جنود الصليب.. على الأرض • بعد عام ونصف من غارات التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، تعلن ...
جنود الصليب.. على الأرض
• بعد عام ونصف من غارات التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، تعلن الولايات المتحدة وعلى لسان وزير دفاعها (أشتون كارتر) أن الجيش الأمريكي سيقوم بإنزال قوات على الأرض لقتال الدولة الإسلامية، وذلك بعد نفي مطبق حَرص عليه (أوباما)، معارضا كل النصائح التي قُدّمت له من الخبراء العسكريين، بأنه لا يمكنه أبدا أن يحسم المعركة ضد الدولة الإسلامية من الجو، وذلك لأن فريق (أوباما) في الجيش الأمريكي كان يقنعه طيلة الفترة الماضية أن الأمر ممكن بالاعتماد على الحلفاء الموجودين على الأرض ويقصدون بهم الرافضة في العراق والصحوات والميليشيات الكردية العلمانية في شمال العراق والشام.
هذا التطور جاء -وبتوفيق من الله- متطابقا مع رؤية الدولة الإسلامية لمستقبل الحرب الصليبية ضدها، والذي عبّرت عنه من خلال كلمة الناطق الرسمي باسمها الشيخ أبي محمد العدناني تقبله الله في خطابه الصوتي الذي ألقاه في (ذي القعدة 1435 هـ) وبعد شهور قليلة من انطلاق حملة التحالف الصليبي، وجاء فيه:
"لقد زعمتم الانسحاب من العراق يا أوباما قبل أربعة أعوام، وقلنا لكم في حينها: إنكم كذابون، لم تنسحبوا، ولئن انسحبتم لَتعودُن، ولو بعد حين لَتعودُن. وها أنتم لم تنسحبوا، وإنما اختبأتم ببعض قوّاتكم خلف الوكلاء وانسحبتم بالباقي، ولَتعودن قواتكم أكثر مما كانت، لَتعودن ولن تغني عنكم الوكلاء، ولئن عجزتم فَلَنَأتينكم في عقر داركم بإذن الله".
وقال الشيخ العدناني في الكلمة ذاتها والتي كان عنوانها (إن ربك لبالمرصاد) متحديا الرئيس الأمريكي (أوباما): "ولقد زعمتَ اليوم يا بغل اليهود أن أمريكا لن تنجرّ لحرب على الأرض، كلا! بل ستنجر وتُجَرْجَر، وسوف تنزل إلى الأرض، وتُسَاق سوقا إلى حتفها وقبرها ودمارها".
وبعودة الجيش الأمريكي للعمل على الأرض، والتي قد بدأت بالفعل، كما حدث في غزوة (حديثة الأخيرة) قبل شهر تقريبا، حيث لم تكتف القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة (عين الأسد) بالإسناد الجوي للصحوات والجيش الرافضي، بل تعدّى دورها إلى المشاركة الميدانية في المعارك بعد انكسار دفاعات حلفائهم ووكلائهم أمام تقدم جيش الخلافة، وذلك بحسب مصادر ميدانية، كما وردت تقارير عن مشاركة القوات الكندية في صد هجوم على مواقع البيشمركة قرب (بعشيقة)، بمؤازرة من طائرات التحالف، وذلك بعد الانهيار الذي حل بحلفائهم (البيشمركة) بعدما فاجأهم جيش الخلافة بالهجوم عليهم من عدة محاور.
لقد أمِلَت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تكتفي بالقصف الجوي ومؤازرة المرتدين على الأرض في حربها ضد الدولة الإسلامية، وذلك لتخفيف تكاليف الحرب المادية والبشرية عليها، فالقصف الجوي الذي كلّف ميزانية الولايات المتحدة لوحدها أكثر من 6 مليار دولار خلال 18 شهرا تقريبا من الضربات الجوية، هو أهون بكثير من تكاليف إنزال الجنود على الأرض، كما أن الخسائر البشرية في الحالة الأولى نادرة الوقوع، بخلاف حالة الجيش المنتشر على الأرض، والذي سيفقد -وبلا شك- الكثير من الخسائر في الاشتباك المباشر مع جنود الخلافة في الدفاع والهجوم.
ومن جانب آخر فإن القرار الأمريكي يُعد مؤشرا هاما عن حالة الإنهاك التي وصلتها القوات الحليفة للأمريكيين من الروافض، وصحوات العراق والشام، والعلمانيين الأكراد، بعد هذه الشهور الطويلة من الحرب ضد الدولة الإسلامية، والتي لا زال جيشها -بفضل الله- يثبت قدرة عالية على تنفيذ الحملات العسكرية الكبيرة التي تزيد من إنهاك الأعداء وتدفعهم نحو الانهيار، وبذلك فإن أمريكا تكرر ما فعله الروس ورافضة إيران بوقوفهم في ظهر حليفهم النصيري لما أشرف جيشه على الانهيار، وأمدته بالغطاء الجوي والصاروخي، وبالآلاف من قوات المشاة، حتى يستعيد توازنه ويستطيع إكمال المعركة.
