حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة: هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة - الأمم المتحدة في نصف قرن: • ...
حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
- الأمم المتحدة في نصف قرن:
• باعتبارهما المنتصرين في الحرب، صُمِّمت الهيئة الجديدة لتوافق مصالح الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، أما بريطانيا فقد صارت بحكم التابع للولايات المتحدة، وهي التي ضغطت على الولايات المتحدة لضم فرنسا إلى (مجلس الأمن) لتقوي موقفها في وجه ألمانيا، التي يُخاف من عودتها مرة أخرى إلى ساحة الصراع، فيما تم ضم الصين للوقوف في وجه عودة اليابان إلى أحلامها التوسعية.
وهكذا نشأت الهيئة الجديدة التي وُلدت معاقة بحكم تبعيتها للدول المتغطرسة الكبرى وعدم استقلالها في أي شيء. فأُعيق مسعاها لتشكيل جيش مستقل تفرض من خلاله قراراتها على الدول "المارقة"، وبالتالي لم يعد من سبيل إلى فرض القرارات إلا بالاعتماد على جيوش الدول المتغطرسة تلك، وكذلك كان تمويلها معتمدا على هذه الدول، ومن ناحية أخرى فقد صيغ نظامها ليضمن وجود الدول هذه ضمن "النظام الدولي" بأي شكل كان، وعدم تكرار مأساة خروج اليابان وألمانيا من (عصبة الأمم) عندما عارضت مصالحهم، وبالتالي اضطرار الدول الأخرى إلى محاربتهما لمّا تمادتا في تحقيقها خارج إطار النظام الدولي، أما الدول الضعيفة فيمكن ضبطها بسهولة عبر التهديد أو الفعل إن اضطر الأمر، دون أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب عالمية.
ولكن هذا النظام القديم الذي مرَّ عليه أكثر من نصف قرن لم يراعِ في الحقيقة ظهور القوى الجديدة التي صارت تفوق بعضا من القوى الموجودة في (مجلس الأمن) مثل الهند والبرازيل واليابان وغيرها، أو ربما وُضِع النظام أصلا لتبقى كل الدول الناشئة مرتبطة بواحدة من الدول الكبرى حصرا، وهذا ما تحاول الدول الصاعدة التخلص منه بطريقة أو بأخرى.
أما الوسيلة الموضوعة لضبط الدول الكبرى فهو الحق الذي أعطي للدول الخمس الكبرى دون غيرها والمسمى (الفيتو)، إذ يكفي لكل من هذه الدول أن تلغي أي قرار يعارض مصالحها أو مصالح أصدقائها بمجرد الاعتراض على القرار وبالتالي إيقافه، مهما بلغ عدد المؤيدين له من الدول داخل (مجلس الأمن) أو في (الجمعية العامة) التي أنشئت لتكون بمثابة "برلمان دولي" تتخذ فيه القرارات بالأغلبية، وبهذه الطريقة يضمنون بقاء الدول "الكبرى" ضمن (مجلس الأمن) وعدم لجوئها إلى تحقيق مصالحها بالقوة، رغم أن ذلك يؤدي إلى تعطيل دور (الأمم المتحدة) ومنعها من التدخل في كثير من القضايا "الدولية" الشائكة بسبب (الفيتو) التي تفرضه هذه الدولة أو تلك، فلم تتدخل في الجزائر بسبب فرنسا، ولا في كمبوديا بسبب الصين، ولا في فلسطين بسبب الولايات المتحدة، ونشاهد اليوم عجزها عن اتخاذ أي قرار حاسم ضد النظام النصيري بسبب الاعتراض الروسي.
ولكن الغاية التي من أجلها مُنح "حق الفيتو" لهذه الدول لم يمنعها من التصرف بطريقة فردية، أو بمعاونة حلفائها، إذا لم تحصل على موافقة (مجلس الأمن)، كما في تدخّل الاتحاد السوفيتي في خراسان نصرة لحلفائه من الشيوعيين، وتدخل الولايات المتحدة في غرينادا، وغزوها للعراق، مبررة أفعالها بالحرب على الإرهاب أو غير ذلك من الحجج.
