حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة: العبادات بمقتضى الأوقات • فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن ...
حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة:
العبادات بمقتضى الأوقات
• فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد
• والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه، والاشتغال به عن الورد المستحب، وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل
• والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن، والدعاء والذكر والاستغفار
• والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال على تعليمه والاشتغال به
• والأفضل في أوقات الأذان ترك ما هو فيه من ورده، والاشتغال بإجابة المؤذن
• والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى الجامع، وإن بعد كان أفضل
• والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك
• والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه
• والأفضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك
• والأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبد، لا سيما التكبير والتهليل والتحميد، فهو أفضل من الجهاد غير المتعين
• والأفضل في العشر الأخير من رمضان لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم، وإقرائهم القرآن، عند كثير من العلماء
• والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك
• والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم
- [مدارج السالكين] لابن القيم -رحمه الله-
▫المصدر: إنفوغرافيك النبأ - العبادات بمقتضى الأوقات
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 462
الخميس 23 ربيع الأول 1446 هـ
الشماتة بأعداء الله
• وما موقف المسلم الموحد من حرب الكافرين فيما بينهم، إلا موقف الشامت الداعي بأن يجعل الله بأسهم بينهم، فهؤلاء الكفرة يخربون اليوم بيوتهم بأيديهم.
هؤلاء اليهود والروافض، الذين صبوا حمم طائراتهم، وزجوا بمرتزقتهم لقتل المسلمين في العراق والشام وسيناء وغيرهم، ما يتمنى أن ينتصر أحدهم، وتتوقف الحرب بينهم إلا منافق بين النفاق؛ إذ حربهم بينهم هي بداية تشتيتهم وهلاكهم، وهو من تهيئة الله عز وجل البلاد للفتح الأعظم بإذن الله، والأيام المقبلة ستكشف ذلك جليا بإذنه تعالى، فليراجع كل مسلم نفسه، وليعد عدته، وليحد شفرته.
دماء الموحّدين في جزيرة العرب.. قرابين الطواغيت لأسيادهم
• مضى قرن من الزمن تقريبا على إحدى أكبر الخدع التي تعرّض لها المسلمون في التاريخ، حين خرجوا ينصرون رجلا زعم أنه من أهل التوحيد، ويريد قتال أهل الشرك والتنديد، فخرجت قبائل الجزيرة تنصر هذا الرجل على أعدائه وهي تأمل منه أن يعيد سيرة أجداده من الموحدين، فيكونوا معه كما كان إمامهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع جده محمد بن سعود رحمهم الله، فقاتلوا تحت راية عبد العزيز، وهم يظنون أنما ينصرون أخاً أطاع الله فجاهد في سبيله، حتى كُشف لهم زيف هذا الرجل وعمالته للصليبيين، الذي ما إن استتب له الأمر حتى كان أول ما يتقرب به للإنكليز هو قتله للموحدين في وقعة (السبلة) المشهورة وما بعدها، ليتمكن من تثبيت حكمه الطاغوتي، الذي رعاه الصليبيون من الإنكليز والأمريكيين طيلة الفترة الماضية.
استمر الخداع طويلا، وساعد الطاغوتَ السعوديَّ - وأبناءه من بعده - في ذلك جيشٌ من علماء السوء، الذين يعرفون الحق ويفتون بخلافه، والذين جعلوا من الحفاظ على حكم آل سعود لجزيرة العرب قضية الإسلام الكبرى، في حين جعل طواغيت آل سعود من محاربة الإسلام في كل مكان قضيتهم الكبرى، وتدرّج هؤلاء في حربهم الإسلام، من المساهمة فيها بتمويل أعداء الله أيّاً كان نوعهم، بفتاوى مَن وظفوهم من العلماء، وصولا إلى المشاركة الفعلية في هذه الحرب، كما فعلوا بدخولهم في التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، ومشاركة طيرانهم في حملات القصف الجوي على العراق والشام.