إن نزول القوات الأمريكية في العراق أو الشام، لن يكفيهم لحسم المعركة ضد الدولة الإسلامية التي وسّعت من ساحة المعركة كثيرا، لتوسع من خطط التدخل العسكري الأمريكي فتشمل أيضا ولايات الدولة الإسلامية في خراسان وبرقة وطرابلس، وربما قريبا في ولايات سيناء، وعدن، وغرب إفريقية، وما ستكشفه الشهور القادمة من مفاجآت أكبر بإذن الله.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
جنود الصليب.. على الأرض
• بعد عام ونصف من غارات التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، تعلن الولايات المتحدة وعلى لسان وزير دفاعها (أشتون كارتر) أن الجيش الأمريكي سيقوم بإنزال قوات على الأرض لقتال الدولة الإسلامية، وذلك بعد نفي مطبق حَرص عليه (أوباما)، معارضا كل النصائح التي قُدّمت له من الخبراء العسكريين، بأنه لا يمكنه أبدا أن يحسم المعركة ضد الدولة الإسلامية من الجو، وذلك لأن فريق (أوباما) في الجيش الأمريكي كان يقنعه طيلة الفترة الماضية أن الأمر ممكن بالاعتماد على الحلفاء الموجودين على الأرض ويقصدون بهم الرافضة في العراق والصحوات والميليشيات الكردية العلمانية في شمال العراق والشام.
هذا التطور جاء -وبتوفيق من الله- متطابقا مع رؤية الدولة الإسلامية لمستقبل الحرب الصليبية ضدها، والذي عبّرت عنه من خلال كلمة الناطق الرسمي باسمها الشيخ أبي محمد العدناني تقبله الله في خطابه الصوتي الذي ألقاه في (ذي القعدة 1435 هـ) وبعد شهور قليلة من انطلاق حملة التحالف الصليبي، وجاء فيه:
"لقد زعمتم الانسحاب من العراق يا أوباما قبل أربعة أعوام، وقلنا لكم في حينها: إنكم كذابون، لم تنسحبوا، ولئن انسحبتم لَتعودُن، ولو بعد حين لَتعودُن. وها أنتم لم تنسحبوا، وإنما اختبأتم ببعض قوّاتكم خلف الوكلاء وانسحبتم بالباقي، ولَتعودن قواتكم أكثر مما كانت، لَتعودن ولن تغني عنكم الوكلاء، ولئن عجزتم فَلَنَأتينكم في عقر داركم بإذن الله".
وقال الشيخ العدناني في الكلمة ذاتها والتي كان عنوانها (إن ربك لبالمرصاد) متحديا الرئيس الأمريكي (أوباما): "ولقد زعمتَ اليوم يا بغل اليهود أن أمريكا لن تنجرّ لحرب على الأرض، كلا! بل ستنجر وتُجَرْجَر، وسوف تنزل إلى الأرض، وتُسَاق سوقا إلى حتفها وقبرها ودمارها".
وبعودة الجيش الأمريكي للعمل على الأرض، والتي قد بدأت بالفعل، كما حدث في غزوة (حديثة الأخيرة) قبل شهر تقريبا، حيث لم تكتف القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة (عين الأسد) بالإسناد الجوي للصحوات والجيش الرافضي، بل تعدّى دورها إلى المشاركة الميدانية في المعارك بعد انكسار دفاعات حلفائهم ووكلائهم أمام تقدم جيش الخلافة، وذلك بحسب مصادر ميدانية، كما وردت تقارير عن مشاركة القوات الكندية في صد هجوم على مواقع البيشمركة قرب (بعشيقة)، بمؤازرة من طائرات التحالف، وذلك بعد الانهيار الذي حل بحلفائهم (البيشمركة) بعدما فاجأهم جيش الخلافة بالهجوم عليهم من عدة محاور.
لقد أمِلَت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تكتفي بالقصف الجوي ومؤازرة المرتدين على الأرض في حربها ضد الدولة الإسلامية، وذلك لتخفيف تكاليف الحرب المادية والبشرية عليها، فالقصف الجوي الذي كلّف ميزانية الولايات المتحدة لوحدها أكثر من 6 مليار دولار خلال 18 شهرا تقريبا من الضربات الجوية، هو أهون بكثير من تكاليف إنزال الجنود على الأرض، كما أن الخسائر البشرية في الحالة الأولى نادرة الوقوع، بخلاف حالة الجيش المنتشر على الأرض، والذي سيفقد -وبلا شك- الكثير من الخسائر في الاشتباك المباشر مع جنود الخلافة في الدفاع والهجوم.
ومن جانب آخر فإن القرار الأمريكي يُعد مؤشرا هاما عن حالة الإنهاك التي وصلتها القوات الحليفة للأمريكيين من الروافض، وصحوات العراق والشام، والعلمانيين الأكراد، بعد هذه الشهور الطويلة من الحرب ضد الدولة الإسلامية، والتي لا زال جيشها -بفضل الله- يثبت قدرة عالية على تنفيذ الحملات العسكرية الكبيرة التي تزيد من إنهاك الأعداء وتدفعهم نحو الانهيار، وبذلك فإن أمريكا تكرر ما فعله الروس ورافضة إيران بوقوفهم في ظهر حليفهم النصيري لما أشرف جيشه على الانهيار، وأمدته بالغطاء الجوي والصاروخي، وبالآلاف من قوات المشاة، حتى يستعيد توازنه ويستطيع إكمال المعركة.
إن نزول القوات الأمريكية في العراق أو الشام، لن يكفيهم لحسم المعركة ضد الدولة الإسلامية التي وسّعت من ساحة المعركة كثيرا، لتوسع من خطط التدخل العسكري الأمريكي فتشمل أيضا ولايات الدولة الإسلامية في خراسان وبرقة وطرابلس، وربما قريبا في ولايات سيناء، وعدن، وغرب إفريقية، وما ستكشفه الشهور القادمة من مفاجآت أكبر بإذن الله.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
جنود الصليب.. على الأرض