أما التدخل المباشر للأمم المتحدة في الصراعات الدولية، فيجري عادة عن طريق توظيف جيوش الدول الفقيرة، على أن تقوم الدول الغنية بتمويل هذا التدخل، وبامتناعها عن ذلك لسبب أو لآخر، فإنها تعجز عن الدخول في أي عملية لفض الصراعات والنزاعات بين الدول، وكذلك فإن هذا التدخل يكون بحسب توجيهات الدول المتجبرة، حيث نجد أن تدخلها في قبرص للفصل بين اليونان والأتراك، جاء بصيغة قوات "فض اشتباك" و "عزل المناطق" التي يسيطر عليها الطرفان، وكذلك فعلت في "فض الاشتباك" بين جيوش الطواغيت العرب والجيش اليهودي بعد الحروب المختلفة.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
- دولة الخلافة تنقض أصول (الأمم المتحدة):
• إن (الأمم المتحدة) في حقيقتها ليست أكثر من كائن طاغوتي عاجز، لا حاجة للعالم به، أكثر ما يمكنه تقديمه هو تلبية احتياجات الدول المتجبرة التي يسمونها "كبرى" في نصبها وثنا تجبر الأمم كلها على عبادته وطاعته باسم "الشرعية الدولية"، وفي الوقت نفسه فإنها لا تقيم لهذا الوثن أي اعتبار، كما كان قدامى الطواغيت يفرضون على شعوبهم عبادة أوثان وأصنام لا يلتزمون هم بعبادتها، وذلك بمنحهم أنفسهم ألقابا تربطهم بهذه الآلهة المزعومة، كأخ الإله، أو ابن الإله، أو غير ذلك من الأكاذيب التي اخترعها الطواغيت لتأليه أنفسهم.
فهذه الهيئة المعاقة لم تقم -كما رأينا- على أساس الديموقراطية الكفرية التي يراد فرضها على العالم باسم "ميثاق الأمم المتحدة"، بل تقوم على أن الحكم للقوي الذي يعطى له "حق الفيتو" دون سواه فيمنع أي قانون أو قرار يمس مصالحه، أو مصالح حلفائه، كما أن شريعتها الشركية لا تطبَّق إلا على الدول والأمم الصغيرة التي تخرج عن النظام الدولي الجديد الذي صاغه أئمة الكفر، فتلتقي إرادات الدول الطاغوتية الكبرى على اعتبارها "مارقة"، كما حدث مع الطاغوت (صدام حسين) بعد غزوه للكويت.
وفي نفس الوقت ليست الأمم التي تمثل أعضاء "الهيئة الدولية" متحدة أبدا، إنما هي أمم متصارعة متنازعة متحاربة، إلا أنها تجعل ميدان نزاعها خارج أراضيها وأراضي منافساتها عادة، حتى إذا ضاقت الأرض بالمنافسة لم يكن هناك بدٌ من انتقال الصراع إلى داخل أراضيهم، وبالتالي نشوب الحرب المدمرة بينهم، حتى إذا ما أعياها تحصيل رغباتها بطريق الحرب جاءت هيئة الأمم لتصدر قرارا بإنهاء الحرب، حفظا لماء وجه هذه الأمم المتحاربة، فيخرجوا من الحرب، دون أن يلحق بهم عار الهزيمة، وتستدعي جنود الأمم المتحدة ذوي القبعات الزرق ليفصلوا بين قواتهم.
وإن أكبر أمثلة الفشل الذي تمثله هيئة (الأمم المتحدة) اليوم هو عجزها -والفضل لله- عن توحيد أمم الكفر المنتسبة إليها لقتال الدولة الإسلامية التي تكفر بشريعتها الجاهلية، وميثاقها الوضعي، وقراراتها الطاغوتية، بل وتخرق قوانينها بشكل دائم بهجومها المستمر على أعضاء المنظومة من دول الكفر، وتزيل الحدود التي رسمها على الأرض أئمة الكفر، وكسوها بالقداسة من خلال اعتراف هيئتهم بها، وترفض احترام ما يسمونه استقلال الدول، وإصرارها على تقسيم العالم على أساس الكفر والإيمان، لا على أساس اللون والعرق واللسان والقومية، وفوق كل ذلك تطبّق شريعة وحكما يتناقض تماما مع ما تريد (الأمم المتحدة) بمجالسها وهيئاتها المختلفة أن تجعله شريعة للعالم، بل وتعلن الحرب على أي نظامِ حكمٍ بمجرد خضوعه لهذه الشريعة، ولو بموافقته عليها من خلال التوقيع على مواثيق (الأمم المتحدة)، فإن لم تكن (هيئة الأمم) هذه بقادرة على توحيد أعضائها من دول الكفر على هذا العدو الذي يهددهم جميعا هم وهيأتهم، فعلى أي شيء يمكنها توحيدهم؟!