ومثلما فعل أبوهم (عبدالعزيز) عندما كان قربانُ عمالته للإنكليز قتلَه الموحدين، الذين خدعهم وأقام دولته بدمائهم، فإن أبناءه وأحفاده اليوم يكملون المسيرة المخزية ذاتها، ففي ظل المنافسة على الحكم بينهم يطرح كل منهم ما عنده من إثباتات وبراهين على قدرته على حرب الإسلام والمسلمين، وهدم التوحيد، ومناصرة الشرك وأهله، ويتنافسون في ذلك أيّما تنافس، فإن كان (محمد بن سلمان) يقاتل الموحدين خارج حدود مملكة أبيه بطائراته وتحالفاته، بحكم سيطرته على (وزارة الدفاع)، فإن (محمد بن نايف) لديه مشاريع كبرى للحرب على الموحدين داخل حدود مملكة جدِّهِ، بحكم سيطرته على (وزارة الداخلية)، لن يكون آخرها إعدام الموحدين ممن قضوا سنين طويلة في سجون الطواغيت من آل سعود.
إن قتل الموحدين عموما، والعلماء الصادعين بالحق خصوصا، هو منهج الطواغيت والفراعنة في كل زمان ومكان، فلا غرابة إذن فيما فعله طواغيت آل سعود اليوم بقتلهم العشرات ممن نحسبهم من خيرة الموحدين، بل من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا نزكّي على الله أحدا، ولا غرابة أيضا من تأييد علماء السوء الموظفين في بلاط آل سعود لقتلهم، بل وإظهار الفرح بحدوث ذلك، ولا بسكوت عملاء آل سعود من فصائل الصحوات عن الأمر، بعدما ملؤوا الدنيا بكاء ونحيبا على قتلى الصليبيين في غزوة باريس المباركة.
لقد أعلن طواغيت آل سعود بفعلهم هذا عن سياستهم الجديدة، ألا وهي حشدهم الموحدين في السجون، وجعلهم بمثابة الرهائن لديهم، يهددون بهم المجاهدين، وبأنهم سيردون على أي تهديد لهم بقتل من بيدهم من الأسرى، وهي سياسة خبيثة سبقهم بها الكثيرون وعلى رأسهم النصيرية في الشام والرافضة في العراق، ولم تُجْدِ - بفضل الله - نفعا، ولم تَحمِهم من السقوط والانهيار على أيدي المجاهدين.
إن الدولة الإسلامية - بفضل الله - تسعى دائما لفك الأسرى، ولكن في حسابها دائما، أنّ الانتهاء من قضايا الأسرى لا يكون إلا بإزالة حكم الطواغيت، ثم تدمير سجونهم وتسويتها بالأرض، كما فعلت مع سجون (بادوش) و(الجرائم الكبرى) و(تسفيرات تكريت) و (تدمر) وغيرها، لتتبعها - بإذن الله - قريبا سجون (الحائر) و (الطرفية) وغيرها من سجون آل سعود.
◾ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
دماء الموحّدين في جزيرة العرب..
قرابين الطواغيت لأسيادهم
حيدرة الأحواز أبو عزام
تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام!
سار من الأحواز قاصدا أرض الجهاد، باحثا عن رضى الرحمن، وخشيةَ ليلةٍ صبحُها بين يدي الديّان، فإما رزْق كريم وفردوس وجنان، أو خزْي وعذاب وكبٌّ للوجوه في كبد النيران... لم يُعِر لدنياه بالا، ولم يمنعه تعلق بأهل ولا حب لجاه أو مال، ما رده عن النفير القول "إن الوصول لأرض الجهاد من المحال"، فقد حسم أمره، وعقد النية، وتوكل على رب البرية، فهاجر كي يكون له الإسلام الحق هوية.
إنه أبو عزام الأحوازي، الذي عرف التوحيد وسلك دربه، بعدما كان رافضيا حتى النخاع، فقد اكتشف الضلال الذي كان يدور في فلكه، فهداه الله وشرح قلبه للإسلام، فسعى لأن تكون كل عائلته على المنهج الصافي ذاته الذي عرفه، بعيدا عن الشرك الرافضي وأهله.
لم يحتمل أن يجلس في تلك البقعة المنسية، فحينما عرف التوحيد رفض عيش الذل، بعدما أوجعته جراح أمته، لهذا قرر أن يتخلى عن عار القعود، يتخلى عن ماضيه، عن ذكرياته، عن حياته، وعن أهله وأحبائه، ويسخّر شبابه - ما مد الله عمره - في نصرة الإسلام والمسلمين، وسبيله في ذلك الجهاد، فذاك هو طريق الحق، وهو الذي يضمن له جنة عرضها السماوات والأرض، إنْ أخلص النية لله في سيره نحو فردوسها الأعلى.
لقد كان قرار أبي عزام أن يهاجر إلى سوح الوغى، ويتّجه إلى أرض الخلافة، أرض دولة الإسلام ودين الإسلام حيث تجتمع ملل الكفر كلها لمحاربة دين الله، فأخذ يبحث عمَّن هو قادر على إيصاله إليها، فيسّر الله له العثور على من يعينه ويساعده على تحقيق حلمه المنشود.
وحينما جاء ذلك اليوم الموعود، وحلّت ساعة الصفر، أخرج أبو عزام حقيبته، ووضع فيها بعض ما يحتاجه في طريق السفر، ثم اتجه لقريب له تائب من الرفض، ليكون رفيق رحلته، بعدما اتّفقا على النفير سويّة.
غادر ولم يلتفت خلفه، فهو قد طلّق الدنيا، وقرّر أنْ لا تقف بوجه هجرته أي عوائق، فانطلقا في رحلة لا عودة منها، وكان الأحوازي يدرك ذلك جيدا، بل يسعى أن تكون رحلته لا عودة منها، رحلة خاتمتها الشهادة، شهادة متقبلة عند الله، لعل الله يغفر له تلك السنوات التي عاشها في ضلال دين الرافضة، أو أن يرزق الله دولة الإسلام نصرا، يمكّنها من الوصول إلى الأحواز فيكون أبو عزام من بين فاتحيها، وحينها فقط له أن يدخل داره ثانية كما كان يردد.
قطع صاحبا السفر عدة مدن إيرانية، حتى وصلا إلى شخص يظنانه المهرّب الذي سيتولى عملية نقلهما إلى نهاية حدود إيران، لكنهما - وحينما تحدثا إليه - تبيّن أنه ليس الشخص المقصود، فخطفهما، بعدما أشهر السلاح بوجهيهما، ليقتادهما بعد ذلك إلى سجن سري في دار منعزلة، ويطالبهما بدفع فدية، وإلا سيقوم بتسليمهما للسلطات الإيرانية الرافضية، وحينها ستكون النتيجة محسومة في نظرهما، الموت على أيدي الروافض... ولأن أبا عزام وقريبه لم يكونا يملكان من المال شيئا سوى دولارات معدودة، لا تكاد تكفي أجرة السيارة، التي من المفترض أنْ تُقلّهما إلى نقطة العبور الحدودية، فقد جعل ذلك حبسهما يطول لأسابيع!
بعد أن طالت أيام السجن، عرض أبو عزام ورفيق رحلته على خاطفهما أن يسمح لهما بالاتصال على أحد الأشخاص، لعله يستطيع تأمين المبلغ الذي طلبه، وقدره عشرة آلاف دولار عن كل واحد منهما، فوافق الخاطف، وسلمهم أحد الهواتف النقالة التي صادرها منهما، ليتصلا على الشخص الذي تكفّل بمساعدتهما للوصول إلى أراضي الدولة الإسلامية، وما أن سمع بخطفهم، حتى سارع إلى تأمين مبلغ عشرين ألف دولار، ليوصلها بطريقته الخاصة إلى ذلك الخاطف، وليُخرِج أبا عزام وصاحبه من فوهة الموت، ومن عنق الزجاجة التي علقا بها.
بعد تحريرهما من الخاطف عثرا على من يساعدهما على عبور الجبال، فاستقلا حافلة، قطع بهما سائقها كثيرا من الأودية، وصعد بهما شواهق الجبال، لكنهما كانا قلقين جدا، فجُلُّ همّهما أن يخرجا من حدود إيران الرافضية بسلام.
طيلة مدة الرحلة كان أبو عزام صامتا، فهو لا يجيد الحديث بالفارسية على الإطلاق، ما جعله يسلّم مقاليد الرحلة لرفيقه، الذي كان يتقنها بطلاقة، طالبا من أبي عزام أن يدّعي المرض، وأن تورّماً أصاب لثته وأسنانه جعله يعجز عن الكلام من شدة الوجع، وهو ما فعله أبو عزام ولأيام، خشية أن تُكتشف حقيقتهما بأنهما عربيان أحوازيان، حيث يمكن أن يعتقلهم الرافضة لمجرد وجودهما خارج الأحواز.
مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ
قصة شهيد:
حيدرة الأحواز أبو عزام
تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام!
العبادات بمقتضى الأوقات
• فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد
• والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه، والاشتغال به عن الورد المستحب، وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل
• والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن، والدعاء والذكر والاستغفار
• والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال على تعليمه والاشتغال به
• والأفضل في أوقات الأذان ترك ما هو فيه من ورده، والاشتغال بإجابة المؤذن
• والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى الجامع، وإن بعد كان أفضل
• والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك
• والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه
• والأفضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك
• والأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبد، لا سيما التكبير والتهليل والتحميد، فهو أفضل من الجهاد غير المتعين
• والأفضل في العشر الأخير من رمضان لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم، وإقرائهم القرآن، عند كثير من العلماء
• والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك
• والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم
- [مدارج السالكين] لابن القيم -رحمه الله-
▫المصدر: إنفوغرافيك النبأ - العبادات بمقتضى الأوقات
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 462
الخميس 23 ربيع الأول 1446 هـ
الشماتة بأعداء الله
• وما موقف المسلم الموحد من حرب الكافرين فيما بينهم، إلا موقف الشامت الداعي بأن يجعل الله بأسهم بينهم، فهؤلاء الكفرة يخربون اليوم بيوتهم بأيديهم.
هؤلاء اليهود والروافض، الذين صبوا حمم طائراتهم، وزجوا بمرتزقتهم لقتل المسلمين في العراق والشام وسيناء وغيرهم، ما يتمنى أن ينتصر أحدهم، وتتوقف الحرب بينهم إلا منافق بين النفاق؛ إذ حربهم بينهم هي بداية تشتيتهم وهلاكهم، وهو من تهيئة الله عز وجل البلاد للفتح الأعظم بإذن الله، والأيام المقبلة ستكشف ذلك جليا بإذنه تعالى، فليراجع كل مسلم نفسه، وليعد عدته، وليحد شفرته.
دماء الموحّدين في جزيرة العرب.. قرابين الطواغيت لأسيادهم
• مضى قرن من الزمن تقريبا على إحدى أكبر الخدع التي تعرّض لها المسلمون في التاريخ، حين خرجوا ينصرون رجلا زعم أنه من أهل التوحيد، ويريد قتال أهل الشرك والتنديد، فخرجت قبائل الجزيرة تنصر هذا الرجل على أعدائه وهي تأمل منه أن يعيد سيرة أجداده من الموحدين، فيكونوا معه كما كان إمامهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع جده محمد بن سعود رحمهم الله، فقاتلوا تحت راية عبد العزيز، وهم يظنون أنما ينصرون أخاً أطاع الله فجاهد في سبيله، حتى كُشف لهم زيف هذا الرجل وعمالته للصليبيين، الذي ما إن استتب له الأمر حتى كان أول ما يتقرب به للإنكليز هو قتله للموحدين في وقعة (السبلة) المشهورة وما بعدها، ليتمكن من تثبيت حكمه الطاغوتي، الذي رعاه الصليبيون من الإنكليز والأمريكيين طيلة الفترة الماضية.
استمر الخداع طويلا، وساعد الطاغوتَ السعوديَّ - وأبناءه من بعده - في ذلك جيشٌ من علماء السوء، الذين يعرفون الحق ويفتون بخلافه، والذين جعلوا من الحفاظ على حكم آل سعود لجزيرة العرب قضية الإسلام الكبرى، في حين جعل طواغيت آل سعود من محاربة الإسلام في كل مكان قضيتهم الكبرى، وتدرّج هؤلاء في حربهم الإسلام، من المساهمة فيها بتمويل أعداء الله أيّاً كان نوعهم، بفتاوى مَن وظفوهم من العلماء، وصولا إلى المشاركة الفعلية في هذه الحرب، كما فعلوا بدخولهم في التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، ومشاركة طيرانهم في حملات القصف الجوي على العراق والشام.
