• #سير_مقروءة ((معلق الفرقان)) اللهم تقبله في الشهداء!! بسم الله الرحمن الرحيم منذ ...

• #سير_مقروءة


((معلق الفرقان))

اللهم تقبله في الشهداء!!

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ عدة أشهر وأنا أقرأ في منتديات الإخوة بعض الكلام والتساؤلات في سبب غياب معلق الفرقان عن إصدارات الدولة الإسلامية، فآثرت عدم الإجابة حتى أطمئن من بعض الأمور، وقد بدا لي أن أكتب في سيرته شيئا مما رأيت، فقد كنت ملازما له -رحمه الله- مدة سنة إلا قليلا، نقوم وننام ونغدو نروح، جنبا إلى جنب، فكان نعم الصاحب لي، وإنما أعني بمعلق الفرقان ذلك الرجل لا غيره، ذا الصوت الشجي، أبا عطا التميمي من بلاد الحرمين، وله كنية أمنية ثانية، وهذا شيء من سيرته:

هاجر -رحمه الله- إلى أرض العراق في منتصف عام 2006 تقريبا، تاركا أسرته وزوجه وابنه الصغير والقصور وملذات الدنيا من خلفه، فقد كان من أسرة ثرية جدا، ذا نسب، هاجر من الرياض على أنه إعلامي، فكان دخوله عبر سورية سريعا؛ لأن الإخوة كانوا في أشد الحاجة لإعلاميين كي يسدوا مسد من قتل منهم، وقد قال مرة: قد كنت أدعو الله -عز وجل- أن يجعلني من كتيبة عائشة رضي الله عنها.
فقدر له الله تعالى أن يلتحق بتلك الكتيبة بإمرة أبي أسامة التونسي -رحمه الله-.
وفي أول يوم لي معه، بعد أن صلى بنا الفجر، قمت معه وفتحنا جهاز (اللابتوب) حتى نتفاهم على العمل، فما إن بدأت حتى شرع في البكاء، عجبت له! على ما يبكي؟! -رحمه الله-.

كان صواما قواما بكاء، وفارقته وهو يحفظ عشرين جزءا من كتاب الله تعالى..
كان الأنصار يحبونه حبا شديدا، فقد كان اجتماعيا، وكان يحدثهم بالقصص والطرائف، ويذكرهم ويبذل لهم النصيحة، وقد تزوج بابنة أحدهم وأنجب منها.

كان -رحمه الله- يحب الصيد، وكان فيه محترفا يصيد قنصا ويستخدم صقره الحر، وكان يتمنى أن يعمل قناصا على الكفار، وفي هذا كنت أنا وهو كثيرا ما نلح على أبي أسامة التونسي أن يخرجنا لنعمل مع الإخوة، وكان خائفا علينا أن نقتل بسبب قلة الإعلاميين، فكان يخرجنا مثلا كل شهرين مرة واحدة يقنعنا بها -رحمه الله-، إلى أن جاءنا أحد مسؤولي الإعلام من قلب بغداد وقال: قد أحدثتم عندنا فتنة! إعلاميونا قد سمعوا بأنكم تخرجون للعمل، فهم يحتجون بكم علينا كي يخرجوا.. فالله المستعان.
إلا أنه -رحمه الله- كان يعطي للإعلام قدره، فهو ثغره الذي كلف به، وكان عمله مباركا بشهادة كبار الإخوة، فعمله قد كتب الله له القبول، وكان أكثر ما يشد الناس إليه ذلك الصوت الفريد، مع تلك الكلمات البليغة، ولا عجب!! إذ هو الخطيب ابن الخطيب أخو العالم المحدث.

بعض المواقف:
في أحد المواقف حصل بيني وبينه شيء؛ فرفعت صوتي عليه وكنت مخطئا، فلما ذهبت ورجعت قال لي: ما هذا على صدرك؟ فنظرت خافضا رأسي؛ فقبله.

ومن المواقف: بعد أن بدأت الصحوات بحرب المجاهدين، سمعته يقول بحضرة بعض الأنصار: سوف يأتي علينا وقت ننظر عن يميننا وعن شمالنا فلا نرى أحدا من الإخوة فاثبتوا -يعني أن القتل سيستحر بهم فلا يبقى إلا القليل-، وقد كانت الصحوات في أول أمرها، فأنكرت عليه ذلك، وراددته فيه، ثم مضت الأيام حتى صار ما كان يتوقعه، وقد حوصر هو مع بعض الإخوة حصارا خانقا شديدا، حتى نحل جسمه -وقد كان سمينا-، وقد كان مقتل أبي أسامة التونسي -رحمه الله- بعدما أراد أن يستطلع لأبي عطا مكانا ينتقل إليه خروجا من ذاك الحصار، فأراد أبو أسامة أن يتأكد بنفسه من المكان ثم يأتي بأبي عطا على إثره، وقبل أن يأتي أبو عطا قصف الأمريكان أبا أسامة الذي طالما أذاقهم سوء العذاب، فتقبله الله في الشهداء..

قتل أبو عطا -رحمه الله- في مداهمة للمرتدين على المنزل الذي كان يقطن فيه، في الشهر الرابع عام 2012، ولم يؤسر كما يزعم البعض.

أسأل الله تعالى أن يتقبله وأن يلحقنا به في الفردوس الأعلى من الجنة..