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
- انقسام العالم إلى فسطاطين:
• إن نظام الخلافة يعني تقسيم العالم إلى أمتين ودارين، أمة الإسلام التي هي جماعة المسلمين، وتعيش في دار الإسلام، وأمة الكفر بمللها المختلفة وتعيش في دار الكفر والحرب، ودولة الخلافة تمثل اليوم الإطار الجامع للمسلمين في العالم، كون هذا النظام موضوعًا لتوحيد المسلمين، وإدارة معركتهم مع أمم الكفر المختلفة، فيما يحاول الكفار أن يجعلوا من (الأمم المتحدة) إطارًا يجمعهم ويوحدهم لقتالها، فيما تعجز هي بطبيعتها العرجاء عن القيام بهذه المهمة، نظرا لأن تصميمها منذ الأساس لم يكن لتحقيق هذه الغاية، وإنما لإدارة التنازع والصراع للسيطرة على العالم بين أمم الكفر المختلفة، وباستمرار المعركة بين الفسطاطين، يزداد المسلمون توحدا في إطار الخلافة، وتزداد أمم الكفر والشرك تنازعا وتفرقا في إطار (الأمم المتحدة)، حتى يصلوا إلى المرحلة التي يجدون أنفسهم مضطرين إلى إلحاقها بـ (عصبة الأمم).
فإننا نشاهد اليوم وفي جزء من ساحة المعركة بين الدولة الإسلامية وأمم الكفر، في العراق والشام، أن كل مجموعة من أعضاء مجلس الأمن قد انضمت إلى تحالف ضد الدولة الإسلامية، وهو في حقيقته تابع لأحد القطبين المتصارعين؛ الولايات المتحدة وروسيا، وكلٌ من الحلفين لا علاقة له بالأمم المتحدة، وإنما نشأ بقرارات فردية اتخذتها كل من الدولتين واستجاب لها حلفاؤها، وهذان الحلفان متنازعان فيما بينهما، بل هما متحاربان، بل كل منهما يتهم الآخر بأنه يقوم بإفساد جهوده في هزيمة الدولة الإسلامية، ويتهمه بالعجز، وسوء إدارة الحرب. رغبة منها بالظهور بمظهر القائد لدول العالم في المعركة ضد الدولة الإسلامية، فيما تقف (الأمم المتحدة) منهما موقف المتفرج، وأكثر ما يمكنها تقديمه أن تطالب الدول الأعضاء بمزيد من العمل على حرب الدولة الإسلامية.
وباستمرار الحرب التي تشنها الدولة الإسلامية ضد ملل الكفر كلها سيزداد انخراط هذه الأمم في الحرب ضدها، وسيدفعها الأمر للدخول في أحد الحلفين الموجودين حاليا، وبالتالي زيادة الاستقطاب الدولي، أو تشكيل أحلاف جديدة تقودها الدول الصاعدة التي لا ترغب أن تكون تبعا لأحد القطبين، ما يعني مزيدا من التشتت والابتعاد عن التوحد، في الوقت الذي تزيد الدولة الإسلامية من تجميع المسلمين في صف واحد، لمعركة واحدة ضد الشرك وأممه ودوله وأحلافه وهيئاته.
- الدولة الإسلامية والأحلاف المتصارعة:
إن أمم الكفر المتنازعة لا يمكن لأي منها أن تتحمل تكاليف الحرب على الدولة الإسلامية بمفردها، دون أن تتوقع تراجعا في اقتصادها وقوتها، وإضعافا لها أمام أمم الكفر الأخرى، وفي نفس الوقت لا تريد الأمم المتجبرة منها التي تسمي أنفسها (عظمى) أو (كبرى) أن تكون تبعا لأمم أخرى، لأن هذا الأمر سيفقدها تلك الصفات التي تريد إسباغها على نفسها، وفي الوقت نفسه فإن (الأمم المتحدة) بشكلها الحالي عاجزة عن تشكيل قوة موحدة توزع فيها تكاليف المعركة على أعضائها، بسبب الخلاف الذي سيحصل بين الدول المتجبرة على قيادة هذه القوة، وتشكيك كل منها بنوايا أعدائه في كل ما يطرحه من مشاريع بخصوصها، هذا عدا عن الخلاف عن مدى سلطة هذه القوة على جيوش الدول الأعضاء من حيث توجيه عملياتها ضد الدولة الإسلامية، وحول تمويلها، وما يقع على كل دولة من الدول الأعضاء من أعباء بخصوصها، وبالمحصلة البقاء على حالة الأحلاف المتصارعة، وبالتالي المزيد من الضغط المطبق على الدول للانضمام إلى هذا الحلف أو ذاك، وسيبقى حال فسطاط الكفر على هذا إلى آخر الزمان، حتى تصل جموعهم لقتال المسلمين في (دابق) تحت اثنتي عشر غاية أو راية، لا تحت غاية واحدة وراية واحدة، فيما يكون جيش المسلمين تحت راية واحدة، وإمام واحد.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
أهم نواقض الإسلام التي وقعت فيها حركة حماس
1 - الإيمان بالديمقراطية دينًا ومنهجا
قال الله تعالى: ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ [آل عمران: 85]
2 - التحاكم للتشريعات الطاغوتية الدولية والمحلية التي تناقض شريعة الله سبحانه
قال الله تعالى: ﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ﴾ [ النساء: 60]
3 - المشاركة في كتابة التشريعات الكفرية أو التعديل عليها في البرلمان الشركي
قال الله تعالى: ﴿ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ﴾ [ النحل: 116]
4 - موالاة الطواغيت والمرتدين ومودتهم والتعاون معهم، كحالهم مع طواغيت إيران وغيرهم
قال الله تعالى: ﴿ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ﴾ [النساء 138-139]
5 - التنسيق والاستعانه بالطواغيت وجندهم لقتال الموحدين في ولاية سيناء وغيرها
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
الناقض الثامن: مظاهرة المشركين على المسلمين، والدليل قوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ [ المائدة: 51]
6 - جحود وتعطيل الكثير من نصوص الكتاب والسنة بل والإنكار على من طبقها، كضرب الجزية وقتال الكفار
قال الله تعالى: ﴿ وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ﴾ [ العنكبوت: 47]
7 - أسلمة الرافضة وتصحيح دينهم والتقارب معهم
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفر".
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
- الأمم المتحدة في نصف قرن:
• باعتبارهما المنتصرين في الحرب، صُمِّمت الهيئة الجديدة لتوافق مصالح الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، أما بريطانيا فقد صارت بحكم التابع للولايات المتحدة، وهي التي ضغطت على الولايات المتحدة لضم فرنسا إلى (مجلس الأمن) لتقوي موقفها في وجه ألمانيا، التي يُخاف من عودتها مرة أخرى إلى ساحة الصراع، فيما تم ضم الصين للوقوف في وجه عودة اليابان إلى أحلامها التوسعية.
وهكذا نشأت الهيئة الجديدة التي وُلدت معاقة بحكم تبعيتها للدول المتغطرسة الكبرى وعدم استقلالها في أي شيء. فأُعيق مسعاها لتشكيل جيش مستقل تفرض من خلاله قراراتها على الدول "المارقة"، وبالتالي لم يعد من سبيل إلى فرض القرارات إلا بالاعتماد على جيوش الدول المتغطرسة تلك، وكذلك كان تمويلها معتمدا على هذه الدول، ومن ناحية أخرى فقد صيغ نظامها ليضمن وجود الدول هذه ضمن "النظام الدولي" بأي شكل كان، وعدم تكرار مأساة خروج اليابان وألمانيا من (عصبة الأمم) عندما عارضت مصالحهم، وبالتالي اضطرار الدول الأخرى إلى محاربتهما لمّا تمادتا في تحقيقها خارج إطار النظام الدولي، أما الدول الضعيفة فيمكن ضبطها بسهولة عبر التهديد أو الفعل إن اضطر الأمر، دون أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب عالمية.
ولكن هذا النظام القديم الذي مرَّ عليه أكثر من نصف قرن لم يراعِ في الحقيقة ظهور القوى الجديدة التي صارت تفوق بعضا من القوى الموجودة في (مجلس الأمن) مثل الهند والبرازيل واليابان وغيرها، أو ربما وُضِع النظام أصلا لتبقى كل الدول الناشئة مرتبطة بواحدة من الدول الكبرى حصرا، وهذا ما تحاول الدول الصاعدة التخلص منه بطريقة أو بأخرى.
أما الوسيلة الموضوعة لضبط الدول الكبرى فهو الحق الذي أعطي للدول الخمس الكبرى دون غيرها والمسمى (الفيتو)، إذ يكفي لكل من هذه الدول أن تلغي أي قرار يعارض مصالحها أو مصالح أصدقائها بمجرد الاعتراض على القرار وبالتالي إيقافه، مهما بلغ عدد المؤيدين له من الدول داخل (مجلس الأمن) أو في (الجمعية العامة) التي أنشئت لتكون بمثابة "برلمان دولي" تتخذ فيه القرارات بالأغلبية، وبهذه الطريقة يضمنون بقاء الدول "الكبرى" ضمن (مجلس الأمن) وعدم لجوئها إلى تحقيق مصالحها بالقوة، رغم أن ذلك يؤدي إلى تعطيل دور (الأمم المتحدة) ومنعها من التدخل في كثير من القضايا "الدولية" الشائكة بسبب (الفيتو) التي تفرضه هذه الدولة أو تلك، فلم تتدخل في الجزائر بسبب فرنسا، ولا في كمبوديا بسبب الصين، ولا في فلسطين بسبب الولايات المتحدة، ونشاهد اليوم عجزها عن اتخاذ أي قرار حاسم ضد النظام النصيري بسبب الاعتراض الروسي.
ولكن الغاية التي من أجلها مُنح "حق الفيتو" لهذه الدول لم يمنعها من التصرف بطريقة فردية، أو بمعاونة حلفائها، إذا لم تحصل على موافقة (مجلس الأمن)، كما في تدخّل الاتحاد السوفيتي في خراسان نصرة لحلفائه من الشيوعيين، وتدخل الولايات المتحدة في غرينادا، وغزوها للعراق، مبررة أفعالها بالحرب على الإرهاب أو غير ذلك من الحجج.
أما التدخل المباشر للأمم المتحدة في الصراعات الدولية، فيجري عادة عن طريق توظيف جيوش الدول الفقيرة، على أن تقوم الدول الغنية بتمويل هذا التدخل، وبامتناعها عن ذلك لسبب أو لآخر، فإنها تعجز عن الدخول في أي عملية لفض الصراعات والنزاعات بين الدول، وكذلك فإن هذا التدخل يكون بحسب توجيهات الدول المتجبرة، حيث نجد أن تدخلها في قبرص للفصل بين اليونان والأتراك، جاء بصيغة قوات "فض اشتباك" و "عزل المناطق" التي يسيطر عليها الطرفان، وكذلك فعلت في "فض الاشتباك" بين جيوش الطواغيت العرب والجيش اليهودي بعد الحروب المختلفة.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
- دولة الخلافة تنقض أصول (الأمم المتحدة):
• إن (الأمم المتحدة) في حقيقتها ليست أكثر من كائن طاغوتي عاجز، لا حاجة للعالم به، أكثر ما يمكنه تقديمه هو تلبية احتياجات الدول المتجبرة التي يسمونها "كبرى" في نصبها وثنا تجبر الأمم كلها على عبادته وطاعته باسم "الشرعية الدولية"، وفي الوقت نفسه فإنها لا تقيم لهذا الوثن أي اعتبار، كما كان قدامى الطواغيت يفرضون على شعوبهم عبادة أوثان وأصنام لا يلتزمون هم بعبادتها، وذلك بمنحهم أنفسهم ألقابا تربطهم بهذه الآلهة المزعومة، كأخ الإله، أو ابن الإله، أو غير ذلك من الأكاذيب التي اخترعها الطواغيت لتأليه أنفسهم.
فهذه الهيئة المعاقة لم تقم -كما رأينا- على أساس الديموقراطية الكفرية التي يراد فرضها على العالم باسم "ميثاق الأمم المتحدة"، بل تقوم على أن الحكم للقوي الذي يعطى له "حق الفيتو" دون سواه فيمنع أي قانون أو قرار يمس مصالحه، أو مصالح حلفائه، كما أن شريعتها الشركية لا تطبَّق إلا على الدول والأمم الصغيرة التي تخرج عن النظام الدولي الجديد الذي صاغه أئمة الكفر، فتلتقي إرادات الدول الطاغوتية الكبرى على اعتبارها "مارقة"، كما حدث مع الطاغوت (صدام حسين) بعد غزوه للكويت.
وفي نفس الوقت ليست الأمم التي تمثل أعضاء "الهيئة الدولية" متحدة أبدا، إنما هي أمم متصارعة متنازعة متحاربة، إلا أنها تجعل ميدان نزاعها خارج أراضيها وأراضي منافساتها عادة، حتى إذا ضاقت الأرض بالمنافسة لم يكن هناك بدٌ من انتقال الصراع إلى داخل أراضيهم، وبالتالي نشوب الحرب المدمرة بينهم، حتى إذا ما أعياها تحصيل رغباتها بطريق الحرب جاءت هيئة الأمم لتصدر قرارا بإنهاء الحرب، حفظا لماء وجه هذه الأمم المتحاربة، فيخرجوا من الحرب، دون أن يلحق بهم عار الهزيمة، وتستدعي جنود الأمم المتحدة ذوي القبعات الزرق ليفصلوا بين قواتهم.
وإن أكبر أمثلة الفشل الذي تمثله هيئة (الأمم المتحدة) اليوم هو عجزها -والفضل لله- عن توحيد أمم الكفر المنتسبة إليها لقتال الدولة الإسلامية التي تكفر بشريعتها الجاهلية، وميثاقها الوضعي، وقراراتها الطاغوتية، بل وتخرق قوانينها بشكل دائم بهجومها المستمر على أعضاء المنظومة من دول الكفر، وتزيل الحدود التي رسمها على الأرض أئمة الكفر، وكسوها بالقداسة من خلال اعتراف هيئتهم بها، وترفض احترام ما يسمونه استقلال الدول، وإصرارها على تقسيم العالم على أساس الكفر والإيمان، لا على أساس اللون والعرق واللسان والقومية، وفوق كل ذلك تطبّق شريعة وحكما يتناقض تماما مع ما تريد (الأمم المتحدة) بمجالسها وهيئاتها المختلفة أن تجعله شريعة للعالم، بل وتعلن الحرب على أي نظامِ حكمٍ بمجرد خضوعه لهذه الشريعة، ولو بموافقته عليها من خلال التوقيع على مواثيق (الأمم المتحدة)، فإن لم تكن (هيئة الأمم) هذه بقادرة على توحيد أعضائها من دول الكفر على هذا العدو الذي يهددهم جميعا هم وهيأتهم، فعلى أي شيء يمكنها توحيدهم؟!
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
- انقسام العالم إلى فسطاطين:
• إن نظام الخلافة يعني تقسيم العالم إلى أمتين ودارين، أمة الإسلام التي هي جماعة المسلمين، وتعيش في دار الإسلام، وأمة الكفر بمللها المختلفة وتعيش في دار الكفر والحرب، ودولة الخلافة تمثل اليوم الإطار الجامع للمسلمين في العالم، كون هذا النظام موضوعًا لتوحيد المسلمين، وإدارة معركتهم مع أمم الكفر المختلفة، فيما يحاول الكفار أن يجعلوا من (الأمم المتحدة) إطارًا يجمعهم ويوحدهم لقتالها، فيما تعجز هي بطبيعتها العرجاء عن القيام بهذه المهمة، نظرا لأن تصميمها منذ الأساس لم يكن لتحقيق هذه الغاية، وإنما لإدارة التنازع والصراع للسيطرة على العالم بين أمم الكفر المختلفة، وباستمرار المعركة بين الفسطاطين، يزداد المسلمون توحدا في إطار الخلافة، وتزداد أمم الكفر والشرك تنازعا وتفرقا في إطار (الأمم المتحدة)، حتى يصلوا إلى المرحلة التي يجدون أنفسهم مضطرين إلى إلحاقها بـ (عصبة الأمم).
فإننا نشاهد اليوم وفي جزء من ساحة المعركة بين الدولة الإسلامية وأمم الكفر، في العراق والشام، أن كل مجموعة من أعضاء مجلس الأمن قد انضمت إلى تحالف ضد الدولة الإسلامية، وهو في حقيقته تابع لأحد القطبين المتصارعين؛ الولايات المتحدة وروسيا، وكلٌ من الحلفين لا علاقة له بالأمم المتحدة، وإنما نشأ بقرارات فردية اتخذتها كل من الدولتين واستجاب لها حلفاؤها، وهذان الحلفان متنازعان فيما بينهما، بل هما متحاربان، بل كل منهما يتهم الآخر بأنه يقوم بإفساد جهوده في هزيمة الدولة الإسلامية، ويتهمه بالعجز، وسوء إدارة الحرب. رغبة منها بالظهور بمظهر القائد لدول العالم في المعركة ضد الدولة الإسلامية، فيما تقف (الأمم المتحدة) منهما موقف المتفرج، وأكثر ما يمكنها تقديمه أن تطالب الدول الأعضاء بمزيد من العمل على حرب الدولة الإسلامية.
وباستمرار الحرب التي تشنها الدولة الإسلامية ضد ملل الكفر كلها سيزداد انخراط هذه الأمم في الحرب ضدها، وسيدفعها الأمر للدخول في أحد الحلفين الموجودين حاليا، وبالتالي زيادة الاستقطاب الدولي، أو تشكيل أحلاف جديدة تقودها الدول الصاعدة التي لا ترغب أن تكون تبعا لأحد القطبين، ما يعني مزيدا من التشتت والابتعاد عن التوحد، في الوقت الذي تزيد الدولة الإسلامية من تجميع المسلمين في صف واحد، لمعركة واحدة ضد الشرك وأممه ودوله وأحلافه وهيئاته.
- الدولة الإسلامية والأحلاف المتصارعة:
إن أمم الكفر المتنازعة لا يمكن لأي منها أن تتحمل تكاليف الحرب على الدولة الإسلامية بمفردها، دون أن تتوقع تراجعا في اقتصادها وقوتها، وإضعافا لها أمام أمم الكفر الأخرى، وفي نفس الوقت لا تريد الأمم المتجبرة منها التي تسمي أنفسها (عظمى) أو (كبرى) أن تكون تبعا لأمم أخرى، لأن هذا الأمر سيفقدها تلك الصفات التي تريد إسباغها على نفسها، وفي الوقت نفسه فإن (الأمم المتحدة) بشكلها الحالي عاجزة عن تشكيل قوة موحدة توزع فيها تكاليف المعركة على أعضائها، بسبب الخلاف الذي سيحصل بين الدول المتجبرة على قيادة هذه القوة، وتشكيك كل منها بنوايا أعدائه في كل ما يطرحه من مشاريع بخصوصها، هذا عدا عن الخلاف عن مدى سلطة هذه القوة على جيوش الدول الأعضاء من حيث توجيه عملياتها ضد الدولة الإسلامية، وحول تمويلها، وما يقع على كل دولة من الدول الأعضاء من أعباء بخصوصها، وبالمحصلة البقاء على حالة الأحلاف المتصارعة، وبالتالي المزيد من الضغط المطبق على الدول للانضمام إلى هذا الحلف أو ذاك، وسيبقى حال فسطاط الكفر على هذا إلى آخر الزمان، حتى تصل جموعهم لقتال المسلمين في (دابق) تحت اثنتي عشر غاية أو راية، لا تحت غاية واحدة وراية واحدة، فيما يكون جيش المسلمين تحت راية واحدة، وإمام واحد.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
أهم نواقض الإسلام التي وقعت فيها حركة حماس
1 - الإيمان بالديمقراطية دينًا ومنهجا
قال الله تعالى: ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ [آل عمران: 85]
2 - التحاكم للتشريعات الطاغوتية الدولية والمحلية التي تناقض شريعة الله سبحانه
قال الله تعالى: ﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ﴾ [ النساء: 60]
3 - المشاركة في كتابة التشريعات الكفرية أو التعديل عليها في البرلمان الشركي
قال الله تعالى: ﴿ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ﴾ [ النحل: 116]
4 - موالاة الطواغيت والمرتدين ومودتهم والتعاون معهم، كحالهم مع طواغيت إيران وغيرهم
قال الله تعالى: ﴿ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ﴾ [النساء 138-139]
5 - التنسيق والاستعانه بالطواغيت وجندهم لقتال الموحدين في ولاية سيناء وغيرها
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
الناقض الثامن: مظاهرة المشركين على المسلمين، والدليل قوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ [ المائدة: 51]
6 - جحود وتعطيل الكثير من نصوص الكتاب والسنة بل والإنكار على من طبقها، كضرب الجزية وقتال الكفار
قال الله تعالى: ﴿ وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ﴾ [ العنكبوت: 47]
7 - أسلمة الرافضة وتصحيح دينهم والتقارب معهم
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفر".