيّ»، وإعلانهم بلا لبس قبولهم أن يكون المستقبل الذي يعملون من أجله هو «الدّولة المدنيّة»، وأن يكون حكمها شراكة مع من يقاتلونهم اليوم من النّصيريّة وحلفائهم، وأن تكون إدارة الحكم عن طريق «الإجراءات الديموقراطيّة»، وأن يحترموا ما يسمّى «حقوق الإنسان» في شرعة «الأمم المتّحدة»، طبعاً دون أن تتضمّن هذه الموافقات أيّ إشارة إلى الإسلام، أو اشتراطاً لموافقة ما يوقّعون عليه للشّريعة الإسلاميّة، كما أعلنوا في بياناتهم الرّسميّة، مكرّرين الحيلة التي يستخدمها الديموقراطيّون من «الإخوان المسلمين» ومن شابههم لخداع أنصارهم.

وزيادة على هذه المكفّرات التي أقرّوها ووقّعوا عليها، اتّفقوا على المشاركة في لجنة موحّدة، غالبيتها من العلمانيّين لمفاوضة النظام النصيري لإقناعه بالمشاركة في الحكم، والقبول بتلك المبادئ التي وقّعوا عليها وارتضوا بها، بعد أن خدعوا جنودهم وأنصارهم لسنواتٍ أنّهم لن يوقفوا القتال حتى "إسقاط النّظام".

لن يطول الزمن بفصائل الصحوات هذه حتى تنهي مفاوضاتها مع النّظام، التي تحدّد أسسها الدّول الصّليبيّة ومعها الطّواغيت في دول الجوار، وتصبح هذه الفصائل جزءاً من جيش النّظام النّصيريّ، ويكون قتال الدّولة الإسلاميّة هو وظيفتها الوحيدة في صفٍّ واحدٍ مع النّصيريّين والرّافضة، في ظلّ الدّعم والمساندة من الدّول الصّليبيّة وحلفائها من حكومات الطّواغيت، وكلّ هذا لقاءَ الحصول على حصّة في النّظام النّصيريّ شبيهة بالحصّة التي نالها إخوانهم في العراق داخل حكومة الرّافضة ثمناً لتآمرهم وقتالهم للدّولة الإسلاميّة وغدرهم بالمجاهدين، فكانت نهايتهم بعد انتهاء وظيفتهم أنْ نكّلوا بهم سجناً وتقتيلاً، حتى انتهت فصائلهم وانمحى أثرها بفضل الله.

وكما بدأت صحوات الشّام طريقها باتّباع السّبيل ذاته الذي سلكته من قبلها صحوات العراق، فإنّها تكاد -والحمد لله- تصل إلى النّهاية التي وصلت إليها تلك، وكما ثبّت الله عزّ وجل الدّولة الإسلاميّة وقادتها في العراق رغم الكرب العظيم، فإنّها ستثبُت في الشّام رغم مؤامرات الطّواغيت والصّليبيّين، ما دام قادتها وجنودها على حدٍّ سواء يبنون خططهم واستراتيجيّاتهم وتوقّعاتهم لعاقبة ومآلات الأمور كلّها على القاعدة الرّبّانية (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 10
مقال:
صحوات «مؤتمر الرّياض»
على خطى صحوات العراق