ومثلما فعل أبوهم (عبدالعزيز) عندما كان قربانُ عمالته للإنكليز قتلَه الموحدين، الذين خدعهم وأقام دولته بدمائهم، فإن أبناءه وأحفاده اليوم يكملون المسيرة المخزية ذاتها، ففي ظل المنافسة على الحكم بينهم يطرح كل منهم ما عنده من إثباتات وبراهين على قدرته على حرب الإسلام والمسلمين، وهدم التوحيد، ومناصرة الشرك وأهله، ويتنافسون في ذلك أيّما تنافس، فإن كان (محمد بن سلمان) يقاتل الموحدين خارج حدود مملكة أبيه بطائراته وتحالفاته، بحكم سيطرته على (وزارة الدفاع)، فإن (محمد بن نايف) لديه مشاريع كبرى للحرب على الموحدين داخل حدود مملكة جدِّهِ، بحكم سيطرته على (وزارة الداخلية)، لن يكون آخرها إعدام الموحدين ممن قضوا سنين طويلة في سجون الطواغيت من آل سعود.
إن قتل الموحدين عموما، والعلماء الصادعين بالحق خصوصا، هو منهج الطواغيت والفراعنة في كل زمان ومكان، فلا غرابة إذن فيما فعله طواغيت آل سعود اليوم بقتلهم العشرات ممن نحسبهم من خيرة الموحدين، بل من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا نزكّي على الله أحدا، ولا غرابة أيضا من تأييد علماء السوء الموظفين في بلاط آل سعود لقتلهم، بل وإظهار الفرح بحدوث ذلك، ولا بسكوت عملاء آل سعود من فصائل الصحوات عن الأمر، بعدما ملؤوا الدنيا بكاء ونحيبا على قتلى الصليبيين في غزوة باريس المباركة.
لقد أعلن طواغيت آل سعود بفعلهم هذا عن سياستهم الجديدة، ألا وهي حشدهم الموحدين في السجون، وجعلهم بمثابة الرهائن لديهم، يهددون بهم المجاهدين، وبأنهم سيردون على أي تهديد لهم بقتل من بيدهم من الأسرى، وهي سياسة خبيثة سبقهم بها الكثيرون وعلى رأسهم النصيرية في الشام والرافضة في العراق، ولم تُجْدِ - بفضل الله - نفعا، ولم تَحمِهم من السقوط والانهيار على أيدي المجاهدين.
إن الدولة الإسلامية - بفضل الله - تسعى دائما لفك الأسرى، ولكن في حسابها دائما، أنّ الانتهاء من قضايا الأسرى لا يكون إلا بإزالة حكم الطواغيت، ثم تدمير سجونهم وتسويتها بالأرض، كما فعلت مع سجون (بادوش) و(الجرائم الكبرى) و(تسفيرات تكريت) و (تدمر) وغيرها، لتتبعها - بإذن الله - قريبا سجون (الحائر) و (الطرفية) وغيرها من سجون آل سعود.
◾ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
دماء الموحّدين في جزيرة العرب..
قرابين الطواغيت لأسيادهم
حيدرة الأحواز أبو عزام
تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام!
سار من الأحواز قاصدا أرض الجهاد، باحثا عن رضى الرحمن، وخشيةَ ليلةٍ صبحُها بين يدي الديّان، فإما رزْق كريم وفردوس وجنان، أو خزْي وعذاب وكبٌّ للوجوه في كبد النيران... لم يُعِر لدنياه بالا، ولم يمنعه تعلق بأهل ولا حب لجاه أو مال، ما رده عن النفير القول "إن الوصول لأرض الجهاد من المحال"، فقد حسم أمره، وعقد النية، وتوكل على رب البرية، فهاجر كي يكون له الإسلام الحق هوية.
إنه أبو عزام الأحوازي، الذي عرف التوحيد وسلك دربه، بعدما كان رافضيا حتى النخاع، فقد اكتشف الضلال الذي كان يدور في فلكه، فهداه الله وشرح قلبه للإسلام، فسعى لأن تكون كل عائلته على المنهج الصافي ذاته الذي عرفه، بعيدا عن الشرك الرافضي وأهله.
لم يحتمل أن يجلس في تلك البقعة المنسية، فحينما عرف التوحيد رفض عيش الذل، بعدما أوجعته جراح أمته، لهذا قرر أن يتخلى عن عار القعود، يتخلى عن ماضيه، عن ذكرياته، عن حياته، وعن أهله وأحبائه، ويسخّر شبابه - ما مد الله عمره - في نصرة الإسلام والمسلمين، وسبيله في ذلك الجهاد، فذاك هو طريق الحق، وهو الذي يضمن له جنة عرضها السماوات والأرض، إنْ أخلص النية لله في سيره نحو فردوسها الأعلى.
لقد كان قرار أبي عزام أن يهاجر إلى سوح الوغى، ويتّجه إلى أرض الخلافة، أرض دولة الإسلام ودين الإسلام حيث تجتمع ملل الكفر كلها لمحاربة دين الله، فأخذ يبحث عمَّن هو قادر على إيصاله إليها، فيسّر الله له العثور على من يعينه ويساعده على تحقيق حلمه المنشود.
وحينما جاء ذلك اليوم الموعود، وحلّت ساعة الصفر، أخرج أبو عزام حقيبته، ووضع فيها بعض ما يحتاجه في طريق السفر، ثم اتجه لقريب له تائب من الرفض، ليكون رفيق رحلته، بعدما اتّفقا على النفير سويّة.
غادر ولم يلتفت خلفه، فهو قد طلّق الدنيا، وقرّر أنْ لا تقف بوجه هجرته أي عوائق، فانطلقا في رحلة لا عودة منها، وكان الأحوازي يدرك ذلك جيدا، بل يسعى أن تكون رحلته لا عودة منها، رحلة خاتمتها الشهادة، شهادة متقبلة عند الله، لعل الله يغفر له تلك السنوات التي عاشها في ضلال دين الرافضة، أو أن يرزق الله دولة الإسلام نصرا، يمكّنها من الوصول إلى الأحواز فيكون أبو عزام من بين فاتحيها، وحينها فقط له أن يدخل داره ثانية كما كان يردد.
قطع صاحبا السفر عدة مدن إيرانية، حتى وصلا إلى شخص يظنانه المهرّب الذي سيتولى عملية نقلهما إلى نهاية حدود إيران، لكنهما - وحينما تحدثا إليه - تبيّن أنه ليس الشخص المقصود، فخطفهما، بعدما أشهر السلاح بوجهيهما، ليقتادهما بعد ذلك إلى سجن سري في دار منعزلة، ويطالبهما بدفع فدية، وإلا سيقوم بتسليمهما للسلطات الإيرانية الرافضية، وحينها ستكون النتيجة محسومة في نظرهما، الموت على أيدي الروافض... ولأن أبا عزام وقريبه لم يكونا يملكان من المال شيئا سوى دولارات معدودة، لا تكاد تكفي أجرة السيارة، التي من المفترض أنْ تُقلّهما إلى نقطة العبور الحدودية، فقد جعل ذلك حبسهما يطول لأسابيع!
بعد أن طالت أيام السجن، عرض أبو عزام ورفيق رحلته على خاطفهما أن يسمح لهما بالاتصال على أحد الأشخاص، لعله يستطيع تأمين المبلغ الذي طلبه، وقدره عشرة آلاف دولار عن كل واحد منهما، فوافق الخاطف، وسلمهم أحد الهواتف النقالة التي صادرها منهما، ليتصلا على الشخص الذي تكفّل بمساعدتهما للوصول إلى أراضي الدولة الإسلامية، وما أن سمع بخطفهم، حتى سارع إلى تأمين مبلغ عشرين ألف دولار، ليوصلها بطريقته الخاصة إلى ذلك الخاطف، وليُخرِج أبا عزام وصاحبه من فوهة الموت، ومن عنق الزجاجة التي علقا بها.
بعد تحريرهما من الخاطف عثرا على من يساعدهما على عبور الجبال، فاستقلا حافلة، قطع بهما سائقها كثيرا من الأودية، وصعد بهما شواهق الجبال، لكنهما كانا قلقين جدا، فجُلُّ همّهما أن يخرجا من حدود إيران الرافضية بسلام.
طيلة مدة الرحلة كان أبو عزام صامتا، فهو لا يجيد الحديث بالفارسية على الإطلاق، ما جعله يسلّم مقاليد الرحلة لرفيقه، الذي كان يتقنها بطلاقة، طالبا من أبي عزام أن يدّعي المرض، وأن تورّماً أصاب لثته وأسنانه جعله يعجز عن الكلام من شدة الوجع، وهو ما فعله أبو عزام ولأيام، خشية أن تُكتشف حقيقتهما بأنهما عربيان أحوازيان، حيث يمكن أن يعتقلهم الرافضة لمجرد وجودهما خارج الأحواز.
مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ
قصة شهيد:
حيدرة الأحواز أبو عزام
تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام!