قال لي أنا لستُ واعظاً ...! يستنكف أن يكون واعظاً ، أو بعبارة أخرى انتبه أن تتحول واعظاً قبل ...

قال لي أنا لستُ واعظاً ...!

يستنكف أن يكون واعظاً ، أو بعبارة أخرى انتبه أن تتحول واعظاً قبل فترة ليست بقليلة سمعت هذا الكلام !!!
كن مفكراً أو نخبوياً أو من أناس فاهمين ما شاكل ذلك من التصانيف
وبالمقابل هناك أناس مساكين يوصفون بالوعّاظ !
أي الفريقين تتمنى أن تكون معهم !؟
دعنا نفتش عن قيمة الوعظ في كلام الله لأن القرآن هو الميزان الذي يقاس به الأمور ونعرف الصح من الخطأ ؟!
الله سبحانه يقول :
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
" وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً كريماً "
" يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً "
" إني أعظك أن تكون من الجاهلين "
" ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً "
حين يغيب النصح والإرشاد والوعظ تنهار المجتمعات .
الوعظ منبه نفسي لما انت متلبس به من معاصي وشرور ينبهك كي تعود لرشدك .
أما أن تنظر إلى الوعظ نظرة قاصرة معناه أنك لا تتبع سلوك الانبياء التي كانت وظيفتهم ودورهم .
" إذ قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم "
هي صفة المؤمنين كما قال الله سبحانه :
" ذالكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر "
لماذا السخرية من الوعظ وتقليل أهميتها ؟
قوم عاد لما كذبوا هوداً عليه السلام قالوا :
"سواء علينا أوعظتنا أم لم تكن من الواعظين "
لا تدر ظهرك لمن يذكروك بالله انت بحاجة إليهم ، لأنك ستضيع !
خذ ما ينفعك وأترك ما سواه ، الوعظ ليس محصوراً على فئة من الناس
بل هي مهمة كل مسلم أياً كان عمله ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم
" بلغوا عني ولو آية " ولو في مدارك الصغير ، استمع بقلبك قبل أن تتقمص دور الناقد المصحح أريد أذكر الصنف من هذا البشر قوله تعالى
" حتى أنسوكم ذكري "
أختم كلامي بقصة امرأة التقت بعمر بن الخطاب رضي الله عنه
قالت " عهدي بك وانت كنت تسمى عميراً في سوق عكاظ تصارع الفتيان ، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمراً ، فلم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ، فأتق الله في الرعية ، وأعلم أنه من خاف الوعيد
قرب منه البعيد ، ومن خاف الموت خشي الفوت ، فبكى عمر "
وهو عمر والمرأة لم تأت بجديد فقط ذكرته ولكنه أكبرها في نفسه .

بقلم / علي شيخو